حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي تعرفون - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أبي هريرة رضي الله عنه (حديث رقم: 7717 )


7717- عن أبي هريرة، قال: قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله.
فقال: " هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " فقالوا: لا، يا رسول الله.
قال: " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئا فيتبعه، فيتبع من كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي تعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه "، قال: " فيأتيهم الله عز وجل في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه "، قال: " ويضرب جسر على جهنم ".
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يجيز، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبها كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ " قالوا: نعم، يا رسول الله.
قال: " فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو ، حتى إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم من ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.
ويبقى رجل يقبل بوجهه إلى النار، فيقول: أي رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا، وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، فيقول بعد ذلك: يا رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك فلا يزال يدعو، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأل غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا دنا منها انفهقت له الجنة، فإذا رأى ما فيها من الحبرة والسرور، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: يا رب، أدخلني الجنة، فيقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، وقد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غيره؟ فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله، حتى يضحك ، فإذا ضحك منه، أذن له بالدخول فيها، فإذا أدخل، قيل له: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقال له: هذا لك ومثله معه ".
قال: وأبو سعيد جالس مع أبي هريرة، ولا يغير عليه شيئا من قوله، حتى إذا انتهى إلى قوله: " هذا لك ومثله معه ".
قال أبو سعيد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " هذا لك وعشرة أمثاله معه ".
قال أبو هريرة: حفظت " مثله معه " قال أبو هريرة: " وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٢٠٨٥٦) وسيأتي مكررا بهذا الإسناد برقم (١٠٩٠٦) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (٦٥٧٣) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (٤٥٥) و (٧٤٦) ، وأبو عوانة ١/١٦٢، وابن حبان (٧٤٢٩) ، والآجري في "الشريعة" ص ٢٥٩، وابن منده في "الإيمان" (٨٠٥) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٨١٤) ، والبغوي (٤٣٤٦) .
وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص ٥٦ من طريق عبد الله ابن المبارك، والنسائي في "المجتبى" ٢/٢٢٩، وابن منده (٨٠٦) من طريق حماد ابن زيد، والآجري ص ٢٥٩-٢٦٠، والنسائي في "الكبرى" (١١٦٣٧) ، وابن منده (٨٠٦) من طريق محمد بن ثور، ثلاثتهم عن معمر، به.
وفي رواية ابن المبارك: عن أبي هريرة وأبي سعيد، وفي رواية حماد: عن عطاء بن يزيد الليثي قال: اجتمع أبو سعيد وأبو هريرة، فأنشأ أحدهما يحدث .
وقرن حماد عند النسائي بمعمر النعمان بن راشد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (٤٥٤) و (٤٧٧) ، وابن منده (٨٠٤) من طريق محمد ابن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الله الدارمي في "سننه" (٢٨٠١) ، والبخاري (٨٠٦) و (٦٥٧٣) ، ومسلم (١٨٢) (٣٠٠) ، وابن أبي عاصم (٤٥٦) و (٤٧٨) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/٣٧٦ و٤٢٥، وأبو عوانة ١/١٦٢، والآجري ص ٢٦٠، وابن منده (٨٠٧) ، واللالكائي (٨١٥) و (٨١٦) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به.
وقرن بعطاء بن يزيد الليثي سعيد بن المسيب.
والحديث في هذه المصادر كلها منهم من خرجه مختصرا، ومنهم من خرجه بطوله.
وسيأتي برقم (٧٩٢٧) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري.
وأخرجه بنحوه الحميدي (١١٧٨) ، ومسلم (٢٩٦٨) (١٦) ، وأبو داود (٤٧٣٠) ، وابن أبي عاصم (٤٤٤) و (٤٤٥) ، وأبو يعلى (٦٦٨٩) ، وابن خزيمة ١/٣٦٩ و٣٧١ و٣٧٣ و٣٧٤ و٤١٥ و٤١٦ و٤١٧ و٤١٩، وابن حبان (٤٦٤٢) و (٧٤٤٥) ، والآجري ص ٢٥٩، وابن منده (٨٠٩) و (٨١٣) و (٨١٤) ، واللالكائي (٨١٩) و (٨٢٠) و (٨٢٢) و (٨٢٣) و (٨٢٤) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة.
وسيأتي أوله باختصار برقم (٩٠٥٨) من طريق مصعب بن محمد، عن أبي صالح.
وانظر رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في "صحيح ابن حبان" (٧٤٣٨) .
وسيأتي برقم (٨٨١٧) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية، عن أبي هريرة.
وستأتي القطعة الأخيرة منه برقم (٨١٦٨) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، وبرقم (٩٨١٥) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة وأبي سعيد.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (٧٤٣٩) ، ومسلم (١٨٣) (٣٠٢) من طريق عطاء بن يسار، عنه، وسيأتي بنحوه مختصرا ٣/١١ و١١-١٢ من طريق أبي نضرة وأبي الهيثم سليمان بن عمرو، كلاهما عن أبي سعيد.
قوله: "هل تضارون" قال السندي: بفتح التاء وتشديد الراء من الضرر، أو تخفيفها من الضير، وهو تفاعل حذفت إحدى تائيه، أي: هل تزدحمون في رؤية الشمس والقمر بحيث يؤدي ذلك إلى أن يصيب بعضا ضرر من بعض.
"كذلك" أي: كرؤيتكم الشمس والقمر بلا ازدحام ولحوق ضرر، ولا يلزم من تشبيه الرؤية بالرؤية فيما ذكر تشبيه المرئي بالمرئي، حتى يقال: إنه يلزم منه الجهة وغيرها.
قوله: "فيتبعه" بالجزم بتقدير لام الأمر، أي: فليتبعه، كما جاءت به الرواية، وقيل: أو بالرفع على أنه خبر بمعنى الأمر، وهو من اتبع بالتشديد أو تبع بالتخفيف.
"الطواغيت" جمع طاغوت، وهو الشيطان أو الصنم، كل رأس في الضلالة، أو كل ما عبد من دون الله، وصد عن عبادته، أو الساحر، أو الكاهن أو مردة أهل الكتاب.
فعلوت من الطغيان، قلب عينه ولامه.
"فيأتيهم الله عز وجل" أي: يظهر لهم على وجه يخفى عليهم بعض صفاته التي يعبدونه بها، فيقولون خوفا من الوقوع في اتباع غيره تعالى وارتكاب الشرك: "نعوذ بالله منك هذا مكاننا .
" وفي هذا إظهار شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك إلى هذا الحد، ولا يلزم فيه تغير في صفات المرئي، وإنما التغير في رؤيتهم والظهور عليهم.
"يضرب": على بناء الفاعل.
"فأكون أول من يجيز" أي من الرسل كما في رواية البخاري.
"كلاليب": جمع كلوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة: هي الخطاطيف.
"مثل شوك السعدان" في الكثرة وهو نبت له شوك.
"الموبق" بفتح الباء الموحدة، أي: المهلك.
"المخردل" بفتح الدال المهملة، أي: المجعولة كالخردل.
"أثر السجود" أي: العضو الذي كان يسجد به وهي الأعضاء السبعة.
"قد امتحشوا": على بناء الفاعل، أي: احترقوا واسودوا.
وقيل: على بناء المفعول.
"فينبتون": على بناء المفعول من: نبت، أوعلى بناء المفعول من: أنبت.
"الحبة"، بكسر الحاء المهملة: بذور الصحراء مما ليس بقوت.
"في حميل السيل": هو ما يحمله السيل من البذور والطين وغيرهما.
"قد قشبني"، بقاف وشين معجمة مخففة، قيل: كذا الرواية، والذي في اللغة: التشديد، أي: أهلكني.
"ذكاؤها"، بفتح الذال والمد، قيل: وهو الأشهر رواية، والقصر أشهر لغة، أي لهبها واشتعالها.
"فلعلي إن أعطيتك .
" لعل ذلك، لأنه كان في الدنيا غدارا، والله تعالى أعلم.
"انفهقت"، بفاء وهاء وقاف: انفعال، أي: انفتحت واتسعت.
"الحبرة"، بفتح مهملة وسكون موحدة، أي: النعمة.
"أشقى خلقك"، أي: من أهل التوحيد.
"حتى يضحك" أي: يرضى، أو على وجه يليق به تعالى مع السكوت عن بيان كيفيته، وعليه أهل التحقيق، والله ولي التوفيق.

شرح حديث (تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي تعرفون)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: " هل تضارون ": - بفتح التاء وتشديد الراء - ; من الضرر، أو تخفيفها; من الضير، وهو تفاعل حذفت إحدى تاءيه; أي: هل تزدحمون في رؤية الشمس أو القمر بحيث يؤدي ذلك إلى أن يصيب بعضا ضرر من بعض؟" كذلك ": أي: كرؤيتكم الشمس والقمر بلا ازدحام ولحوق ضرر.
ولا يلزم من تشبيه الرؤية بالرؤية - فيما ذكر - تشبيه المرئي بالمرئي حتى قال: إنه يلزم منه الجهة وغيرها.
" فيتبعه ": بالجزم بتقدير لام الأمر; أي: فليتبعه كما جاء به الرواية، وقيل: أو - بالرفع - على أنه خبر بمعنى الأمر، وهو من اتبع بالتشديد، أو تبع بالتخفيف .
" الطواغيت ": جمع طاغوت، وهو الشيطان، أو الصنم، أو كل رأس في الضلالة، أو كل ما عبد من [دون] الله، وصد عن عبادته، أو الساحر، أو الكاهن، أو مردة أهل الكتاب، فعلوت من الطغيان، قلب عينه ولامه .
" هذه الأمة ": أي: أهل الإسلام .
" فيأتيهم الله - عز وجل - ": أي: يظهر لهم على وجه تخفى عليهم بعض صفاته التي يعهدونه بها، فيقولون خوفا من الوقوع في اتباع غيره تعالى وارتكاب الشرك:" نعوذ بالله منك، هذا مكاننا.
.
.
إلخ ": وفي هذا إظهار شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك إلى هذا الحد، ولا يلزم فيه تغير في صفات المرئي، وإنما التغير في رؤيتهم، والظهور عليهم.
وقيل: ومعنى: " فيأتيهم الله أولا ": يأتيهم ملكه; على حذف المضاف، ورد بأن الملك معصوم، فكيف يقول: أنا ربكم، وهو كذب؟!أجيب: بأنا لا نسلم عصمته من هذه الصغيرة لمصلحة الامتحان، ورد بأنه يلزم منه أن يكون قول فرعون: "أنا ربكم" من الصغائر، انتهى.
قلت: إن فرض مجيء الملك، فلا شك إن فرض مجيء الملك، [فلا شك] أنه يجيء بإذن الله، ويقول بإذن الله، فلا يتصور أن يكون قوله صغيرة ولا كبيرة، ولا يمكن قياسه بقول فرعون، بل الظاهر أنه يقول بأمره تعالى، فيكون القول واجبا أو مندوبا، فكيف يكون معصية؟! لكن نفي الإشكال من حيث إنه في الظاهر شرك، ومعلوم أن الشرك غير مأذون فيه في حال، وقد قال تعالى ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم [الأنبياء: 29].
والتحقيق أنه لو فرض الأمر كذلك، فلا إشكال; لجواز أن يقول كذلك حكاية لبعض كلماته تعالى، وقراءة لها; كأن يقرأ أحدنا: إنني أنا الله لا إله إلا أنا [طه: 14] الآية، ومثله ليس من الكذب والمعصية في شيء، نعم لغرض الامتحان يذكر على وجه لا يتميز الحكاية، والله تعالى أعلم .
" ويضرب ": على بناء الفاعل .
" فأكون أول من يجيز ": أي: من الرسل; كما في رواية البخاري .
" وبها ": أي: في جهنم .
" كلاليب ": جمع كلوب - بفتح الكاف وضم اللام المشددة - : هي الخطاطيف .
" مثل شوك السعدان ": في الكثرة، وهو نبت له شوك .
" الموبق ": - بفتح الباء الموحدة - ; أي: المهلك .
" المخردل ": - بفتح الدال المهملة - ; أي: المجعول كالخردل .
" ثم يعجو ": هكذا في نسخ "المسند"، وفي رواية البخاري: "ثم ينجو"، وهو الصواب .
" وأراد أن يخرج ": من الإخراج أو الخروج .
" أثر السجود ": أي: العضو الذي كان يسجد به، وهي الأعضاء السبعة .
" قد امتحشوا ": على بناء الفاعل; أي: احترقوا واسودوا، وقيل: على بناء المفعول.
" فيصب ": على بناء المفعول .
" فينبتون ": على بناء المفعول; من نبت، أو على بناء المفعول; من أنبت .
" الحبة ": - بكسر الحاء المهملة - : بزور الصحراء مما ليس بقوت .
" في حميل السيل ": هو ما يحمله السيل من البزور والطين وغيرهما .
" يقبل ": من الإقبال .
" قد قشبني ": - بقاف وشين معجمة مخففة - ، قيل: كذا الرواية، والذي في اللغة التشديد; أي: أهلكني .
" ذكاؤها ": - بفتح الذال والمد - ، قيل: وهو الأشهر رواية، والقصر أشهر لغة; أي: لهبها واشتعالها .
" فلعلي إن أعطيتك.
.
.
إلخ ": لعل ذلك لأنه كان في الدنيا غدارا، والله تعالى أعلم .
" انفهقت ": بفاء وهاء وقاف - انفعال; أي: انفتحت واتسعت .
" من الحبر ": بفتح مهملة وسكون موحدة - ; أي: النعمة .
" أشقى خلقك ": أي: من أهل التوحيد .
" حتى يضحك ": أي: يرضى، أو على وجه يليق به تعالى، مع السكوت عن بيان كيفية، وعليه أهل التحقيق، والله ولي التوفيق .
" من كذا ": أي: من النوع الفلاني .
" وعشرة أمثاله ": قيل: لعله صلى الله عليه وسلم أخبر أولا بالمثل، ثم بعشرة أمثال، ولم يكن مفهوم المثل معتبرا، والله تعالى أعلم .


حديث هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّزَّاقِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏هَلْ ‏ ‏تُضَارُّونَ ‏ ‏فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ هَلْ ‏ ‏تُضَارُّونَ ‏ ‏فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ فَقَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَيَتْبَعُهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ ‏ ‏الطَّوَاغِيتَ ‏ ‏الطَّوَاغِيتَ ‏ ‏وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا ‏ ‏فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي تَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ قَالَ ‏ ‏فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ ‏ ‏أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ قَالَ وَيُضْرَبُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ ‏ ‏يُجِيزُ ‏ ‏وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهَا ‏ ‏كَلَالِيبُ ‏ ‏مِثْلُ ‏ ‏شَوْكِ السَّعْدَانِ ‏ ‏هَلْ رَأَيْتُمْ ‏ ‏شَوْكَ السَّعْدَانِ ‏ ‏قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ ‏ ‏شَوْكِ السَّعْدَانِ ‏ ‏غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ ‏ ‏الْمُوبَقُ ‏ ‏بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ ‏ ‏الْمُخَرْدَلُ ‏ ‏ثُمَّ ‏ ‏يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدْ ‏ ‏امْتُحِشُوا ‏ ‏فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي ‏ ‏حَمِيلِ ‏ ‏السَّيْلِ وَيَبْقَى رَجُلٌ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ قَدْ ‏ ‏قَشَبَنِي ‏ ‏رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ‏ ‏ذَكَاؤُهَا ‏ ‏فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ فَيَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَقُولَ فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَيُعْطِي مِنْ عُهُودِهِ وَمَوَاثِيقِهِ أَنْ لَا يَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا دَنَا مِنْهَا ‏ ‏انْفَهَقَتْ ‏ ‏لَهُ الْجَنَّةُ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا مِنْ ‏ ‏الْحِبَرَةِ ‏ ‏وَالسُّرُورِ سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَهُ وَقَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا فَإِذَا أُدْخِلَ قِيلَ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى ثُمَّ يُقَالُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ ‏ ‏وَأَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏جَالِسٌ مَعَ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏وَلَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ قَالَ ‏ ‏أَبُو هُرَيْرَةَ ‏ ‏حَفِظْتُ مِثْلُهُ مَعَهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو هُرَيْرَةَ ‏ ‏وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

قالت الجنة يا رب ما لي لا يدخلني إلا فقراء الناس و...

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احتجت الجنة والنار، فقالت الجنة: يا رب، ما لي لا يدخلني إلا فقراء الناس وسقطهم؟ وقالت النار: يا رب ما...

زنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشت...

عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك...

جعل يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جبينه وجبهته...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم القيامة صفائح من نار، يكوى بها جنبه وجبهته وظهره، في يو...

من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا...

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، لم تمسه النار إلا تحلة القسم " يعني الورود

رب أكل بعضي بعضا فنفسني فأذن لها في كل عام بنفسين

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب، أكل بعضي بعضا، فنفسني، فأذن لها في كل عام بنفسين، فأشد ما تجدون من ا...

قال أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان

عن محمد، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا، الإيمان يمان، ال...

في زكاة الفطر على كل حر وعبد ذكر أو أنثى صغير أو...

عن أبي هريرة، في زكاة الفطر: " على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، فقير أو غني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح " قال معمر: وبلغني أن الزهري، كان...

عهد إلي النبي ﷺ في ثلاث لا أدعهن أبدا

عن أبي هريرة، قال: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث، لا أدعهن أبدا: " لا أنام إلا على وتر، وفي صلاة الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر "

إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاء به قد ولي حره ود...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاء به قد ولي حره ودخانه، فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مش...