7165- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، في طول ستين ذراعا "
إسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان ذكر أبي صالح -وهو ذكوان السمان- فيه محفوظا، فقد قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" ٢١/٢٦٢ في ترجمة عمارة: روى عن أبي صالح السمان إن كان محفوظا! قلنا: وقد سلف عند الحديث رقم (٧١٥٢) تخريجه من "الصحيحين" وغيرهما من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فلا يبعد أن يكون لعمارة فيه شيخان،
والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٢٤١) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/١٣٠، ومن طريقه أبو نعيم (٢٤١) عن محمد بن فضيل، به إلا أن رواية ابن أبي شيبة في "المصنف" مختصرة إلى قوله: "إضاءة".
وسيأتي الحديث برقم (٧٤٣٥) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (٧١٥٢) .
وسيأتي أن طول آدم ستون ذراعا من غير هذا الطريق بالأرقام (٧٩٣٣) و (٨١٧١) و (٨٢٩١) و (١٠٩١٣) ، وسيأتي قوله: "رشحهم المسك ومجامرهم الألوة" فقط برقم (٨٦٨٠) من طريق أبي يونس عن أبي هريرة.
قوله: "ورشحهم المسك"، قال ابن الأثير في "النهاية" ٢/٢٢٤: الرشح: العرق، لأنه يخرج من البدن شيئا فشيئا، كما يرشح الإناء المتخلخل الأجزاء.
وقوله: "ومجامرهم الألؤة"، قال ١/٢٩٣: المجامر: جمع مجمر ومجمر، فالمجمر -بكسر الميم-: هو الذي يوضع فيه النار للبخور، والمجمر -بالضم-: الذي يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، أي: إن بخورهم بالألؤة، وهو العود.
والألؤة، قال ١/٦٣: هو العود الذي يتبخر به، وتفتح همزته وتضم.
وقوله: "على خلق رجل واحد"، قال السندي: روي بفتح خاء وسكون لام، وهذا أنسب بقوله: "على صورة أبيهم"، وبضمها، وهذا أنسب بقوله: "أخلاقهم"، وقد رجح الوجة الثاني بأن يجعل قوله: "على صورة أبيهم" كلاما مستأنفا، ولا يجعل بدلا من قوله: "على خلق رجل"، أي: هم على صورة أبيهم.
قلت (القائل السندي) : وهذا أبلغ لما فيه من بيان الخلق والخلق جميعا، والأول لا يناسب بقوله: "أخلاقهم" أصلا.
قلنا: قد اختلف الرواة في ضبط هذا الحرف، فقد أشار مسلم في "صحيحه" عند الحديث رقم (٢٨٣٤) (١٦) إلى أن ابن أبي شيبة ضبطه بضم الخاء واللام، وأن أبا كريب ضبطه بفتح الخاء وسكون اللام، قال النووي في "شرحه" ١٧/١٧٢: وكلاهما صحيح.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " على صورة القمر ": أي: على نوره وضوئه .
" على أشد ضوء كوكب ": الظاهر إضافة أشد وضوء إلى ما بعده; أي: على ضوء هو أشد ضوء كوكب ، ويحتمل أن يكون "ضوء" منصوبا على التمييز، وأن يكون "كوكب" بدلا من "أشد"; أي: على ضوء كوكب هو أشد ضوء هو كوكب دري، وعلى الأول "أشد" مجرور بالكسرة، وعلى الثاني بالفتحة; لكونه غير منصرف، ومعنى " دري"؟ أي: مضيء شديد الإنارة .
وقوله: " إضاءة ": مصدر له معنى، ويحتمل على تقدير إضافة "أشد" أن يكون تمييزا لنسبته على المبالغة .
" ولا يتفلون ": كيضرب وينصر .
" ولا يمتخطون ": المخاط: ما يسيل من الأنف .
" أمشاطهم ": قيل: الأمشاط لا يلزم أن تكون لتلبيد الشعور ووسخها، بل [ ص: 66 ] لزيادة تزيين ورفاهية، وكذا التبخر لا يلزم أن يكون لدفع النتن وخبث الرائحة، بل يكون لزيادة التطييب والتنعم، فلا يرد أنه لا حاجة لأهل الجنة إلى الأمشاط والتبخر؟ لعدم تلبد شعورهم، ولا وسخ فيها، وريحهم أطيب من المسك .
" ورشحهم ": في "مجمع البحار": عن الكرماني - بفتحتين - ; أي: العرق، وقيل: المصحح في النسخ المعلوم من كتب اللغة أنها: - بفتح فسكون - ، والمراد: أن عرقهم كالمسك في طيب الرائحة .
" مجامرهم ": جمع مجمر - بالكسر - ، وهو الذي يوضع فيه النار للبخور، و - بالضم - وهو الذي يتبخر به .
" الألوة ": - بفتح الهمزة وضمها، وضم اللام وتشديد الواو - ، هذا هو المشهور، وحكي - بكسر الهمزة وتخفيف الواو - : عود يتبخر به .
" على خلق رجل واحد ": روي - بفتح خاء وسكون لام - ، وهذا أنسب بقوله: "على صورة أبيهم"، و - بضمها - ، وهذا أنسب بقوله: "أخلاقهم "، وقد رجح الوجه الثاني بأن يجعل قوله: " على صورة أبيهم " كلاما مستأنفا، ولا يجعل بدلا من قوله: "على خلق رجل"؟ أي: هم على صورة أبيهم.
قلت: وهذا أبلغ; لما فيه من بيان الخلق والخلق جميعا، والأول لا يناسب بقوله: " أخلاقهم " أصلا .
" ستين ذراعا ": الظاهر بالذراع المتعارف يومئذ عند المخاطبين، وقيل: بذراع نفسه، وهو مردود بأن الحديث مسوق للتعريف، وهذا رد إلى الجهالة; لأن حاصله أن ذراعه جزء من ستين جزءا للطول، وهذا يتصور في طويل غاية الطول، وقصير غاية القصر، وبأن ذراع كل أحد قدر ربعه، فلو كان ستين ذراعا بذراع نفسه، لكان يده قصيرة في جنب طول جسده جدا، ويلزم منه قبح الصورة، وعدم اعتدالها، وأن يكون عديم المنافع المعدة لها اليدان، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ فِي طُولِ سِتِّينَ ذِرَاعًا
عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة، دار مروان بن الحكم، فرأى فيها تصاوير، وهي تبنى، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يقول الله عز وجل:...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي - وقال ابن فضيل مرة: يتخيل بي -، وإن رؤيا...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، كيلا بكيل، ووزنا بوزن، فمن زاد...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للصلاة أولا وآخرا، وإن أول وقت الظهر حين تزول الشمس، وإن آخر وقتها حين يدخل وقت العصر، وإن أ...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل بيتي قوتا "
عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر، فرح، وإذا لقي...