14440- حدثنا جعفر، حدثني أبي، قال: أتينا جابر بن عبد الله وهو في بني سلمة، فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكث بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج هذا العام، قال: فنزل المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفعل مثل ما يفعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعشر بقين من ذي القعدة، وخرجنا معه حتى إذا أتى ذا الحليفة، نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟، قال: " اغتسلي، ثم استذفري بثوب، ثم أهلي "، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، أهل بالتوحيد: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والملك، لا شريك لك "، ولبى الناس، والناس يزيدون ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وسلم، يسمع، فلم يقل لهم شيئا، فنظرت مد بصري، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من راكب، وماش، ومن خلفه مثل ذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن شماله مثل ذلك، قال جابر: ورسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أظهرنا عليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فخرجنا لا ننوي إلا الحج، حتى أتينا الكعبة، فاستلم نبي الله الحجر الأسود، ثم رمل ثلاثة، ومشى أربعة، حتى إذا فرغ، عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، ثم قرأ، {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: ١٢٥]- قال أبو عبد الله يعني جعفرا: - فقرأ فيها بالتوحيد، و قل يا أيها الكافرون، ثم استلم الحجر، وخرج إلى الصفا، ثم قرأ {إن الصفا والمروة من شعائر الله} [البقرة: ١٥٨] ، ثم قال: " نبدأ بما بدأ الله به "، فرقي على الصفا حتى إذا نظر إلى البيت كبر، قال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، أنجز وعده، وصدق عبده، وغلب الأحزاب وحده "، ثم دعا، ثم رجع إلى هذا الكلام، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي، رمل، حتى إذا صعد مشى، حتى أتى المروة، فرقي عليها، حتى نظر إلى البيت، فقال عليها كما قال على الصفا، فلما كان السابع عند المروة،قال: " يا أيها الناس، إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لم أسق الهدي، ولجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدي فليحل وليجعلها عمرة "، فحل الناس كلهم، فقال سراقة بن مالك بن جعشم، وهو في أسفل المروة: يا رسول الله، ألعامنا هذا، أم للأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه، فقال: " للأبد "، ثلاث مرات، ثم قال: " دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة "، قال: وقدم علي من اليمن، فقدم بهدي وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه من المدينة هديا، فإذا فاطمة رضي الله عنها قد حلت، ولبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، فأنكر ذلك علي رضي الله عنه عليها، فقالت: أمرني أبي، قال: قال علي بالكوفة - قال جعفر: قال أبي: هذا الحرف لم يذكره جابر - فذهبت محرشا أستفتي به النبي صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت فاطمة، قلت: إن فاطمة لبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، وقالت: أمرني به أبي، قال: " صدقت، صدقت، صدقت، أنا أمرتها به "، قال جابر: وقال لعلي: " بم أهللت؟ " قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال: ومعي الهدي، قال: " فلا تحل " قال: فكانت جماعة الهدي الذي أتى به علي من اليمن، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثة وستين، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر "، ووقف بعرفة، فقال: " وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف "، ووقف بالمزدلفة، فقال: " قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف "
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن علي-، فمن رجال مسلم.
يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه ابن الجارود (٤٦٥) ، وأبو يعلى (٢١٢٦) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف- الجزء الذي نشره العمروي" ص٣٧٧-٣٨١، وعبد بن حميد (١١٣٥) ، والدارمي (١٨٥٠) و (١٨٥١) ، ومسلم (١٢١٨) (١٤٧) ، وأبو داود (١٩٠٥) ، وابن ماجه (٣٠٧٤) ، وابن الجارود (٤٦٩) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٤٣٤) و (٤٣٠٠) ، وفي "شرح معاني الآثار" ٢/١٩٠-١٩١، وابن حبان (٣٩٤٤) ، والبيهقي في "السنن" ٥/٦-٩، وفي "الدلائل" ٥/٤٣٣-٤٣٨ من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، به، مطولا جدا، لكن ليس فيه قوله في آخره: "قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر .
إلخ".
ورواية الطحاوي مختصرة.
وأخرجه مسلم و (١٢١٨) (١٤٨) ، وأبو يعلى (٢٠٢٧) ، والطحاوي في "شرح المعاني" ٢/١٩١، وابن حبان (٣٩٤٣) ، والبغوي (١٩١٨) من طرق=عن جعفر، به.
مطولا- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرج قوله: "أذن في الناس.
"، وقصة الأمر بالإحلال والتمتع: الشافعي ١/٣٧١-٣٧٢، والحميدي (١٢٨٨) ، والترمذي (٨١٧) ، والنسائي ٥/١٥٥، وابن خزيمة (٢٥٣٤) و (٢٦٠٣) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٣٠١) ، وفي "شرح المعاني" ٢/١٢٠ و١٤٠، والبيهقي ٥/٦، والبغوي
(١٨٧٦) من طرق عن جعفر بن محمد، به- ورواية ابن خزيمة الأولى مختصرة بدون التمتع.
وأخرجه مختصرا بقصة الإهلال من ذي الحليفة: البخاري (١٥١٥) ، وابن خزيمة (٢٦١٢) من طريق الأوزاعي، عن عطاء، عن جابر.
وأخرجه مختصرا بقصة الرمل في الوادي أثناء السعي النسائي ٥/٢٤٣ من طريق يحيى القطان، به.
وسيأتي مختصرا بهذه القصة برقم (١٤٥٧١) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
وأخرجه مختصرا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق هديا في حجه، النسائي ٥/١٧٦ من طريق ابن جريج، عن جعفر بن محمد، به.
وأخرجه مختصرا بقصة أسماء بنت عميس: الدارمي (١٨١٢) ، ومسلم (١٢١٠) (١١٠) ، والنسائي ١/١٢٢ و١٩٥، وابن ماجه (٢٩١٣) ، والنسائي ١/١٥٤ و١٦٤ و٢٠٨، وابن خزيمة (٢٥٩٤) ، والبيهقي ٥/٣٢، والبغوي (١٨٦٢) من طرق عن جعفر، به.
وأخرجه مختصرا بقصة التلبية: ابن أبي شيبة ص١٩٢، وأبو داود (١٨١٣) ، وابن ماجه (٢٩١٩) ، والطحاوي ٢/١٢٤، والبيهقي ٥/٤٥ من طرق عن جعفر، به.
وأخرجه مختصرا بقصة الصلاة في المقام أبو داود (٣٩٦٩) ، وابن خزيمة (٢٧٥٤) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر، به.
وأخرجه مختصرا بقصة الطواف والصلاة في المقام والخروج إلى السعي والدعاء عليه، وبعضهم يزيد فيه على بعض الحميدي (١٢٦٧) ، وابن أبي شيبة=ص٤٢٢ و٤٢٧، والترمذي (٨٥٦) و (٨٦٢) و (٨٦٩) و (٨٧٠) و (٢٩٦٧) ، وابن ماجه (١٠٠٨) و (٢٩٦٠) ، والنسائي ٥/٢٢٨ و٢٣٥ و٢٣٦ و٢٤٠، وابن خزيمة (٢٦٢٠) و (٢٧٥٥) و (٢٧٥٦) ، والبيهقي ٥/٩٠ و٩٠-٩١، من طرق عن جعفر، به، وزاد ابن خزيمة في روايته الأولى قصة قدوم علي وإهلاله.
وأخرجه مختصرا بقصة الخروج إلى الصفا والدعاء عليها ابن خزيمة (٢٧٥٧) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه مختصرا بخطبة التمتع وقدوم علي وقصته مع فاطمة النسائي ٥/١٤٣-١٤٤ و١٥٧ من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن جعفر، به - واقتصر في الموضع الثاني على قصة قدوم علي وإهلاله.
وأخرج قوله: "قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر .
إلخ" أو داود (١٩٠٧) عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه مختصرا كذلك مسلم (١٢١٨) (١٤٩) ، وأبو داود (١٩٣٦) ، والنسائي في "المجتبى" ٥/٢٥٥-٢٥٦ و٢٦٥، وفي "الكبرى" (٤٠٥١) ، وابن خزيمة (٢٨١٥) و (٢٨٥٧) و (٢٨٥٨) و (٢٨٩٠) ، والبيهقي ٥/١١٥ و١٧٠، والبغوي (١٩٢٦) من طرق عن جعفر، به- وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه أيضا ابن ماجه (٣٠١٢) ، والبيهقي ٥/١١٥ من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر.
وسيأتي ضمن حديث من طريق عطاء برقم (١٤٤٩٨) .
وسيأتي مختصرا باستلام الحجر والرمل برقم (١٤٦٦١) .
ومختصرا باستلام الحجر والرمل وصلاة ركعتي الطواف والخروج إلى الصفا، وقوله: "نبدأ بما بدأ الله به" برقم (١٥٢٤٣) .
ومختصرا بالخروج إلى الصفا وقوله: "نبدأ بما بدأ الله به" برقم (١٥١٧٠) .
ومختصرا بالرمل في الوادي أثناء السعي برقم (١٤٥٧١) .
ومختصرا بالدعاء على الصفا برقم (١٥١٧١) .
وصلاة ركعتي الطواف ستأتي ضمن حديث عن عطاء برقم (١٤٩٤٣) =و (١٥٢٤٣) .
وسؤال سراقة سلف ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (١٤١١٦) .
وقصة قدوم علي، سلفت ضمن حديث من طريق عطاء برقم (١٤٤٠٩) .
وانظر ما سلف برقم (١٤١١٦) .
وفي باب قصة أسماء بنت عميس عن أسماء نفسها، سيأتي في "المسند" ٦/٣٦٩.
وعن عائشة عند مسلم (١٢٠٩) .
وفي باب ما يقول في التلبية عن ابن مسعود، سلف برقم (٣٨٩٧) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب ابتداء الطواف من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود يرمل ثلاثا ويمشي أربعا عن ابن عمر، سلف برقم (٤٩٨٣) ، وهو عند مسلم (١٢٦٢) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (١٠٩٤٨) ، وعن ابن مسعود عند البيهقي ٥/٨٣.
وفي باب صلاة ركعتي الطواف عن ابن عمر، سلف برقم (٤٦٤١) .
وفي باب الرمل في الوادي أثناء السعي عن ابن عباس، سلف برقم (٨٦٣) ، وعن ابن عمر سلف (٥٧٣٧) .
وفي باب كم نحر النبي صلى الله عليه وسلم وأكله منه عن ابن عباس، سلف برقم (٢٨٨٠) .
وفي باب قوله: "منى كلها منحر .
إلخ" عن علي، سلف برقم (٥٦٢) .
قوله: "اغتسلي" قال السندي: أي: للتنظيف لا للصلاة والتطهير.
"ثم استذفري": الاستذفار بالذال المعجمة: الاستثفار، بالثاء المثلثة، قيل: بقلب الثاء ذالا، وهو أن تشد فرجها بخرقة ليمنع سيلان الدم.
"استوت به ناقته" أي: علت به، أو قامت مستوية على قوائمها، والمراد: أنه بعد تمام طلوع البيداء لا في أثناء طلوعه.
البيداء: المفازة، وهاهنا اسم موضع قريب من مسجد ذي الحليفة.
"لا ننوي إلا الحج"، أي: غالبنا، وإلا فقد اعتمر بعضهم أو قارن.
"محرشا": من التحريش، وهو الإغراء، قيل: المراد هاهنا ذكر ما يوجب عتابه لها.
= "ما غبر"، أي: ما بقي.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "ثم أذن " : على بناء المفعول أو الفاعل ، من التأذين ; أي : نودي ، أو أمر بندائه .
"أن يأتم " : أي : يقتدي ، وجملة "يفعل .
.
.
إلخ" بيان له .
"نفست " : - بكسر الفاء - على بناء الفاعل ; أي : ولدت ، وجاء فيه على بناء المفعول .
"اغتسلي " : أي : للتنظيف ، لا للصلاة والتطهير .
"ثم استذفري " : الاستذفار - بالذال المعجمة - : هو الاستثفار - بالثاء المثلثة - ، قيل : بقلب الثاء ذالا ، وهو أن تشد فرجها بخرقة ; ليمنع سيلان الدم .
"استوت به ناقته " : أي : علت به ، أو قامت مستوية على قوائمها ، والمراد : أنه بعد تمام طلوع البيداء ، لا في أثناء طلوعه .
"البيداء " : المفازة ، وها هنا اسم موضع قريب من مسجد ذي الحليفة .
"أهل بالتوحيد " : قيل : بالإفراد ، والصحيح بتوحيد الله تعالى ; أي : لا بتلبية الجاهلية المشتملة على الشرك .
"لبيك .
.
.
إلخ " : تفسير له بتقدير : قال .
"يسمع فلم يقل شيئا " : أي : قرر لهم الزيادة ، فلا كراهة فيها .
"مد بصري " : أي : منتهى بصري ، وأنكر بعض أهل اللغة ذلك ، وقال : الصواب : مدى بصري - بفتح الميم - .
قال النووي : ليس بمنكر ، بل هما لغتان ، والمد أشهر .
"وبين يدي " : أي قدامه .
"من راكب " : أي : فرأيت من راكب وماش ما لا يحصى .
"مثل ذلك " : أي : رأيت مثل ذلك ، أو كان مثل ذلك ، وعلى الأول بالنصب ، وعلى الثاني بالرفع .
"عليه ينزل القرآن " : هو حث على التمسك بما أخبر به عن فعله .
"لا ننوي إلا الحج " : أي : غالبنا ، وإلا فقد اعتمر بعضهم ، أو قارن .
"ثم قرأ : واتخذوا .
.
.
إلخ " : أي : ليعلم تفسيره بفعله .
"قال أبي " : هو الأب المضاف إلى ياء المتكلم ، وهذا من كلام جعفر بن محمد ، كما نبه عليه أبو عبد الله .
"فقرأ فيها " : أي : في تلك الصلاة .
"بالتوحيد " : أي : بـ قل هو الله أحد [الإخلاص : 1] ، في ركعة ، و قل يا أيها الكافرون [الكافرون : 1] ; أي : في ركعة أخرى ، والواو لا تستلزم الترتيب ، فلا يلزم أن يكون في الأولى قل هو الله أحد بل الظاهر العكس .
"نبدأ بما بدأ الله به " : يفيد أن بداية الله ذكرا تقتضي البداية عملا ، والظاهر أنه يقتضي ندب البداية عملا ، لا وجوبها ، والوجوب فيما نحن فيه من دليل آخر .
"فرقي " : - بكسر القاف - ، و"غلب" - بالتخفيف - ، والمراد "بالأحزاب " : أحزاب أهل الكفر ، ويحتمل - على التشديد - على أن المراد بالأحزاب : أحزاب أهل الإسلام ; أي : عليهم على أهل الشرك .
"انصبت " : - بتشديد الباء - ; أي : انحدرتا بالسهولة حتى وصلتا إلى بطن الوادي .
"صعد " : أي : خرج من بطن الوادي إلى طرفه الأعلى .
"مشى " : أي : سار على السكون .
"ألعامنا هذا ؟ " : أي : العمرة في أشهر الحج ، أو الفسخ ؟ والجمهور على الأول ، وعليه : فمعنى قوله : "دخلت العمرة في الحج " : أي : حلت في أشهر الحج ، وصحت ، وعلى الثاني : دخلت نية العمرة في نية الحج ; بحيث من نوى الحج صح له الفراغ منه بالعمرة .
"محرشا " : من التحريش ، وهو الإغراء ، قيل : المراد ها هنا : ذكر ما يوجب عتابه لي .
و"ما غبر " : أي : ما بقي .
حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ فِي بَنِي سَلِمَةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ثُمَّ أُذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ هَذَا الْعَامَ قَالَ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَفْعَلَ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ اغْتَسِلِي ثُمَّ اسْتَذْفِرِي بِثَوْبٍ ثُمَّ أَهِلِّي فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَلَبَّى النَّاسُ وَالنَّاسُ يَزِيدُونَ ذَا الْمَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنْ الْكَلَامِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ شَيْئًا فَنَظَرْتُ مَدَّ بَصَرِي وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلُ ذَلِكَ وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ وَعَنْ شِمَالِهِ مِثْلُ ذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ فَاسْتَلَمَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ ثُمَّ رَمَلَ ثَلَاثَةً وَمَشَى أَرْبَعَةً حَتَّى إِذَا فَرَغَ عَمَدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَرَأَ { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } قَالَ أَبِي قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي جَعْفَرًا فَقَرَأَ فِيهَا بِالتَّوْحِيدِ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَخَرَجَ إِلَى الصَّفَا ثُمَّ قَرَأَ { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } ثُمَّ قَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَرَقِيَ عَلَى الصَّفَا حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَصَدَقَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلَامِ ثُمَّ نَزَلَ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي رَمَلَ حَتَّى إِذَا صَعِدَ مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَرَقِيَ عَلَيْهَا حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ عَلَيْهَا كَمَا قَالَ عَلَى الصَّفَا فَلَمَّا كَانَ السَّابِعُ عِنْدَ الْمَرْوَةِ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقْ الْهَدْيَ وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ وَهُوَ فِي أَسْفَلِ الْمَرْوَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ فَقَالَ لِلْأَبَدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ دَخَلَتْ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنْ الْيَمَنِ فَقَدِمَ بِهَدْيٍ وَسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ هَدْيًا فَإِذَا فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَدْ حَلَّتْ وَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا فَقَالَتْ أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ قَالَ جَعْفَرٌ قَالَ أَبِي هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي ذَكَرَتْ فَاطِمَةُ قُلْتُ إِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ وَقَالَتْ أَمَرَنِي بِهِ أَبِي قَالَ صَدَقَتْ صَدَقَتْ صَدَقَتْ أَنَا أَمَرْتُهَا بِهِ قَالَ جَابِرٌ وَقَالَ لِعَلِيٍّ بِمَ أَهْلَلْتَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ قَالَ وَمَعِي الْهَدْيُ قَالَ فَلَا تَحِلَّ قَالَ فَكَانَتْ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي أَتَى بِهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَسِتِّينَ ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ وَوَقَفَ بِعَرَفَةَ فَقَالَ وَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ وَوَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَالَ قَدْ وَقَفْتُ هَاهُنَا وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ
عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: " أعاذك الله من إمارة السفهاء "، قال: وما إمارة السفهاء؟، قال: " أمراء يكونون بعدي...
عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط، وأقعد لها...
عن جابر بن عبد الله، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشغار "
عن جابر بن عبد الله يقول: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " بلى، فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدق...
عن جابر بن عبد الله، يقول: كتب النبي صلى الله عليه وسلم: " على كل بطن عقوله "، ثم إنه كتب: " أنه لا يحل أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه "، قال روح:...
عن جابر قال: " إنا كنا نبيع سرارينا أمهات أولادنا، والنبي صلى الله عليه وسلم فينا حي، لا يرى بذلك بأسا "
عن جابر بن عبد الله، قال: " رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم، ورجلا من اليهود، وامرأة "
عن جابر بن عبد الله، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل شيء من الدواب صبرا "
أن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، أخبره قال: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري، عن الضبع، فقلت: آكلها؟ قال: " نعم "، قلت: أصيد هي؟ قال: " نعم "، قل...