8284-
عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله، وأما خالد، فإنكم تظلمون خالدا، فقد احتبس أدراعه في سبيل الله، وأما العباس فهي علي ومثلها ".
ثم قال: " أما علمت أن
عم الرجل صنو أبيه " 8285- عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم.
ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه البيهقي ٤/١١١ من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٩٨٣) من طريق علي بن حفص، به.
وأخرجه أبو داود (١٦٢٣) ، والترمذي (٣٧٦١) ، وابن خزيمة (٢٣٣٠) ، وابن حبان (٣٢٧٣) ، والدارقطني ١٢/٢٣، والبيهقي ٦/١٦٣-١٦٤ من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، به.
ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: "العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه".
وقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه البخاري (١٤٦٨) ، ومن طريقه البغوي (١٥٧٨) ، وأخرجه البيهقي ٦/١٦٤ من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به.
وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" وليس فيه ذكر العم صنو الأب.
وأخرجه النسائي ٥/٣٤، وابن خزيمة (٢٣٢٩) ، والبيهقي ٦/١٦٤ من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، به.
وفيه: "فهي له ومثلها معها".
وليس فيه ذكر العم صنو الأب.
وأخرجه الدارقطني ٢/١٢٣ من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، به.
وفيه: "فهي على ومثلها معها هي له" وليس فيه ذكر العم صنو الأب.
ولم يصرح ابن إسحاق بالسماع.
وأخرجه البيهقي ٦/١٦٤ من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، عن أبي الزناد، به.
وفيه: "فهي عليه ومثلها معها" ولم يذكر العم صنو الأب.
وأخرجه النسائي ٥/٣٣-٣٤، وابن خزيمة بإثر الحديث (٢٣٣٠) من طريق علي بن عياش الحمصي، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر: فذكره.
وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" رواية ابن خزيمة مختصرة.
قال الحافظ في "الفتح" ٣/٣٣٢ عن هذا الطريق: وزاد فيه عمر، والمحفوظ أنه من مسند أبي هريرة، وإنما جرى لعمر فيه ذكر فقط.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٦٨٢٦) عن ابن جريج، قال: حدثت حديثا رفع إلى عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة.
وفيه: "فهي عليه ومثلها معها"، وقال فيه أيضا: "أبو جهم بن حذيفة"، بدل: "ابن جميل"، وإسناده ضعيف.
قلنا: وأصح هذه الروايات رواية ورقاء بن عمر اليشكري، وغيرها إما مؤولة وإما وهم، وقد روي من طرق ضعيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد استسلف العباس صدقة عامين لحاجة، أورد هذه الطرق الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/٣٣٣-٣٣٤، وقال: وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق، والله أعلم.
وانظر "صحيح ابن خزيمة" ٤/٤٩، و"صحيح ابن حبان" ٨/٦٩، و"سنن البيهقي" ٤/١١١.
ويحتمل أن العباس هو الذي سأل تعجيل صدقة عامين إليه صلى الله عليه وسلم كما سلف عن علي برقم (٨٢٢) بإسناد حسن، لكن قال ابن خزيمة: في القلب منه، يعني: شيء!
وفي باب قوله: "عم الرجل صنو أبيه" عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (٧٢٥) ، وعن عبد المطلب بن ربيعة، سيأتي ٤/١٦٥.
قوله: "صنو أبيه"، قال السندي: بكسر صاد وسكون نون، أي: مثله، وأصل الصنو: أن تطلع نخلتان في عرق واحد، يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي.
وقوله: "ما ينقم"، أي: ما ينكر، أو يكره.
وقوله: "تظلمون خالدا"، قال الحافظ: أي: بنسبتكم إياه إلى المنع وهو لا يمنع، وكيف يمنع الفرض وقد تطوع بتحبيس سلاحه وخيله! وقيل: إنهم ظنوا أنها للتجارة فطالبوه بزكاة قيمتها، فأعلمهم عليه الصلاة والسلام بأنه لا زكاة عليه فيما حبس.
وقيل: إنه كان نوى بإخراجها عن ملكه الزكاة عن ماله، لأن أحد الأصناف سبيل الله، وهم المجاهدون.
وانظر تتمة التفصيل في المعنى في "الفتح" ٣/٣٣٤.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عمرو الضبي فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (١٨٩٨) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
ولفظه: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقال بعض من يلمز: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب أن يتصدقوا.
قال: فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذب عن اثنين، عن العباس وخالد، وصدق على ابن جميل.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله من فضله ورسوله، وأما خالد بن الوليد فإنهم يظلمون خالدا، إن خالدا قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله -وقال غيره: وعتاده-، قال: وأما العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فهي عليه ومثلها معها".
وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " منع ابن جميل.
.
.
": أي: منعوا الزكاة، ولم يؤدوها إلى عمر .
" ما نقم ": أي: ما أنكر، وما كره الزكاة، إلا لأجل أنه كان فقيرا فأغناه الله، فجعل نعمة الله تعالى سببا لكفرها .
" أدراعه ": جمع درع الحديد، قيل: لعله طالب خالدا بالزكاة عن أثمان الدروع; بظن أنها للتجارة، فبين له صلى الله عليه وسلم أنها وقف في سبيل الله، فلا زكاة فيها، أو لعله أراد أن خالدا لا يمنع الزكاة إن وجبت عليه; لأنه قد جعل دروعه في سبيل الله تبرعا وتقربا إليه تعالى، ومثله لا يمنع الواجب، فإذا أخبر بعدم الوجوب، أو منع، يصدق في قوله، ويعتمد في فعله .
" فهي علي ": أي: فزكاته علي، قيل: إنه صلى الله عليه وسلم استلف منه صدقة عامين، أو هو عجل صدقة عامين إليه صلى الله عليه وسلم، ومعنى " علي ": عندي، ويحتمل أن معنى "علي ": أنه ضامن متكفل عنه، وإلا فالصدقة عليه، وهو الموافق لرواية: "فهي عليه صدقة، ومثلها معها"، ولذلك قيل: إنه ألزمه بتضعيف صدقته; ليكون أرفع لقدره، وأنبه لذكره، وأنفى للذم عنه، والمعنى: فهي صدقة ثابتة عليه، يتصدق بها، ويضيف إليها مثلها كرما.
وقيل في التوفيق بين الروايتين: إن الأصل: علي، و"هاء" "عليه" ليست ضميرا، بل هي هاء السكت، فالياء فيها مشددة أيضا.
قلت: والأقرب منه في التوفيق أن تجعل ضمير "عليه" لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فافهم، والله تعالى أعلم.
" صنو أبيه ": - بكسر صاد وسكون نون - ; أي: مثله، فلا بد لك من مراعاته في الطلب وغيره، وأصل الصنو: أن تطلع نخلتان في عرق واحد، يريد: أن أصل العباس وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ مَا نَقَمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ أَنْ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا فَقَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا ثُمَّ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من خارج يخرج - يعني من بيته - إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الل...
عن أبي هريرة، قال: " لعن رسول الله المحل، والمحلل له "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " قال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى تقاد الشاة الجماء من الشاة القرناء يوم القيامة "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "
عن ابن يعقوب، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبق المفردون "، قالوا: يا رسول الله، ومن المفردون؟ قال: " الذين يهترون ف...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل خلق آدم على صورته " " قال عبد الله بن أحمد وكان في كتاب أبي: وطوله ستون ذراعا، فلا أدر...
عن ضمضم بن جوس اليمامي ، قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي، لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا.<br> قلت: يا أبا هريرة، إن...
عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن طالت بك مدة، أوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله،...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عرض له شيء من غير أن يسأله، فليقبله، فإنما هو رزق ساقه الله إليه "