2398- عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم؟ فقال: «الله أطعمك وسقاك»
إسناده صحيح.
حماد: هو ابن سلمة البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي مولاهم، وهشام: هو ابن حسان الأزدي.
وأخرجه البخاري (1933)، ومسلم (1155)، والنسائى في "الكبرى" (3263) من طرق، عن هشام وحده، بهذا الاسناد.
وأخرجه البخاري (6669)، وابن ماجه (1673)، والترمذي بنحوه (730) و (731)، والنسائي (3262) من طريق محمد بن سيرين، به.
وقرن جميعهم ما عدا الترمذي في الموضع الأول بمحمد بن سيرين خلاس بن عمرو.
وهو في "مسند أحمد" (9136)، و"صحيح ابن حبان" (3519).
قال الخطابي: وفي قوله: "الله أطعمك وسقاك" دليل على أن لا قضاء على المفطر ناسيا، وذلك أن النسيان من باب الضرورة، والضرورات من فعل الله سبحانه ليست من فعل العباد، ولذلك أضاف الفعل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى.
وإلى إسقاط القضاء والكفارة عن الناس ذهب عامة أهل العلم، وأما إذا وطئ زوجته ناسيا في نهار الصوم، فقد اختلف العلماء في ذلك، فقال الثوري وأصحاب الرأي والشافعي وإسحاق مثل قولهم فيمن أكل أو شرب ناسيا، وإليه ذهب الحسن ومجاهد، وقال عطاء والأوزاعي ومالك والليث بن سعد: عليه القضاء، وقال أحمد: عليه القضاء والكفارة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَخْبَرَنَا حَمَّاد ) : هُوَ اِبْن سَلَمَة ( عَنْ أَيُّوب ) : السِّخْتِيَانِيّ ( وَحَبِيب ) : اِبْن الشَّهِيد ( وَهِشَام ) : اِبْن حَسَّان ثَلَاثَتهمْ عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ , قَالَهُ الْمِزِّيُّ.
وَقَوْله حَبِيب مَعْطُوف عَلَى قَوْله أَيُّوب ( إِنِّي أَكَلْت وَشَرِبْت نَاسِيًا وَأَنَا صَائِم ) : وَقَدْ رَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ عَمْرو بْن دِينَار أَنَّ إِنْسَانًا جَاءَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ : أَصْبَحْت صَائِمًا فَنَسِيت فَطَعِمْت , فَقَالَ لَا بَأْس.
قَالَ ثُمَّ دَخَلْت إِلَى إِنْسَان فَنَسِيت فَطَعِمْت وَشَرِبْت , قَالَ لَا بَأْس.
اللَّه أَطْعَمَك وَسَقَاك.
قَالَ ثُمَّ دَخَلْت عَلَى آخَر فَنَسِيت فَطَعِمْت , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَنْتَ إِنْسَان لَمْ تَتَعَوَّد الصِّيَام.
وَيُرْوَى أَوْ شَرِبَ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِمَا دُون بَاقِي الْمُفْطِرَات لِأَنَّهُمَا الْغَالِب.
وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْنَا خُزَيْمَةَ وَحِبَّان وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة : مَنْ أَفْطَرَ فِي شَهْر رَمَضَان نَاسِيًا فَلَا قَضَاء عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَة , فَصَرَّحَ بِإِسْقَاطِ الْقَضَاء وَالْكَفَّارَة.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّد بْن مَرْزُوق وَهُوَ ثِقَة عَنْ الْأَنْصَارِيّ.
وَأُجِيبَ بِأَنَّ اِبْن خُزَيْمَةَ أَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ , وَبِأَنَّ الْحَاكِم أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق أَبِي حَاتِم الرَّازِيِّ , كِلَاهُمَا عَنْ الْأَنْصَارِيّ , فَهُوَ الْمُنْفَرِد بِهِ كَمَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَهُوَ ثِقَة , ثُمَّ عَلَّلَ كَوْن النَّاسِي لَا يُفْطِر بِقَوْلِهِ ( فَقَالَ أَطْعَمَك اللَّه وَسَقَاك ) : وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمه فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّه وَسَقَاهُ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : إِنَّمَا لِلْحَصْرِ , أَيْ مَا أَطْعَمَهُ أَحَد وَلَا سَقَاهُ إِلَّا اللَّه.
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ هَذَا النِّسْيَان مِنْ اللَّه تَعَالَى وَمِنْ لُطْفه فِي حَقّ عِبَاده تَيْسِيرًا عَلَيْهِمْ وَدَفْعًا لِلْحَرَجِ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : النِّسْيَان ضَرُورَة وَالْأَفْعَال الضَّرُورِيَّة غَيْر مُضَافَة فِي الْحُكْم إِلَى فَاعِلهَا وَلَا يُؤَاخَذ بِهَا وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى الْإِمَام مَالِك حَيْثُ قَالَ : إِنَّ الصَّوْم يَبْطُل بِالنِّسْيَانِ وَيَجِب الْقَضَاء.
قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ وَحَبِيبٍ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ نَاسِيًا وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ اللَّهُ أَطْعَمَكَ وَسَقَاكَ
عن عائشة رضي الله عنها تقول: «إن كان ليكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان»
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»
عن ابن عباس قال: «إذا مرض الرجل في رمضان، ثم مات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء، وإن كان عليه نذر قضى عنه وليه»
عن عائشة، أن حمزة الأسلمي، سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر؟ قال: «صم إن شئت، وأفطر إن شئت»
عن حمزة بن محمد بن حمزة الأسلمي، يذكر أن أباه، أخبره، عن جده قال: قلت: يا رسول الله، إني صاحب ظهر أعالجه أسافر عليه، وأكريه، وإنه ربما صادفني هذا الشه...
عن ابن عباس قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء، فرفعه إلى فيه ليريه الناس، وذلك في رمضان»، فكان ابن عبا...
عن أنس قال: «سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فصام بعضنا، وأفطر بعضنا، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم»
عن قزعة، قال: أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس، وهم مكبون عليه، فانتظرت خلوته، فلما خلا سألته عن صيام رمضان في السفر، فقال: خرجنا مع النبي صلى الل...
عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى رجلا يظلل عليه، والزحام عليه، فقال: «ليس من البر الصيام في السفر»