حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

مسح أعلى الخفين وأسفلهما - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الطهارة باب كيف المسح (حديث رقم: 165 )


165- عن المغيرة بن شعبة، قال: «وضأت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، مسح أعلى الخفين وأسفلهما»

أخرجه أبو داوود


إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم يدلس ويسوي، ومثله يجب أن يصرح بالسماع في طبقات السند كلها، وثور بن يزيد لم يسمعه من رجاء بن حيوة كما أشار إليه المصنف وكما سيأتي، وروي مرسلا أيضا، ورجحه -أي المرسل- بعض النقاد.
وأخرجه الترمذي (97)، وابن ماجه (550) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (18197).
قال الترمذي: هذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم، وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقالا: ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال: حدثت عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ولم يذكر فيه المغيرة.
كذا قال الترمذي فى "السنن" والصواب أن ابن المبارك رواه عن ثور قال: حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، كما ذكر هو نفسه فى "العلل الكبير" 1/ 180، وكذا قال الدارقطني وغيره.

شرح حديث ( مسح أعلى الخفين وأسفلهما)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( حَدَّثَنَا الْوَلِيد ) ‏ ‏: بْن مُسْلِم أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِيّ عَالِم الشَّام , قَالَ الْحَافِظ : هُوَ مَشْهُور مُتَّفَق عَلَى تَوْثِيقه فِي نَفْسه , وَإِنَّمَا عَابُوا عَلَيْهِ كَثْرَة التَّدْلِيس وَالتَّسْوِيَة.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ الْوَلِيد يَرْوِي عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ أَحَادِيث عِنْده عَنْ شُيُوخ ضُعَفَاء عَنْ شُيُوخ ثِقَات قَدْ أَدْرَكَهُمْ الْأَوْزَاعِيُّ , فَيُسْقِط الْوَلِيد الضُّعَفَاء وَيَجْعَلهَا عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الثِّقَات.
اِنْتَهَى ‏ ‏( عَنْ كَاتِب الْمُغِيرَة ) ‏ ‏: وَاسْم كَاتِب الْمُغِيرَة وَرَّاد كَمَا وَقَعَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِي رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ.
وَأَمَّا قَوْل الْبَيْهَقِيِّ فِي الْمَعْرِفَة : وَضَعَّفَ الشَّافِعِيّ فِي الْقَدِيم حَدِيث الْمُغِيرَة بِأَنْ لَمْ يُسَمِّ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ كَاتِبَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
وَكَذَا قَوْل اِبْن حَزْم : إِنَّ كَاتِب الْمُغِيرَة لَمْ يُسَمَّ فِيهِ فَهُوَ مَجْهُول فَيَنْدَفِع بِمَا بَيَّنَاهُ مِنْ التَّصْرِيح ‏ ‏( فَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَأَسْفَلِهِمَا ) ‏ ‏: دَلَّ هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ مَحَلّ الْمَسْح أَعْلَى الْخُفّ وَأَسْفَلُهُ , وَحَدِيث عَلِيّ وَالْحَدِيث الْأَوَّل لِمُغِيرَةَ بْن شُعْبَة يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّ الْمَسْح الْمَشْرُوع هُوَ مَسْح ظَاهِر الْخُفّ دُون بَاطِنه.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الثَّوْرِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالْأَوْزَاعِيُّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل , وَذَهَبَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَصْحَابهمَا وَالزُّهْرِيّ وَابْن الْمُبَارَك , وَرُوِيَ عَنْ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى أَنَّهُ يَمْسَح ظُهُورهمَا وَبُطُونهمَا.
قَالَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ : إِنْ مَسَحَ ظُهُورهمَا دُون بُطُونهمَا أَجْزَأَهُ.
قَالَ مَالِك : مَنْ مَسَحَ بَاطِن الْخُفَّيْنِ دُون ظَاهِرهمَا لَمْ يُجْزِهِ وَكَانَ عَلَيْهِ الْإِعَادَة فِي الْوَقْت وَبَعْده , وَرُوِيَ عَنْهُ غَيْر ذَلِكَ وَالْمَشْهُور عَنْ الشَّافِعِيّ إِنْ مَسَحَ ظُهُورهمَا وَاقْتَصَرَ عَلَى ذَلِكَ أَجْزَأَهُ , وَمَنْ مَسَحَ بَاطِنهمَا دُون ظَاهِرهمَا لَمْ يُجْزِهِ وَلَيْسَ بِمَاسِحٍ.
وَقَالَ اِبْن شِهَاب وَهُوَ قَوْل لِلشَّافِعِيِّ : إِنْ مَسَحَ بُطُونهمَا وَلَمْ يَمْسَح ظُهُورهمَا أَجْزَأَهُ.
وَالْوَاجِب عِنْد أَبِي حَنِيفَة مَسْح قَدْر ثَلَاث أَصَابِع مِنْ أَصَابِع الْيَد , وَعِنْد أَحْمَد أَكْثَرَ الْخُفّ , وَرُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّ الْوَاجِب مَا يُسَمَّى مَسْحًا.
وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي لِلْمُغِيرَةِ وَحَدِيث عَلِيّ فَلَيْسَ بَيْن حَدِيثَيْهِمَا تَعَارُض , غَايَة الْأَمْر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ تَارَة عَلَى بَاطِن الْخُفّ وَظَاهِره , وَتَارَة اِقْتَصَرَ عَلَى ظَاهِره , وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ مَا يَقْتَضِي الْمَنْع مِنْ أَحَد الصِّفَتَيْنِ فَكَانَ جَمِيع ذَلِكَ جَائِزًا وَسُنَّة , وَاَللَّه أَعْلَمُ , اِنْتَهَى كَلَام الشَّوْكَانِيِّ.
‏ ‏قُلْت : الْحَدِيث الثَّانِي لِلْمُغِيرَةِ قَدْ ضَعَّفَهُ الْأَئِمَّة الْكِبَار : الْبُخَارِيّ وَأَبُو زُرْعَة وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرهمْ كَمَا يَجِيء بَيَانه عَنْ قَرِيب , فَلَا يَصْلُح لِمُعَارَضَةِ حَدِيث عَلِيّ الصَّحِيح , فَمَا قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي دَفْع التَّعَارُض لَا حَاجَة إِلَيْهِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.
وَضَعَّفَ الْإِمَام الشَّافِعِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حَدِيث الْمُغِيرَة هَذَا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع ثَوْر هَذَا الْحَدِيث مِنْ رَجَاء.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث مَعْلُول , وَقَالَ وَسَأَلْت أَبَا زُرْعَة وَمُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث فَقَالَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
اِنْتَهَى.
‏ ‏( لَمْ يَسْمَع ثَوْر هَذَا الْحَدِيث مِنْ رَجَاء ) ‏ ‏: وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث ذَكَرُوا فِيهِ أَرْبَع عِلَل : الْعِلَّة الْأُولَى أَنَّ ثَوْر بْن يَزِيد لَمْ يَسْمَعهُ مِنْ رَجَاء بْن حَيْوَة بَلْ قَالَ حُدِّثْت , وَالثَّانِيَة أَنَّهُ مُرْسَل , قَالَ التِّرْمِذِيّ : سَأَلْت أَبَا زُرْعَة وَمُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث فَقَالَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ , لِأَنَّ اِبْن الْمُبَارَك رَوَى هَذَا عَنْ ثَوْر عَنْ رَجَاء قَالَ حُدِّثْت عَنْ كَاتِب الْمُغِيرَة مُرْسَل عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الثَّالِثَة تَدْلِيس وَلِيد بْن مُسْلِم.
الرَّابِعَة جَهَالَة كَاتِب الْمُغِيرَة.
‏ ‏قُلْت : عِلَّة جَهَالَة كَاتِب الْمُغِيرَة مَدْفُوعَة لِمَجِيءِ التَّصْرِيح فِي اِسْم كَاتِب الْمُغِيرَة كَمَا عَرَفْت.
قَالَ الْحَافِظ اِبْن الْقَيِّم : وَأَيْضًا فَالْمَعْرُوف بِكَاتِبِ الْمُغِيرَة هُوَ مَوْلَاهُ وَرَّاد وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَإِنَّمَا تَرَكَ ذِكْر اِسْمه فِي هَذِهِ الرِّوَايَة لِشُهْرَتِهِ وَعَدَم اِلْتِبَاسه بِغَيْرِهِ , وَمَنْ لَهُ خِبْرَة بِالْحَدِيثِ وَرُوَاته لَا يَتَمَارَى فِي أَنَّهُ وَرَّاد كَاتِبه.
وَبَعْد فَهَذَا حَدِيث قَدْ ضَعَّفَهُ الْأَئِمَّة الْكِبَار : الْبُخَارِيّ وَأَبُو زُرْعَة وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالشَّافِعِيّ.
وَمِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ اِبْن حَزْم وَهُوَ الصَّوَاب , لِأَنَّ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة كُلّهَا مُخَالِفَة , وَهَذِهِ الْعِلَل وَإِنْ كَانَ بَعْضهَا غَيْر مُؤَثِّر , فَمِنْهَا مَا هُوَ مُؤَثِّر مَانِع مِنْ صِحَّة الْحَدِيث , وَقَدْ تَفَرَّدَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم بِإِسْنَادِهِ وَوَصْلِهِ , وَخَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْهُ وَأَجَلُّ وَهُوَ الْإِمَام الثَّبْت عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك , فَرَوَاهُ عَنْ ثَوْر عَنْ رَجَاء قَالَ حُدِّثْت عَنْ كَاتِب الْمُغِيرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِذَا اِخْتَلَفَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك وَالْوَلِيد بْن مُسْلِم , فَالْقَوْل مَا قَالَ عَبْد اللَّه.
وَقَدْ قَالَ بَعْض الْحُفَّاظ : أَخْطَأَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم فِي هَذَا الْحَدِيث فِي مَوْضِعَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّ رَجَاء لَمْ يَسْمَعهُ مِنْ كَاتِب الْمُغِيرَة وَإِنَّمَا قَالَ حُدِّثْت عَنْهُ , وَالثَّانِي أَنَّ ثَوْرًا لَمْ يَسْمَعهُ مِنْ رَجَاء , وَخَطَأ ثَالِث أَنَّ الصَّوَاب إِرْسَالُهُ , فَمَيَّزَ الْحُفَّاظ ذَلِكَ كُلّه فِي الْحَدِيث وَبَيَّنُوهُ , وَرَوَاهُ الْوَلِيد مُعَنْعَنًا مِنْ غَيْر تَبْيِين.


حديث وضأت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك مسح أعلى الخفين وأسفلهما

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ ‏ ‏وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ ‏ ‏الْمَعْنَى ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏الْوَلِيدُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَحْمُودٌ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَضَّأْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي ‏ ‏غَزْوَةِ ‏ ‏تَبُوكَ ‏ ‏فَمَسَحَ أَعْلَى الْخُفَّيْنِ وَأَسْفَلَهُمَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ ‏ ‏ثَوْرُ ‏ ‏هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ ‏ ‏رَجَاءٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إذا بال يتوضأ وينتضح

عن الحكم بن سفيان الثقفي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا بال يتوضأ وينتضح»

بال ثم نضح فرجه

عن مجاهد، عن رجل من ثقيف عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم نضح فرجه»

بال ثم توضأ ونضح فرجه

عن مجاهد، عن الحكم أو ابن الحكم، عن أبيه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ونضح فرجه

يقول حين يفرغ من وضوئه

عن عقبة بن عامر، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام أنفسنا، نتناوب الرعاية - رعاية إبلنا - فكانت علي رعاية الإبل، فروحتها بالعشي، فأدركت رس...

كان النبي ﷺ يتوضأ لكل صلاة وكنا نصلي الصلوات بوضوء...

قال: محمد هو أبو أسد بن عمرو، قال: سألت أنس بن مالك، عن الوضوء، فقال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة، وكنا نصلي الصلوات بوضوء واحد»

صلى رسول الله ﷺ يوم الفتح خمس صلوات بوضوء واحد ومس...

عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح خمس صلوات بوضوء واحد، ومسح على خفيه، فقال له عمر: إني رأيتك صنعت اليوم شي...

رجل توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر

عن أنس بن مالك، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارجع فأحسن وضو...

رأى رجلا يصل وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها...

عن خالد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصل وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم، لم يصبها الماء فأمره النبي صلى...

لا ينفتل حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد الشيء في الصلاة حتى يخيل إليه، فقال: «لا ينفتل حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا»