حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الطهارة باب المسح على العمامة (حديث رقم: 146 )


146- عن ثوبان، قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
ثور: هو ابن يزيد الحمصي.
وقد أورد الذهبي هذا الحديث في "السير" 4/ 491 من "سنن أبي داود" وقال: إسناده قوي.
وهو في "مسند أحمد" (22383).
وأخرجه البيهقي 1/ 62، والبغوي (234) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 187 - ومن طريقه البغوي (233) - والطبراني في "مسند الشاميين" (477) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وقال أبو عبيد: العصائب: هي العمائم.
وأخرجه أبو عبيد 1/ 187 - ومن طريقه البغوي (233) - عن محمد بن الحسن، عن ثور، به بلفظ: "المشاوذ والتساخين"، وقال: المشاوذ: هي العمائم، والتساخين: هي الخفاف.
قلنا: وأصله كل ما تسخن به القدم من خف وجورب.
وأخرجه أحمد (22419)، والبخاري فى "التاريخ الكبير" 6/ 525، والطبراني في "الكبير" (1409)، وفي "مسند الشاميين" (2060) من طريق أبي سلام ممطور الحبشي، عن ثوبان، بلفظ: مسح على الخفين والخمار، يعني العمامة.
وإسناده ضعيف.
وقد ذهب إلى هذا الحديث طائفة من السلف، فجوزوا المسح على العمامة بدلا من الرأس، قال ابن المنذر في "الأوسط" 1/ 467: وممن فعل ذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأنس بن مالك وأبو أمامة، وروي ذلك عن سعد بن أبي وقاص وأبي الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول، والحسن البصري وقتادة.
وذهب جمهور أهل العلم إلى أنه لا يجوز المسح عليها، لأن الله تعالى يقول: {وامسحوا برءوسكم} [المائدة: 6] ولأنه لا تلحقه المشقة في نزعها فلم يجز المسح عليها، وبه قال عروة بن الزبير والنخعي والشعبي والقاسم ومالك بن أنس والشافعي وأصحاب الرأي، وتأولوا الحديث على معنى أنه يمسح بعض الرأس ويتمم على العمامة كما في حديث المغيرة عند مسلم (274) (81) ويأتي عند أبى داود برقم (150).

شرح حديث (أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( سَرِيَّة ) ‏ ‏: بِفَتْحِ السِّين وَكَسْر الرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَتَشْدِيد الْيَاء : قِطْعَة مِنْ الْجَيْش مِنْ خَمْس أَنْفُس إِلَى ثَلَاثمِائَةٍ , وَقِيلَ : إِلَى أَرْبَعَة مِائَة.
قَالَ السُّيُوطِيُّ.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : السَّرِيَّة : قِطْعَة مِنْ الْجَيْش , يُقَال : خَيْر السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةِ رَجُل.
اِنْتَهَى.
‏ ‏( الْبَرْد ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الرَّاء الْمُهْمَلَة هُوَ ضِدّ الْحَرَارَة ‏ ‏( الْعَصَائِب ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْعَيْن الْعَمَائِم.
بِذَلِكَ فَسَّرَهَا إِمَام أَهْل اللُّغَة أَبُو عُبَيْد سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الرَّأْس يُعْصَبُ بِهَا , فَكُلّ مَا عَصَبْت بِهِ رَأْسَك مِنْ عِمَامَة أَوْ مِنْدِيل أَوْ عِصَابَة فَهُوَ عِصَابَة , صَرَّحَ بِهِ اِبْن الْأَثِير ‏ ‏( وَالتَّسَاخِين ) ‏ ‏: بِفَتْحِ التَّاء وَالسِّين الْمُهْمَلَة الْمُخَفَّفَة وَكَسْر الْخَاء.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : هِيَ الْخِفَاف وَلَا وَاحِد لَهَا اِنْتَهَى.
قَالَ اِبْن رَسْلَان فِي شَرْحه : يُقَال أَصْل ذَلِكَ كُلّ مَا يُسَخَّن بِهِ الْقَدَم مِنْ خُفّ وَجَوْرَب وَنَحْوهمَا وَلَا وَاحِد لَهَا مِنْ لَفْظهَا , وَقِيلَ : وَاحِدهَا تَسْخَانٌ وَتَسْخَنٌ.
اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ يُجْزِي الْمَسْح عَلَى الْعِمَامَة.
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه وَهُوَ قَوْل وَاحِد مِنْ أَهْل الْعِلْم مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْر وَعُمَر وَأَنَس وَبِهِ يَقُول الْأَوْزَاعِيُّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق , قَالُوا : يُمْسَح عَلَى الْعِمَامَة قَالَ وَسَمِعْت الْجَارُود بْن مُعَاذ يَقُول : سَمِعْت وَكِيع الْجَرَّاح يَقُول : إِنْ مَسَحَ عَلَى الْعِمَامَة يُجْزِئهُ لِلْأَثَرِ.
اِنْتَهَى.
قُلْت : وَهُوَ قَوْل أَبِي ثَوْر وَدَاوُد بْن عَلِيّ , وَرَوَاهُ اِبْن رَسْلَان فِي شَرْحه عَنْ أَبِي أُمَامَة وَسَعْد بْن مَالِك وَأَبِي الدَّرْدَاء وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَمَكْحُول , وَرَوَى الْخَلَّال بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ : مَنْ لَمْ يُطَهِّرهُ الْمَسْح عَلَى الْعِمَامَة فَلَا طَهَّرَهُ اللَّه.
وَذَهَبَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء أَنَّ الْمَسْح عَلَى الْعِمَامَة لَا يَكْفِي عَنْ مَسْح الرَّأْس.
قَالَ التِّرْمِذِيّ : قَالَ غَيْر وَاحِد مِنْ أَهْل الْعِلْم مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ : لَا يَمْسَح عَلَى الْعِمَامَة إِلَّا أَنْ يَمْسَح بِرَأْسِهِ مَعَ الْعِمَامَة , وَهُوَ قَوْل سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَمَالِك بْن أَنَس وَابْن الْمُبَارَك وَالشَّافِعِيّ.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْحَافِظ : وَهُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور.
قُلْت : أَحَادِيث الْمَسْح عَلَى الْعِمَامَة أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَغَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة مِنْ طُرُق قَوِيَّة مُتَّصِلَة الْأَسَانِيد , وَذَهَبَ إِلَيْهِ جَمَاعَة مِنْ السَّلَف كَمَا عَرَفْت , وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الرَّأْس فَقَطْ , وَعَلَى الْعِمَامَة فَقَطْ , وَعَلَى الرَّأْس وَالْعِمَامَة مَعًا , وَالْكُلّ صَحِيح ثَابِت عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْجُود فِي كُتُب الْأَئِمَّة الصِّحَاح , وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبَيِّن عَنْ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَصَرَ الْإِجْزَاء عَلَى بَعْض مَا وَرَدَ لِغَيْرِ مُوجِبٍ لَيْسَ مِنْ دَأْب الْمُنْصِفِينَ بَلْ الْحَقّ جَوَاز الْمَسْح عَلَى الْعِمَامَة فَقَطْ.


حديث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَوْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَوْبَانَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَرِيَّةً ‏ ‏فَأَصَابَهُمْ الْبَرْدُ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ ‏ ‏وَالتَّسَاخِينِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ وعليه عمامة قطرية

عن أنس بن مالك، قال : «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وعليه عمامة قطرية، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة»

رأيت رسول الله ﷺ إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره

عن المستورد بن شداد، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره»

كان النبي ﷺ يتوضأ فمسح على خفيه

عن المغيرة بن شعبة قال:عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر، فعدلت معه، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم فتبرز، ثم جاء فسكب...

كان يمسح على الخفين وعلى ناصيته وعلى عمامته

عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «توضأ ومسح ناصيته - وذكر - فوق العمامة»، قال: عن المعتمر، سمعت أبي، يحدث عن بكر بن عبد الله، عن ال...

دع الخفين فإني أدخلت القدمين الخفين وهما طاهرتان ف...

عن المغيرة بن شعبة، يذكر عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركبه ومعي إداوة فخرج لحاجته، ثم أقبل فتلقيته بالإداوة فأفرغت عليه فغسل...

كان يخرج يقضي حاجته فآتيه بالماء فيتوضأ ويمسح على...

عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنه شهد عبد الرحمن بن عوف يسأل بلالا، عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «كان يخرج يقضي حاجته، فآتيه بالماء فيتوضأ،...

توضأ فمسح على الخفين

عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، أن جريرا، بال، ثم «توضأ فمسح على الخفين» وقال: ما يمنعني أن أمسح وقد «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح»، قالوا: إنم...

أهدى النجاشي للنبي ﷺ خفين فتوضأ ثم مسح عليهما

عن ابن بريدة، عن أبيه، «أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين، فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما»

مسح على الخفين

عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، فقلت: يا رسول الله أنسيت؟، قال: «بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي عز وجل»