7718- عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احتجت الجنة والنار، فقالت الجنة: يا رب، ما لي لا يدخلني إلا فقراء الناس وسقطهم؟ وقالت النار: يا رب ما لي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون؟ فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما الجنة، فإن الله ينشئ لها ما يشاء، وأما النار، فيلقون فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها، فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، وتقول: قط، قط، قط "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (٢٠٨٩٤) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في صفة النار -كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ٢٤٦-.
وأخرجه مسلم (٢٨٤٦) (٣٥) من طريق محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (١١٥٢٢) ، والطبري في "تفسيره" ٢٦/١٧٠-١٧١، وأبو عوانة في صفة النار- كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ٢٤٦ من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري ٢٦/١٧٠ من طريق إسماعيل ابن علية، وابن حبان (٧٤٧٦) ، والدارقطني في "النزول" (٤) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (٤٨٤٩) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/٢٠٩ و٢١٠-٢١١ و٢١١-٢١٢، وابن الأعرابي في "المعجم" (٢٣٦) ، والدارقطني في "النزول" (٨) من طرق عن محمد بن سيرين، به.
وإحدى طرق الحديث عند ابن خزيمة موقوفة على أبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (١٠٥٨٨) من طريق ابن سيرين.
وأخرجه الحميدي (١١٣٧) ، والبخاري في "صحيحه" (٧٤٤٩) ، وفي "الأدب المفرد" (٥٥٤) ، ومسلم (٢٨٤٦) (٣٤) و (٣٥) ، وأبو يعلى (٦٢٩٠) ، وابن حبان (٧٤٧٧) ، والآجري في "الشريعة" ص ٣٩١، والدارقطني (١٠) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص ١٥٨ وص ٣٥٠ من طريق الأعرج، وابن أبي شيبة ١٣/١٥٩-١٦٠، والآجري ٣٩١ من طريق عون بن عبد الله، وابن خزيمة ١/٢١٥ من طريق أخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة، سيأتيان برقم (٨١٦٤) و (٩٨١٦) ، وانظر أيضا (٨٨٢١) .
وأخرج آخره ابن خزيمة ١/٢٢٣ و٢٢٥ من طريق عمار بن أبي عمار، و٢٢٦ من طريق زياد مولى بني مخزوم، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي ٣/١٣.
وعن أنس بن مالك، سيأتي ٣/١٣٤.
قوله: "احتجت الجنة والنار".
قال السندي: الظاهر أنهما احتجتا فيما بينهما، لكن لا يناسبه قوله: فقالت الجنة ظاهرا، فالأقرب أن يراد بالاحتجاج الاشتكاء، أي: أنهما اشتكتا إلى الله تعالى.
"سقطهم"، بفتحتين، قيل: أراذلهم وأدوانهم، وقيل: الساقطون عن أعين الناس، فإن قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة والعلماء المشهورين.
قلت: المراد أن أكثرهم الفقراء، وأما غيرهم من أكابر الدارين.
فهم قليلون، وهم أصحاب الدرجات العلى، وتيل: معنى الساقط الضعيف الخاضع لله المذل نفسه له المتواضع للخلق.
"أنت عذابى" أي: إن إضافتكما إلي بكونكما عذابى ورحمتي تكفي لكما شرفا ورفعة ولا يضر مع ذلك أن يكون أهلكما ما يكون، سيما إذا كان ذلك أيضا بتخصيص مني، وجري الكلام بين الجنة والنار وخالقهما غير مستبعد، ويحتمل أن يكون كلاما بلسان الحال، أو كان المتكلم ملكا موكلا بهما.
"قدمه" وجاء "رجله": هو من المتشابه، وقيل: تأويل الرجل بالجماعة، والقدم: بالذين قدمهم لها من شرار خلقه كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة.
وقيل: هو كناية عن الردع والقمع، أي: حتى يأتيها أمر الله فيكفها عن طلب المزيد، وقيل: أراد تسكين فورتها كما يقال لأمر أراد إبطاله: وضعته تحت قدمي.
وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه" (٢٦٨) بإثر حديث أنس بن مالك رفعه: "يلقى في النار، فتهول هل من مزيد؟ حتى يضع الرب جل وعلا قدمه فيها، فتقول؟ قط قط": هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصي الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلىء، فتقول: قط قط.
تريد؛ حسبي حسبي، لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا: (لهم قدم صدق عند ربهم) يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه.
وانظر لزاما "أقاويل الثقات" ص ١٧٦-١٨٢ للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي بتحقيقنا.
قوله: "ويزوى"، على بناء المفعول من زوى شره: إذا طواه، وزوى الشيء: إذا جمعه وقبضه.
"بعضها"، بالرفع، أي: فينضم من غاية امتلائها، ويضيق على من فيها.
"قط"، بفتح فسكون، أي حسب، والتكرار للتأكيد.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " احتجت الجنة والنار ": الظاهر أنهما احتجتا فيما بينهما، لكنلا يناسبه قوله: " فقالت الجنة " ظاهرا، فالأقرب أن يراد بالاحتجاج الاشتكاء; أي: إنهما اشتكتا إلى الله تعالى .
" وسقطهم ": - بفتحتين - ، قيل: أي: أراذلهم وأدوانهم، وقيل: أي: الساقطون عن أعين الناس.
فإن قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة والعلماء المشهورين، قلت: المراد: أن أكثرهم الفقراء والبله، وأما غيرهم من أكابر الدارين، فهم قليلون، وهم أصحاب الدرجات العلا.
وقيل: معنى " الساقط ": الضعيف الخاضع لله، المذل نفسه له، المتواضع للخلق .
" أنت عذابي ": أي: إن إضافتكما إلي بكونكما عذابي ورحمتي تكفي لكما شرفا ورفعة، ولا يضر مع ذلك أن يكون أهلكما ما يكون، سيما إذا كان ذلك أيضا بتخصيص مني.
وجري الكلام بين الجنة والنار وخالقهما غير مستبعد، ويحتمل أن يكون كلاما بلسان الحال، أو كان المتكلم ملكا موكلا بهما.
" ينشئ ": من أنشأ; أي: يخلق ويحدث .
" لها ": أي: لمثلها .
" ما يشاء ": بعد أن يدخل بنو آدم، ثم تبقى منها بقاع خالية .
" فيلقون ": أي: أهلها .
" هل من مزيد؟ ": لطلب الزيادة .
" يضع ": ظاهره أن الضمير لله، وقد جاء: "حتى يضع الجبار قدمه"، فقيل: المراد به: الرب تعالى، وقيل: أراد: المتمرد العاتي; كفرعون ونحوه.
" قدمه ": وجاء: "رجله"، فعلى الثاني المراد بوضع قدمه: دخوله النار، وعلى الأول، فقيل: هو من المتشابه.
وقيل: يؤول "الرجل" بالجماعة، و"القدم" بالذين قدمهم لها من شرار خلقه; كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة.
وقيل: هو كناية عن الردع والقمع; أي: حتى يأتيها أمر الله، فيكفها من طلب المزيد.
وقيل: أراد تسكين فورتها; كما يقال لأمر أراد إبطاله: وضعته تحت قدمي.
" ويزوى ": على بناء المفعول; من زوى شره: إذا طواه، أو زوى الشيء:إذا جمعه وقبضه .
" بعضها ": - بالرفع - ; أي: فينضم من غاية امتلائها، ويضيق على من فيها .
" قط ": - بفتح فسكون - ; أي: حسب، والتكرار للتأكيد .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا فُقَرَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَقَالَتْ النَّارُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ فَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَقَالَ لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا يَشَاءُ وَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا وَتَقُولُ { هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ
عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم القيامة صفائح من نار، يكوى بها جنبه وجبهته وظهره، في يو...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، لم تمسه النار إلا تحلة القسم " يعني الورود
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب، أكل بعضي بعضا، فنفسني، فأذن لها في كل عام بنفسين، فأشد ما تجدون من ا...
عن محمد، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا، الإيمان يمان، ال...
عن أبي هريرة، في زكاة الفطر: " على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، فقير أو غني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح " قال معمر: وبلغني أن الزهري، كان...
عن أبي هريرة، قال: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث، لا أدعهن أبدا: " لا أنام إلا على وتر، وفي صلاة الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاء به قد ولي حره ودخانه، فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مش...
عن أبي سعيد، مولى عبد الله بن عامر، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا،...