12614-
عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم، فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسنى عليه، وإنه استصعب علينا، ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " قوموا " فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحيته، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقالت الأنصار: يا رسول الله، إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال: " ليس علي منه بأس ".
فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه، حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت
قط، حتى أدخله في العمل.
فقال له أصحابه: يا نبي الله، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل، فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد، ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه "
صحيح لغيره دون قوله: "والذي نفسي بيده لو كان من قدمه .
الخ"، وهذا الحرف تفرد به حسين المروذي عن خلف بن خليفة، وخلف كان قد اختلط قبل موته.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (١٨٩٥) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (٢٤٥٤) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (٢٨٧) من طريق محمد ابن معاوية بن مالج البغدادي، عن خلف بن خليفة، به -دون قوله "لو كان من قدمه .
" ومحمد بن معاوية قال النسائي ومسلمة بن القاسم: لا بأس به، وقال أبو بكر البزار: ثقة.
ويشهد لرواية محمد بن معاوية ويشدها حديث عبد الله بن عباس عند الطبراني في "الكبير" (١٢٠٠٣) ، وإسناده قوي.
وحديث عبد الله بن أبي أوفى عند أبي نعيم (٢٨٦) ، والبيهقي ٦/٢٩، كلاهما في "دلائل النبوة" وإسناده ضعيف.
وحديث أبي هريرة مختصرا عند البزار (٢٤٥١) ، وابن حبان (٤١٦٢) ، وإسناده حسن.
وهو عند الترمذي (١١٥٩) ، والبيهقي ٧/٢٩١ من حديثه دون قصة الجمل.
وحديث عائشة، سيأتي ٦/٧٦.
إسناده ضعيف.
وأخرج من حديث خلف بن خليفة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر .
الخ" دون قصة القرحة: النسائي في "الكبرى" (٩١٤٧) عن محمد بن معاوية بن مالج، عن خلف، به.
ويشهد له حديث عبد الله بن أبي أوفى، وسيأتي في مسنده ٤/٣٨١، وإسناده حسن، وصححه ابن حبان برقم (٤١٧١) .
وحديث معاذ بن جبل، وسيأتي ٥/٢٢٧، ورجاله ثقات لكن فيه انقطاع.
وانظر "مجمع الزوائد" للهيثمي ٤/٣٠٧-٣١١.
ويشهد لقصة القرحة حديث أبي سعيد عند ابن حبان (٤١٦٤) وغيره، وفي إسناده مقال.
قوله: "يسنون عليه"، قال السندي: أي: يستقون عليه.
"نسني عليه": هكذا في النسخ، ومقتضى كتب اللغة: نسنوا، بالواو كما في كتب الغريب، فإن أهل الغريب نقلوا لفظ الحديث بالواو.
"لو كان" أي: الزوج.
"قرحة" بفتح قاف وسكون راء، حبة تخرج في البدن، وهذا خبر كان.
"تتبجس" بموحدة وتشديد جيم وسين مهملة، أي: تتفجر.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " يسنون عليه " : أي: يستقون عليه.
" نسني عليه " : هكذا في النسخ، وكذا هو في " المجمع " ، ومقتضى كتب اللغة: نسنو - بالواو - كما في كتب الغريب; فإن أهل الغريب نقلوا لفظ الحديث بالواو.
" قد عطش " : كفرح.
" أذل ما كانت " : الظاهر أنه بالنصب على الحال، ولكن يشكل عليه أنه معرفة ظاهرا، والحال نكرة، ويمكن رفعه بتقدير: هو أذل، وجعل الجملة حالا.
" لو كان " : أي: الزوج.
" إلى مفرق رأسه " : - بفتح فسكون فكسر - ; أي: وسط رأسه.
" قرحة " : - بفتح قاف وسكون راء - : حبة تخرج في البدن، وهذا خبر كان.
" تتبجس " : بموحدة وتشديد جيم وسين مهملة - ; أي: تتفجر.
وفي " المجمع " : رواه أحمد، والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس، وهو ثقة.
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ لَهُمْ جَمَلٌ يَسْنُونَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْجَمَلَ اسْتُصْعِبَ عَلَيْهِمْ فَمَنَعَهُمْ ظَهْرَهُ وَإِنَّ الْأَنْصَارَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّهُ كَانَ لَنَا جَمَلٌ نُسْنِي عَلَيْهِ وَإِنَّهُ اسْتُصْعِبَ عَلَيْنَا وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَصْحَابِهِ قُومُوا فَقَامُوا فَدَخَلَ الْحَائِطَ وَالْجَمَلُ فِي نَاحِيَةٍ فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ فَقَالَ لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ بَهِيمَةٌ لَا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ وَنَحْنُ نَعْقِلُ فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ فَقَالَ لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ
عن أنس بن مالك، أنه قال: انطلق بنا إلى الشام إلى عبد الملك، ونحن أربعون رجلا من الأنصار ليفرض لنا، فلما رجع وكنا بفج الناقة، صلى بنا الظهر ركعتين، ثم...
عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: " التمس لنا غلاما من غلمانك...
عن أنس قال: " آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع القوم، صلى في ثوب واحد متوشحا به خلف أبي بكر "
عن أنس بن مالك، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوما، لم يغز بنا ليلا حتى يصبح، فإن سمع أذانا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم "
عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، فإن كان على دابة حركها من حبها "
عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح عرف ذلك في وجهه "
عن أنس بن مالك " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح عرف ذلك في وجهه "
عن أنس بن مالك، " أنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى قط، إلا أن يخرج في سفر، أو يقدم من سفر "
عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع ناقته، وإن كان على دابة حركها من حبها "