12354-
عن أنس، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوهن، ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن المحيض} [سورة: البقرة، آية رقم: ٢٢٢] قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن حتى فرغ من الآية.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا كل شيء إلا النكاح ".
فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه؟ فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله، إن اليهود قالت: كذا وكذا، أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننا أنه قد وجد عليهما، فخرجا، فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل في آثارهما، فسقاهما، فعرفا أنه لم يجد عليهما.
حدثنا عبد الله قال: سمعت أبي يقول: " كان حماد بن سلمة لا يمدح أو يثني على شيء من حديثه، إلا هذا الحديث من جودته "
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (٣٠٢) ، والترمذي (٢٩٧٧) ، وأبو يعلى (٣٥٣٣) ، والبغوي في "شرح السنة" (٣١٤) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٢٠٥٢) ، والدارمي (١٠٥٣) ، وأبو داود (٢٥٨) و (٢١٦٥) ، والترمذي (٢٩٧٧) ، والنسائي ١/١٥٢ و١٨٧، وابن ماجه (٦٤٤) ، وأبو عوانة ١/٣١١، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/٣٨، وابن حبان (١٣٦٢) ، والبيهقي ١/٣١٣، وابن عبد البر في "التمهيد" ٣/١٦٣، والبغوي في "التفسير" ١/١٩٦، والواحدي في "أسباب النزول" ص٤٦ من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص٧٣ من طريق عمرو بن عاصم، عن ثابت، به.
وسيأتي الحديث برقم (١٣٥٧٦) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " ولم يجامعوهن في البيوت " : أي: لم يصاحبوهن في البيوت، وليس المراد بالجماع ظاهره.
" اصنعوا كل شيء إلا النكاح " : أي: الوطء، وليس المراد به العقد، وهو ظاهر، والحديث تفسير للآية، وبيان أن ليس المراد بالاعتزال مطلق المجانبة، بل المجانبة المخصوصة، وأخذ بظاهره بعض العلماء، فجوزوا المباشرة بلا إزار، وحملوا فعله صلى الله عليه وسلم على الندب، والجمهور على أنه لابد من الإزار، ورجح النووي الأول دليلا، نعم الثاني أحوط عملا، وأولى كما لا يخفى.
" أسيد بن حضير " : بالتصغير فيهما.
" وعباد " : بفتح فتشديد - .
" أفلا نجامعهن " : تتميما لمخالفة الأعداء.
" وجد عليهما " : أي: غضب.
" فاستقبلتهما هدية " : أي: استقبلهما حين خرجا إنسان معه هدية.
" فأرسل " : أي: رسولا ليناديهما إليه.
" فسقاهما " : أي: أمرهما بأن يشربا اللبن، أو أعطاهما ذلك اللبن ليشربا، أو مكنهما من الشرب; بأن أعطاهما ذلك، لكن زيادة الدارقطني في " العلل " : وقال لهما: " قولا: اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك; فإنهما بيدك، لا يملكهما أحد غيرك " تفيد الأمر، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ } حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ فَقَالُوا مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ فَقَالَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ كَذَا وَكَذَا أَفَلَا نُجَامِعُهُنَّ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمَا فَسَقَاهُمَا فَعَرَفَا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ قَالَ سَمِعْت أَبِي يَقُولُ كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لَا يَمْدَحُ أَوْ يُثْنِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَوْدَتِهِ
عن أنس، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى، وقيصر وأكيدر دومة يدعوهم إلى الله عز وجل "
عن ثمامة بن عبد الله، أن أنسا، كان لا يرد الطيب قال: وزعم أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان لا يرد الطيب "
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل أمة أمين وأبو عبيدة أمين هذه الأمة "
عن السدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، لكان صديقا نبيا "
عن إسماعيل السدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة عن يمينه "
عن أنس، " أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير، وإهالة سنخة "
قال: " وقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له عند يهودي بالمدينة، فأخذ منه شعيرا لأهله "
قال: ولقد سمعته ذات يوم يقول: " ما أمسى عند آل محمد صاع حب، ولا صاع بر، وإن عنده تسع نسوة يومئذ "
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليصيبن ناسا سفع من النار عقوبة بذنوب عملوها، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، فيقال لهم: الجهنميون "