14982- عن جابر، أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصينة ومنعة؟ - قال: فقال: حصن كان لدوس في الجاهلية - فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله عز وجل للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه في هيئة حسنة، ورآه مغطيا يده، فقال له: ما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، قال: فما لي أراك مغطيا يدك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، قال: فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم وليديه، فاغفر "
إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، ولم يصرح بالسماع، وقد صحح حديثه هذا مسلم وابن حبان والحاكم، وكذلك الحافظ في "الفتح" ١١/١٤٢.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٦١٤) ، وفي "رفع اليدين" (٩٠- جلاء العينين) ، ومسلم (١١٦) ، وأبو عوانة ١/٤٧، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٩٨) ، وابن منده في "الإيمان" (٦٥٢) ، والخطابي في "غريب الحديث" ١/٢٢٠، والبيهقي في "السنن" ٨/١٧، وفي "الدلائل" ٥/٣٦٤ من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم ٤/٧٦، وابن منده (٦٥٢) من طريق محمد بن الفضل الملقب بعارم، عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه أبو يعلى (٢١٧٥) ، وابن حبان (٣٠١٧) من طريق إسماعيل ابن= علية، عن حجاج الصواف، به.
قوله: "هل لك في حصن" أي: هل لك رغبة فيها؟ يريد أن يرغبه.
ومنعة: بفتح الميم، وبفتح النون وإسكانها، لغتان، وهي العز والامتناع ممن يريده، أي: جماعة يمنعونك ممن يقصدك بمكروه.
فاجتووا المدينة، أي: كرهوا المقام بها لعدم موافقة هوائها لهم.
مشاقص: جمع مشقص، بكسر الميم وفتح القاف، قال الخليل وابن فارس وغيرهما: هو سهم فيه نصل عريض، وقال آخرون: سهم طويل ليس بالعريض، وقال الجوهري: المشقص: ما طال وعرض، وهذا هو الظاهر هنا لقوله: قطع بها براجمه.
براجمه: مفاصل الأصابع.
فشخبت يداه: بفتح الشين والخاء المعجمتين، أي: سال دمهما، وقيل: سال بقوة.
قال النووي: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة، وهذا الحديث شرح للأحاديث الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، وفيه إثبات
عقوبة بعض أصحاب المعاصي، فإن هذا عوقب في يديه، ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي لا تضر.
والله أعلم.
وقال السندي: ويحتمل أنه غفر له لكونه فعل قبل العلم بالوعيد، أو ما قصد قتل نفسه، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالمغفرة يدل على أن كلمة "لن" ليس للتأبيد، وإلا لما دعا له.
والله تعالى أعلم.
"شرح مسلم" للنووي ٢/١٣١- ١٣٢، و"حاشية السندي".
والطفيل بن عمرو الدوسي: صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كان سيدا مطاعا من أشراف العرب، أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة كما هو بين في سياق حديثنا، ثم قدم عليه بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع جمع من دوس، وصحبه،=وشهد معه فتح مكة، قيل: استشهد باليمامة، وقيل: باليرموك، وقيل: بأجنادين.
انظر "سير أعلام النبلاء" ١/٣٤٤-٣٤٧، و"الإصابة" ٣/٥٢١-٥٢٣.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "هل لك في حصن ؟ " : أي : هل لك رغبة فيها ، يريد أن يرغبه .
"فاجتووا المدينة " : أي : كرهوا المقام بها ; لعدم موافقة هوائها لهم .
"مشاقصا " : كمساجد : جمع مشقص - بكسر ميم وفتح قاف - ، وهو نصل السهم طويلا غير عريض ، وهو غير منصرف ، فالوجه ترك التنوين كما في بعض النسخ .
"براجمه " : مفاصل الأصابع .
"فشخبت " : - بشين معجمة وخاء كذلك ، وباء موحدة - ; أي : سالت .
"غفر لي " : يدل على أن ما جاء في حق القاتل نفسه من العقوبة فذاك مقيد بالمشيئة ; كما يدل عليه قوله تعالى : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء : 48] ، ويحتمل أنه غفر له لكونه فعل قبل العلم بالوعيد ، أو ما قصد قتل نفسه ، والله تعالى أعلم .
"لن نصلح " : من الإصلاح .
"اللهم .
.
.
إلخ " : يدل على أن كلمة "لن" ليست للتأبيد ، وإلا لما دعا ، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ قَالَ فَقَالَ حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَهُ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ قَالَ غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَكَ قَالَ قَالَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ قَالَ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ
عن جابر بن عبد الله، " أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمرهم أن يرموا الجمار مثل حصى الخذف "
عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم، فيخطب، فيحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله، ويقول: " من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي ل...
عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: دخل على جابر نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم إليهم خبزا وخلا، فقال: كلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله ع...
عن جابر، قال: لما مات عبد الله بن أبي أتى ابنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنك إن لم تأته لم نزل نعير بهذا، فأتاه النبي صلى الله علي...
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كان رجل من بني عذرة يقال له: أبو مذكور، وكان له عبد قبطي فأعتقه عن دبر منه، وكان ذا حاجة، قال رسول الله صلى الله ع...
عن محارب بن دثار، قال: دخل إلى جابر بن عبد الله أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقرب إليهم خبزا وخلا، فقال: كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله...
عن جابر، قال: " مرض أبي بن كعب مرضا، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم طبيبا، فكواه على أكحله "
عن جابر، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال: " أي يوم أعظم حرمة؟ " فقالوا: يومنا هذا، قال: " فأي شهر أعظم حرمة؟ " قالوا: شهرنا هذ...
عن جابر، أنه قال: أراد بنو سلمة أن يبيعوا ديارهم، ينتقلون قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " دياركم فإنما تكتب آثاركم "