حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر - سنن أبي داود

سنن أبي داود | أبواب قيام الليل باب أي الليل أفضل؟ (حديث رقم: 1315 )


1315- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ "

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
ابن شهاب: هو الزهري، وأبو عبد الله الأغر: هو سلمان.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 214، ومن طريقه أخرجه البخاري (1145) و (6321) و (7494)، ومسلم (758)، والترمذي (3805)، والنسائي في "الكبرى" (7720).
وأخرجه ابن ماجه (1366)، والنسائي (10240) و (10241) من طريق ابن شهاب، به.
وأخرجه مسلم (758) (170)، والنسائي (10239) من طريق يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه مسلم (758)، والترمذي (449)، والنسائي (10237 - 10238) و (10242 - 10243) و (10245 - 10248) من طرق عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد" (7592)، و"صحيح ابن حبان" (920).
وسيتكرر برقم (4733).
قال صاحب "عون المعبود" 4/ 140: في كتاب الدعوات لأبي عثمان.
وقد اختلف العلماء في قرله: ينزل الله، فسئل أبو حنيفة رحمه الله، فقال: ينزل بلا كيف، وقال بعضهم: ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق بالتجلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه عن أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها عن أن تكون ذاته مثل ذات الغير، فمجيئه وإتيانه ونزوله على حسب ما يليق وصفاته من غير تشبيه وكيفية.
وأخرج البيهقي من طريق بقية، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري ومكحول قالا: أمضوا الأحاديث على ما جاءت.
ومن طريق الوليد بن مسلم قال: سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التى جاءت في التشبيه، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية.
وعن إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على عبد الله ابن طاهر، فقال لي: يا أبا يعقوب، تقول: إن الله ينزل كل ليلة، فقلت: أيها الأمير، إن الله بعث إلينا نبيا، نقل إلينا عنه أخبارا بها نحلل الدماء، وبها نحرم، وبها نحلل الفروج وبها نحرم، وبها نبيح الأموال وبها نحرم ,فإن صح ذا صح ذاك، وإن بطل ذا بطل ذاك، قال: فأمسك عبد الله.
انتهى.
ملخصا محررا.
والحاصل: أن هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها.

شرح حديث (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( يَنْزِل رَبّنَا ) ‏ ‏: أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَنْ أَبِي مُحَمَّد الْمُزَنِيّ يَقُول حَدِيث النُّزُول قَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وُجُوه صَحِيحَة وَوَرَدَ فِي التَّنْزِيل مَا يُصَدِّقهُ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا } وَالْمَجِيء وَالنُّزُول صِفَتَانِ مَنْفِيَّتَانِ عَنْ اللَّه تَعَالَى مِنْ طَرِيق الْحَرَكَة وَالِانْتِقَال مِنْ حَال إِلَى حَال بَلْ هُمَا صِفَتَانِ مِنْ صِفَات اللَّه تَعَالَى بِلَا تَشْبِيه جَلَّ اللَّه تَعَالَى عَمَّا يَقُول الْمُعَطِّلَة لِصِفَاتِهِ وَالْمُشَبِّهَة بِهَا عُلُوًّا كَبِيرًا.
وَفِي كِتَاب الدَّعَوَات لِأَبِي عُثْمَان : وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي قَوْله يَنْزِل اللَّه فَسُئِلَ أَبُو حَنِيفَة فَقَالَ يَنْزِل بِلَا كَيْف وَقَالَ بَعْضهمْ يَنْزِل نُزُولًا يَلِيق بِالرُّبُوبِيَّةِ بِلَا كَيْف مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون نُزُوله مِثْل نُزُول الْخَلْق بِالتَّجَلِّي وَالتَّمَلِّي لِأَنَّهُ جَلَّ جَلَاله مُنَزَّه عَنْ أَنْ تَكُون صِفَاته مِثْل صِفَات الْخَلْق كَمَا كَانَ مُنَزَّهًا عَنْ أَنْ تَكُون ذَاته مِثْل ذَات الْغَيْر فَمَجِيئُهُ وَإِتْيَانه وَنُزُوله عَلَى حَسْب مَا يَلِيق بِصِفَاتِهِ مِنْ غَيْر تَشْبِيه وَكَيْفِيَّة اِنْتَهَى.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيّ مِنْ طَرِيق بَقِيَّة قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ عَنْ الزَّهَوِيّ وَمَكْحُول قَالَا : أَمْضُوا الْأَحَادِيث عَلَى مَا جَاءَتْ.
وَمِنْ طَرِيق الْوَلِيد بْن مُسْلِم قَالَ سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمَالِك وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَاللَّيْث بْن سَعْد عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَتْ فِي التَّشْبِيه فَقَالُوا أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفِيَّة.
وَعَنْ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ يَقُول دَخَلْت عَلَى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر فَقَالَ لِي يَا أَبَا يَعْقُوب تَقُول إِنَّ اللَّه يَنْزِل كُلّ لَيْلَة فَقُلْت أَيّهَا الْأَمِير إِنَّ اللَّه بَعَثَ إِلَيْنَا نَبِيًّا نَقَلَ إِلَيْنَا عَنْهُ أَخْبَارًا بِهَا نُحَلِّل الدِّمَاء وَبِهَا نُحَرِّم.
وَبِهَا نُحَلِّل الْفُرُوج وَبِهَا نُحَرِّم , وَبِهَا نُبِيح الْأَمْوَال وَبِهَا نُحَرِّم , فَإِنْ صَحَّ ذَا صَحَّ ذَاكَ , وَإِنْ بَطَل ذَا بَطَل ذَاكَ.
قَالَ فَأَمْسَكَ عَبْد اللَّه اِنْتَهَى.
مُلَخَّصًا مُحَرَّرًا وَالْحَاصِل أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث فِي الصِّفَات كَانَ مَذْهَب السَّلَف فِيهَا الْإِيمَان بِهَا وَإِجْرَاؤُهَا عَلَى ظَاهِرهَا وَنَفْي الْكَيْفِيَّة عَنْهَا.
وَقَدْ أَطَالَ الْكَلَام فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة وَأَشْبَاههَا مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات حُفَّاظ الْإِسْلَام كَابْنِ تَيْمِيَة وَابْن الْقَيِّم وَالذَّهَبِيّ وَغَيْرهمْ فَعَلَيْك مُطَالَعَة كُتُبهمْ وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ.


حديث ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْقَعْنَبِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏وَعَنْ ‏ ‏أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ ‏ ‏مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

فما يجيء السحر حتى يفرغ من حزبه

عن عائشة، قالت: «إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله عز وجل بالليل، فما يجيء السحر حتى يفرغ من حزبه»

كان إذا سمع الصراخ قام فصلى

عن مسروق، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لها: أي حين كان يصلي؟ قالت: «كان إذا سمع الصراخ، قام فصلى»

ما ألفاه السحر عندي إلا نائما

عن عائشة، قالت: «ما ألفاه السحر عندي إلا نائما»، تعني النبي صلى الله عليه وسلم

كان إذا حزبه أمر صلى

عن حذيفة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلى»

فأعني على نفسك بكثرة السجود

سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي، يقول: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته، فقال: «سلني»، فقلت: مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟...

كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون

عن أنس بن مالك، في هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون} [السجدة: 16]، قال: «كانوا يتيقظون ما بين المغرب وال...

كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء

عن أنس، في قوله عز وجل: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17]، قال: «كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء»

إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليل، فليصل ركعتين خفيفتين» (1) 1324- عن أبي هريرة، قال: إذا بمعناه زاد،...

أي الأعمال أفضل قال طول القيام

عن عبد الله بن حبشي الخثعمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: «طول القيام»