حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أبي هريرة رضي الله عنه (حديث رقم: 7167 )


7167- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٢٨٨-٢٨٩ و١٣/٤٤٩، والبخاري (٦٤٠٦) و (٦٦٨٢) و (٧٥٦٣) ، ومسلم (٢٦٩٤) ، وابن ماجه (٣٨٠٦) ، والترمذي (٣٤٦٧) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨٣٠) ، وأبو يعلى (٦٠٩٦) ، وابن حبان (٨٣١) و (٨٤١) ، والطبراني في "الدعاء" (١٦٩٢) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٤٩٩، وفي "شعب الإيمان" (٥٩١) ، والبغوي (١٢٦٤) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١٠/٤٠٠ من طريق العباس بن يزيد بن فضيل، عن عمارة، به.
قوله: "كلمتان"، قال الحافظ في "الفتح" ١٣/٥٤٠: فيه إطلاق كلمة على الكلام، وهو مثل كلمة الإخلاص، وكلمة الشهادة، وقوله: "كلمتان" هو الخبر، و"خفيفتان" وما بعدها صفة، والمبتدأ "سبحان الله" إلى آخره، والنكتة في تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلام في وصف الخبر حسن تقديمه، لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقا.
وقوله: "خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان"، قال فيه ١١/٢٠٨: قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة، شبه سهولة جريان هذا الكلام على اللسان بما يخف على الحامل من بعض المحمولات فلا يشق عليه، فذكر المشبه وأراد المشبه به، وأما الثقل فعلى حقيقته، لأن الأعمال تتجسم عند الميزان، والخفة والسهولة من الأمور النسبية.
وفي الحديث حت على المواظبة على هذا الذكر، وتحريض على ملازمته، لأن جميع التكاليف شاقة على النفس، وهذا سهل، ومع ذلك يثقل في الميزان كما تثقل الأفعال الشاقة، فلا ينبغي التفريط فيه.
وقوله: "حبيبتان إلى الرحمن"، قال: تثنية حبيبة، وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخص الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازى على العمل القليل بالثواب الجزيل، ولما فيها من التنزيه والتحميد والتعظيم، وفي الحديث جواز السجع في الدعاء إذا وقع بغير كلفة.
وقوله: "وبحمده"، قال الحافظ في "الفتح" ١٣/٥٤١: قيل: الواو للحال، والتقدير: أسبح الله متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبح الله، وأتلبس بحمده، ويحتمل أن يكون الحمد مضافا للفاعل، والمراد من الحمد لازمه أو ما يوجب الحمد من التوفيق ونحوه، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم، والتقدير: وأثني عليه بحمده، فيكون "سبحان الله" جملة مستقلة، و"بحمده" جملة أخرى.

شرح حديث (خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

*قوله: " كلمتان خفيفتان.
.
.
إلخ ": المراد بالكلمة: اللغوية، أو العرفية،لا النحوية، وخفتهما: سهولتهما على اللسان; لقلة حروفهما، وحسن نظمهما، واشتمالهما على الاسم الجليل الذي ترغب الطباع إلى ذكره، فكأنهما في ذلك كالحمل الخفيف الذي يسهل حمله، وثقلهما في الميزان; لعظمهما قدرا عند الله، ومعنى " حبيبتان إلى الرحمن ": أنهما موصوفتان بكثرة المحبوبية عنده تعالى كما تفيده الأحاديث الأخر، مثل: "أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم "، وإلا فجميع الذكر محبوب عنده تعالى، وفي لفظ: "الرحمن" زيادة ترغيب في هذا الذكر بأنه الذي ترجى رحمته بلا عمل، فكيف إذا أتى بما هو محبوب إليه؟ ثم الظاهر أن قوله: "كلمتان" خبر لقوله: "سبحان الله.
.
.
إلخ " قدم على المبتدأ; لتشويق السامع إليه، وذلك لأن "كلمتان ": نكرة، و"سبحان الله.
.
.
إلخ " معرفة; لأنه أريد به نفسه، واللفظ إن أريد به نفسه، يكون معرفة حقيقة عند من قال: توضع الألفاظ لأنفسها، وحكما عند من نفاه، والمعرفة لا تكون خبرا لنكرة عند غالب النحاة، ومعنى " سبحان الله ": تنزيهه عن كل ما لا يليق بجنابه العلي، وهو مصدر لفعل مقدر; أي: أسبح الله تسبيحا، والواو في "وبحمده" للحال، بتقدير: وأنا ملتبس بحمده، وقيل: للعطف; أي: أنزهه وألتبس، وقيل: زائدة; أي: أسبحه ملتبسا بحمده هذا.
وقال الكرماني: "حبيبتان" بمعنى: محبوبتان، والفعيل بمعنى المفعول، سيما إذا ذكر موصوفه، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فما وجه التأنيث هاهنا؟ وأجاب بأن التسوية جائزة لا واجبة، أو واجبة في المفرد لا في المستثنى، أو التأنيث لمناسبة الخفيفة والثقيلة; لأنها فعيل بمعنى: فاعل، أو هذه التاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية، وقد يقال: هي فيما لم يقع عليه الفعل بعد، تقول: ذبيحة فلان: للشاة التي لم تذبح، وإذا وقع عليه الفعل، فهي ذبيح، انتهى.
قلت: حمل أحد الفعلين على الآخر كثير كما قيل في: قريب، في قوله تعالى: إن رحمت الله قريب [الأعراف: 56 ]، وبغي في قوله تعالى: وما كانت أمك بغيا [مريم: 28 ]، سيما و"حبيب" جاء بمعنى الفاعل والمفعول جميعا، فالحمل فيه غير بعيد.
وللمحقق ابن الهمام رسالة اختار فيها أن: "سبحان الله.
.
.
إلخ " هو الخبر; لأنه مؤخر لفظا، والأصل عدم مخالفة اللفظ محله إلا لموجب يوجبه، ولأنه محط الفائدة بنفسه; بخلاف عكسه; فإنه إنما يكون محطها باعتبار وصفه; لظهور أن ليس المقصود الإخبار بأنهما كلمتان بلا ملاحظة خفيفتان ثقيلتان حبيبتان، فصار اعتبار "سبحان " خبرا أولى، وأجاب عن مقدمة تعريف "سبحان الله " إذا أريد به لفظه: بأن أنواع المعارف محصورة، وليس هو منها، ولا يمكن أن يكون علما باعتبار ما قيل: إن الألفاظ موضوعة لأنفسها; إذ لو سلم ذلك، فذلك وضع ليس له حكم، وإلا لكان كل لفظ مشتركا، ولم يقل أحد بذلك، انتهى.
قلت: وهذا ليس بشيء; إذ لا شك في أن اللفظ إذا أريد نفسه، تجري عليه أحكام المعارف، من تعريف صفته، ووقوعه مبتدأ، وذا حال، وغير ذلك، فهو معرفة حكما، سواء قلنا: إنه معرفة لفظا، أو لا، وهذا يكفي في امتناع الإخبار به عن النكرة; إذ المدار على الأحكام، لا على الأسماء، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم .


حديث كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُمَارَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي زُرْعَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي - وقال ابن فضيل مرة: يتخيل بي -، وإن رؤيا...

الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين "

من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه "

الحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والتمر بالتمر

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، كيلا بكيل، ووزنا بوزن، فمن زاد...

إن للصلاة أولا وآخرا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للصلاة أولا وآخرا، وإن أول وقت الظهر حين تزول الشمس، وإن آخر وقتها حين يدخل وقت العصر، وإن أ...

اللهم اجعل رزق آل بيتي قوتا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل بيتي قوتا "

إن الله يقول إن الصوم لي وأنا أجزي به

عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر، فرح، وإذا لقي...

نهى رسول الله ﷺ عن الاختصار في الصلاة

عن ابن سيرين، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة "

إذا قام أحدكم يصلي بالليل فليبدأ بركعتين خفيفتين

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قام أحدكم يصلي من الليل، فليبدأ بركعتين خفيفتين "