1957- عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن بمنى ففتحت أسماعنا، حتى كنا نسمع ما يقول: ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع أصبعيه السبابتين، ثم قال: «بحصى الخذف» ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك
رجاله ثقات، كما بيناه في (1951)، مسدد: هو ابن مسرهد الأسدي، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" (2996) من طريق عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (16589).
ولأمره - صلى الله عليه وسلم - بالرمي بمثل حصى الخذف شاهد من حديث جابر السالف برقم (1905) و (1944).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَنَحْنُ بِمِنًى ) : أَيَّام مِنًى أَرْبَعَة أَيَّام يَوْم النَّحْر وَثَلَاثَة أَيَّام بَعْده , وَالْأَحَادِيث الْأُخَر مُصَرِّحَة بِيَوْمِ النَّحْر فَيُحْمَل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد وَيَتَعَيَّن يَوْم النَّحْر ( فَفُتِحَتْ أَسْمَاعنَا ) : بِضَمِّ الْفَاء الثَّانِيَة وَكَسْر الْفَوْقِيَّة بَعْدهَا أَيْ اِتَّسَعَ سَمْع أَسْمَاعنَا وَقَوِيَ , مِنْ قَوْلهمْ قَارُورَة فُتُح بِضَمِّ الْفَاء وَالتَّاء أَيْ وَاسِعَة الرَّأْس.
قَالَ الْكِسَائِيّ : لَيْسَ لَهَا صِمَام وَغِلَاف , وَهَكَذَا صَارَتْ أَسْمَاعهمْ لَمَّا سَمِعُوا صَوْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهَذَا مِنْ بَرَكَات صَوْته إِذَا سَمِعَهُ الْمُؤْمِن قَوِيَ سَمْعه وَاتَّسَعَ مَسْلَكه حَتَّى صَارَ يَسْمَع الصَّوْت مِنْ الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَيَسْمَع الْأَصْوَات الْخَفِيَّة ( وَنَحْنُ فِي مَنَازِلنَا ) : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَذْهَبُوا لِسَمَاعِ الْخُطْبَة بَلْ وَقَفُوا فِي رِحَالهمْ وَهُمْ يَسْمَعُونَهَا , وَلَعَلَّ هَذَا الْمَكَان فِيمَنْ لَهُ عُذْر مَنَعَهُ عَنْ الْحُضُور لِاسْتِمَاعِهَا وَهُوَ اللَّائِق بِحَالِ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ( فَطَفِقَ يُعَلِّمهُمْ ) : هَذَا اِنْتِقَال مِنْ التَّكَلُّم إِلَى الْغَيْبَة وَهُوَ أُسْلُوب مِنْ أَسَالِيب الْبَلَاغَة مُسْتَحْسَن ( حَتَّى بَلَغَ الْجِمَار ) : يَعْنِي الْمَكَان الَّذِي تُرْمَى فِيهِ الْجِمَار , وَالْجِمَار هِيَ الْحَصَى الصِّغَار الَّتِي يَرْمِي بِهِ الْجَمَرَات ( فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ ) : زَادَ فِي نُسْخَة لِأَبِي دَاوُدَ : فِي أُذُنَيْهِ , وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَكُونَ أَجْمَع لِصَوْتِهِ فِي إِسْمَاع خُطْبَته , وَلِهَذَا كَانَ بِلَال يَضَع إِصْبَعَيْهِ فِي صِمَاخَيْ أُذُنَيْهِ فِي الْأَذَان وَعَلَى هَذَا وَفِي الْكَلَام تَقْدِيم وَتَأْخِير وَتَقْدِيره فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ فِي أُذُنَيْهِ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَار ( ثُمَّ قَالَ ) : أَيْ رَمَى.
وَفِيهِ اِسْتِعَارَة الْقَوْل لِلْفِعْلِ وَهُوَ كَثِير فِي السُّنَّة , وَالْمُرَاد أَنَّهُ وَضَعَ إِحْدَى السَّبَّابَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُ يُرِيد حَصَى الْخَذْف.
قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ.
وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَر : يُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْقَوْلِ الْقَوْل النَّفْسِيّ كَمَا قَالَ تَعَالَى { وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسهمْ } وَيَكُون الْمُرَاد هُنَا النِّيَّة لِلرَّمْيِ.
قَالَ أَبُو حَيَّان : وَتَرَاكِيب الْقَوْل السِّتّ تَدُلّ عَلَى مَعْنَى الْخِفَّة وَالسُّرْعَة , فَلِهَذَا عَبَّرَ هُنَا بِالْقَوْلِ ( بِحَصَى الْخَذْف ) : بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالذَّال الْمُعْجَمَة , وَيُرْوَى بِالْخَاءِ وَالذَّال الْمُعْجَمَتَيْنِ.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَالثَّانِي هُوَ الْأَصْوَب.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ فِي فَصْل الْحَاء الْمُهْمَلَة : حَذَفْته بِالْعَصَا أَيْ رَمَيْته بِهَا , وَفِي فَصْل الْخَاء الْمُعْجَمَة خَذْف الْحَصَى الرَّمْي بِهِ بِالْأَصَابِعِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيّ : حَصَى الْخَذْف صِغَار مِثْل النَّوَى يُرْمَى بِهَا بَيْن إِصْبَعَيْنِ.
قَالَ الشَّافِعِيّ : حَصَى الْخَذْف أَصْغَر مِنْ الْأُنْمُلَة طُولًا وَعَرْضًا , وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِقَدْرِ الْبَاقِلَّا.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : بِقَدْرِ النَّوَاة وَكُلّ هَذِهِ الْمَقَادِير مُتَقَارِبَة لِأَنَّ الْخَذْف بِالْمُعْجَمَتَيْنِ لَا يَكُون إِلَّا بِالصَّغِيرِ ( فِي مُقَدَّم الْمَسْجِد ) : أَيْ مَسْجِد الْخَيْف الَّذِي بِمِنًى , وَلَعَلَّ الْمُرَاد بِالْمُقَدَّمِ الْجِهَة ( ثُمَّ نَزَلَ النَّاس ) : بِرَفْعِ النَّاس عَلَى أَنَّهُ فَاعِل , وَفِي نُسْخَة مِنْ سُنَن أَبِي دَاوُدَ , ثُمَّ نَزَّلَ بِتَشْدِيدِ الزَّاي كَذَا فِي النَّيْل.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِمِنًى فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ بِحَصَى الْخَذْفِ ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَنَزَلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ فَنَزَلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ نَزَلَ النَّاسَ بَعْدَ ذَلِكَ
عن عبد الرحمن بن فروخ يسأل ابن عمر، قال: إنا نتبايع بأموال الناس فيأتي أحدنا مكة فيبيت على المال، فقال: «أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات بمنى و...
عن ابن عمر، قال: «استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له»
عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: صلى عثمان بمنى أربعا، فقال عبد الله: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين»، زاد، ع...
حدثني حارثة بن وهب الخزاعي، وكانت أمه تحت عمر فولدت له عبيد الله بن عمر، قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس أكثر ما كانوا، فصلى بن...
أخبرنا سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة من بطن الوادي، وهو راكب يكبر مع كل حصاة ورجل من خلفه يستر...
عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة راكبا ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى، ورمى الناس ".<br> (1)...
عن ابن عمر، أنه كان «يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا، ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك»
عن جابر بن عبد الله، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر يقول: «لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»...
عن جابر بن عبد الله، يقول: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ضحى، فأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس»