7382- عن أبي هريرة، قال سفيان: أول مرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعاده فقال الأغر: عن أبي هريرة، قال: " قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعزة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما، ألقه في النار "
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب خرج له البخاري متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه كان قد اختلط، ورواية سفيان -وهو ابن عيينة- عنه قبل اختلاطه، ومع ذلك فقد توبع.
الأغر: هو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة، والأغر اسمه، وهو ثقة خرج له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وهو غير أبي عبد الله سلمان الأغر مولى جهينة، وكلاهما يروي عن أبي هريرة.
وزعم بعضهم أنهما واحد، وهذا وهم من قائله، وممن فرق بينهما
الإمام البخاري في "تاريخه"، وأبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل"، وقد دلل الحافظ المزي رحمه الله في "تهذيب الكمال" ١١/٢٥٨ على بطلان قول من قال بأنهما واحد، بخمسة وجوه:
الأول: أن أبا عبد الله سلمان الأغر مدني وليس بكوفي، ولا يعرف له ذكر بالكوفة، ولا لأحد من أهل الكوفة عنه رواية، وأما أبو مسلم الأغر فحديثه عند أهل الكوفة دون أهل المدينة.
الثاني: أن أبا عبد الله سلمان الأغر مولى جهينة، والثاني مولى أبي سعيد الخدري وأبي هريرة الدوسي لأنهما اشتركا في عتقه، وليسا من جهينة.
الثالث: أن أبا عبد الله الأغر يكنى بابنه عبد الله بن سلمان، والثاني كنيته أبو مسلم ولا يعرف له ولد.
الرابع: أن أبا عبد الله الأغر يروي عن جماعة سوى أبي سعيد وأبي هريرة، والثاني لا يعرف له رواية عن غيرهما.
الخامس: أن أبا عبد الله اسمه سلمان، ولقبه الأغر، والثاني اسمه الأغر ولا يعرف له اسم ولا لقب سواه.
وتابعه على التفرقة بينهما الحافظ ابن حجر في كتابيه "تهذيب التهذيب" و"التقريب"
وقول الإمام أحمد: "قال سفيان مرة .
الخ"، يريد أنه رواه مرة مرفوعا، وأعاده مرة أخرى على صورة الموقوف.
وهذا الأخير وإن كان صورته صورة الموقوف، إلا أن مثله لا يقال من قبيل الرأي والقياس، فهو مرفوع حكما.
وأخرجه الحميدي (١١٤٩) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (٢٨٥) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد مرفوعا.
وقرن إسحاق بسفيان جرير بن عبد الحميد، وقالا فيه عنده: عن الأغر أبي مسلم.
وأخرجه مرفوعا ابن أبي شيبة ٩/٨٩ عن محمد بن فضيل، والطيالسي (٢٣٨٧) ، وهناد في "الزهد" (٨٢٥) ، وعنه أبو داود (٤٠٩٠) ، وابن ماجه (٤١٧٤) عن أبي الأحوص، والدولابي في "الكنى والأسماء" ٢/١١٣ من طريق أبي عوانة، والبغوي (٣٥٩٢) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عن عطاء بن السائب، به.
وقالوا فيه أربعتهم: عن الأغر أبي مسلم.
وسيأتي برقم (٨٨٩٤) و (٩٣٥٩) و (٩٥٠٨) و (٩٧٠٣) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٥٥٢) ، ومسلم (٢٦٢٠) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ١١٨ من طريق أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه.
فمن ينازعني عذبته".
وأخرجه بنحوه الحاكم ١/٦١ من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من طريق الأغر عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ.
وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (٤١٧٥) ، وابن حبان (٥٦٧٢) .
قوله: "فمن نازعني"، قال النووي في "شرح مسلم" ١٦/١٧٣-١٧٤: معناه: يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر، مصرح بتحريمه، وأما تسميته إزارا ورداء، فمجاز واستعارة حسنة، كما تقول العرب: فلان شعاره الزهد، ودثاره التقوى، لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار؛ بل معناه: صفته - كذا قال المازري ومعنى الاستعارة هنا: أن الإزار والرداء يلصقان بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له، قال: فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالله تعالى
أحق له وألزم، واقتضاهما جلاله.
ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع الرداء، وغمر الرداء، أي: واسع العطية.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " الكبرياء.
.
.
إلخ ": ضرب المثل في انفراده بصفة الكبرياء والعزة; أي: ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها غيره تعالى مجازا; كالكرم، والرحمة، فهما بمنزلة الرداء والإزار اللذين لا يشارك فيهما أحدا غيره، والكبرياء كونه متكبرا في ذاته، استكبره غيره أم لا، فهي صفة ذاتية، والعزة: الغلبة على الغير، فهي صفة إضافية، والذاتية أرفع من الإضافية، فلذلك شبهت الكبرياء بالرداء الذي هو أرفع من الإزار، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُفْيَانُ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَعَادَهُ فَقَالَ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعِزَّةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أُلْقِيهِ فِي النَّارِ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكاد ابن أبي الصلت يسلم "
عن أبي هريرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يصلي قائما وقاعدا، وحافيا ومنتعلا " 7385- حدثنا سفيان، وزاد فيه: وينفتل عن يمينه وعن يساره
عن أبي هريرة، قال: لما نزلت: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: ١٢٣] شقت على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عل...
عن عمرو، سمع طاوسا، سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا، خيبتنا وأخرجت...
عن عبد الله بن عمرو القاري، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: لا ورب هذا البيت ما أنا قلت: " من أصبح جنبا فلا يصوم " محمد ورب البيت قاله، ما أنا نهيت عن صيام...
عن ابن منبه يعني وهبا، عن أخيه، سمعت أبا هريرة، يقول: " ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب، وك...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من وجد ماله عند رجل مفلس، فهو أحق به "
عن إسماعيل بن أمية، سمعه من شيخ، فقال مرة: سمعته من رجل، من أهل البادية أعرابي، سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ: والم...
عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " إذا صلى أحدكم، فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد شيئا...