حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أبي هريرة رضي الله عنه (حديث رقم: 7159 )


7159- عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: " أما وأبيك لتنبأنه: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل البقاء، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٧٨) ، ومسلم (١٠٣٢) (٩٣) ، والنسائي ٦/٢٣٧ من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (٢٧٠٦) ، وأبو يعلى (٦٠٩٢) من طريق شريك النخعي، عن عمارة بن القعقاع، به.
وفيه زيادة في أوله، وقرن أبو يعلى بعمارة بن القعقاع ابن شبرمة.
وسيأتي الحديث برقم (٧٤٠٧) و (٩٣٧٨) و (٩٧٦٨) .
قوله: "وأبيك"، قال السندي: قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك، مثلا.
وشحيح، قال: بخيل، أي: من شأنك أن تبخل بالمال، لأن صحة الإنسان محل لذلك.
تخشى الفقر: بالتصدق.
وتأمل: بضم الميم، وهو مرفوع، أي: ترجوه وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه.
وقوله: "ولا تمهل"، قال القسطلاني في "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" ٣/٢١: بالجزم على النهي، أو بالنصب عطفا على "أن تصدق"، أو بالرفع (أي: على أنه نفي) وهو الذي في اليونينية.
وقوله: "بلغت الحلقوم"، أي: الروح، بدلالة السياق وقوله: قلت لفلان كذا وكذا: هو كناية عن الموصى له والموصى به فيهما، وقد كان لفلان، أي: وقد صار ما أوصى به للوارث، فيبطله إن شاء إذا زاد على الثلث أو أوصى به لوارث آخر.
والمعنى: تصدق في حال صحتك، واختصاص المال بك وشح نفسك بأن تقول: لا تتلف مالك لئلا تصير فقيرا إلا في حال سقمك وسياق موتك، لأن المال حينئذ خرج منك وتعلق بغيرك.

شرح حديث (تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: " أما ": - بالتخفيف - .
" وأبيك ": قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك; مثلا .
" لتنبأنه ": هو من نبأ - المشدد - بمعنى: أخبر، على بناء المفعول للمخاطب مع نون الثقيلة، والضمير المنصوب للذي هو أعظم أجرا من الصدقة .
" أن تصدق ": أي: تتصدق؟ بحذف إحدى التاءين .
" شحيح ": بخيل; أي: من شأنك أن تبخل بالمال; لأن صحة الإنسان محل لذلك .
" تخشى الفقر ": بالتصدق .
" وتأمل ": - بضم الميم - ، وهو مرفوع؟ أي: ترجوه، وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه .
" ولا تمهل ": - بالنصب - .
" بلغت ": أي: الروح.
قال النووي: والمراد: قاربت بلوغ الحلقوم; إذ لو بلغته حقيقة، لم يصح تصرفه بالاتفاق.
[ ص: 62 ] " وقد كان لفلان ": أي: صار له; أي: قارب أن يصير له، فالإعطاء منه ليس فيه مخالفة مقتضى النفس، بل هو كالإعطاء من مال الغير، والله تعالى أعلم .


حديث أما وأبيك لتنبأنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُمَارَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي زُرْعَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ ‏ ‏أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ ‏ ‏تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى ‏ { ‏إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ ‏} ‏قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

تواضع لربك يا محمد

عن أبي هريرة، قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق، قبل الساعة، فل...

لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها

عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس، آمن من عليها، فذلك حين {ل...

لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والوصال "، قالها: ثلاث مرار، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: " إنكم لستم في ذلك مثلي...

من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا، فليستقل منه أو ليستكثر "

إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة

عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة.<br> فقلت: بأبي أنت وأمي، أرأيت سكاتك بين التكبير والقر...

أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب دري في السما...

ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي

عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة، دار مروان بن الحكم، فرأى فيها تصاوير، وهي تبنى، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يقول الله عز وجل:...

خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الل...

من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي - وقال ابن فضيل مرة: يتخيل بي -، وإن رؤيا...