2413- عن منصور الكلبي، أن دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة، من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم إنه أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته، قال: «والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه، إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه»، يقول: ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: «اللهم اقبضني إليك»
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة منصور الكلبي -وهو ابن سعيد بن الأصبغ- أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني.
وأخرجه أحمد في"مسنده" (27231)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2041)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 70، والطبراني في"الكبير" (4197)، والبيهقي في "الكبرى" 4/ 241 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وشاهده حديث أبي بصرة الغفاري الذي سلف قبله.
وأخرج الترمذي (810) و (811) عن محمد بن كعب أنه قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفرا، وقد رحلت له راحلته، ولبس ثياب السفر، فدعا بطعام،فأكل، فقلت له: سنة؟ قال: سنة، ثم ركب، وهو حديث حسن كما قال الترمذي، ثم قال: وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث، وقال: للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج، وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية، وهو قول إسحق بن إبراهيم الحنظلي.
والقرية التي ذكرت في الخبر هي المزة، وهي ما تزال قائمة، وقد اتصلت الآن عمرانيا بمدينة دمشق.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنَّ دِحْيَة بْن خَلِيفَة ) : الْكَلْبِيّ صَحَابِيّ جَلِيل نَزَلَ الْمِزَّة.
كَذَا فِي التَّقْرِيب ( خَرَجَ مِنْ قَرْيَة ) : لَهُ يُقَال لَهَا مِزَّة بِكَسْرِ الْمِيم وَتَشْدِيد الزَّاي هِيَ قَرْيَة كَبِيرَة فِي سَفْح الْجَبَل مِنْ أَعْلَى دِمَشْق.
كَذَا فِي الْمَرَاصِد ( مِنْ دِمَشْق ) : أَيْ قَرْيَة كَائِنَة مِنْ أَعْمَال دِمَشْق , وَعِنْد أَحْمَد أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ قَرْيَته ( إِلَى قَدْر قَرْيَة عَقَبَة ) : بِفَتْحِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَبِفَتْحِ الْقَاف بِإِضَافَةِ قَرْيَة إِلَى عَقَبَة ( مِنْ الْفُسْطَاط ) : وَاعْلَمْ أَنَّ ظَاهِر الْعِبَارَة يَدُلّ عَلَى أَنَّ عَقَبَة قَرْيَة مِنْ الْفُسْطَاط , وَمِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ الْفُسْطَاط يُقَال لِمِصْرَ وَالْبَصْرَة فَعَلَى هَذَا الْمَسَافَة الَّتِي بَيْن قَرْيَة عَقَبَة وَبَيْن الْفُسْطَاط هِيَ مِقْدَار الْمَسَافَة الَّتِي كَانَتْ بَيْن مِزَّة وَبَيْن الْمَوْضِع الَّذِي خَرَجَ إِلَيْهِ دِحْيَة الْكَلْبِيّ.
وَالْمَسَافَة بَيْن عَقَبَة وَبَيْن الْفُسْطَاط هِيَ ثَلَاثَة أَمْيَال كَمَا ذَكَرَهُ الرَّاوِي.
لَكِنْ لَفْظ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ طَرِيق حَجَّاج وَيُونُس قَالَا حَدَّثَنَا اللَّيْث حَدَّثَنِي يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب عَنْ أَبِي الْخَيْر عَنْ مَنْصُور الْكَلْبِيّ عَنْ دِحْيَة بْن خَلِيفَة أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ قَرْيَته إِلَى قَرِيب مِنْ قَرْيَة عَقَبَة فِي رَمَضَان فَذَكَرَ الْحَدِيث , وَهَذَا رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنَد أَبِي بَصْرَة الْغِفَارِيِّ لَا فِي مُسْنَد دِحْيَة الْكَلْبِيّ.
وَمَعْنَى الْحَدِيث عَلَى رِوَايَة أَحْمَد أَنَّ دِحْيَة الْكَلْبِيّ خَرَجَ مِنْ قَرْيَته مِزَّة إِلَى قَرِيب مِنْ قَرْيَة عَقَبَة فَتَكُون الْمَسَافَة بَيْن مِزَّة وَبَيْن عَقَبَة ثَلَاثَة أَمْيَال وَاللَّهُ أَعْلَم.
كَذَا فِي الشَّرْح ( ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا حُجَّة لِمَنْ لَمْ يَجِد السَّفَر الَّذِي يَتَرَخَّص فِيهِ لِلْإِفْطَارِ إِلَّا فِي سَفَر يَجُوز فِيهِ الْقَصْر , وَهُوَ عِنْد أَهْل الْعِرَاق ثَلَاثَة أَيَّام , وَعِنْد أَكْثَر أَهْل الْحِجَاز لَيْلَتَانِ أَوْ نَحْوهمَا , وَلَيْسَ الْحَدِيث بِالْقَوِيِّ , وَفِيهِ رَجُل لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ , ثُمَّ إِنَّ دِحْيَة لَمْ يَذْكُر فِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْطَرَ فِي قَصْر السَّفَر , وَإِنَّمَا قَالَ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَعَلَّهُمْ إِنَّمَا رَغِبُوا عَنْ قَبُول الرُّخْصَة فِي الْإِفْطَار أَصْلًا.
وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون دِحْيَة إِنَّمَا صَارَ فِي ذَلِكَ إِلَى ظَاهِر اِسْم السَّفَر , وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ الصَّحَابَة , وَكَانَ اِبْن عُمَر وَابْن عَبَّاس لَا يَرَيَانِ الْقَصْر وَالْإِفْطَار فِي أَقَلّ مِنْ أَرْبَعَة بُرُد وَهُمَا أَفْقَه مِنْ دِحْيَة وَأَعْلَم بِالسُّنَنِ.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَلَيْسَ الْحَدِيث بِالْقَوِيِّ , فِي إِسْنَاده رَجُل لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ , وَهُوَ بَشِير بْن أَبِي مَنْصُور الْكَلْبِيّ , فَإِنَّ رِجَال الْإِسْنَاد جَمِيعهمْ ثِقَات يُحْتَجّ بِهِمْ فِي الصَّحِيح سِوَاهُ , وَهُوَ مِصْرِيّ رَوَى عَنْهُ أَبُو الْخَيْر يَزِيد بْن عَبْد اللَّه الْيَزْنِيّ وَلَمْ أَجِد مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ سِوَاهُ , فَيَكُون مَجْهُولًا كَمَا ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ.
وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ الْبُخَارِيّ عَلَى مَنْصُور الْكَلْبِيّ.
وَقَالَ اِبْن يُونُس فِي تَارِيخ الْمِصْرِيِّينَ : مَنْصُور بْن سَعِيد بْن الْأَصْبَغ الْكَلْبِيّ.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَاَلَّذِي رَوَيْنَا عَنْ دِحْيَة الْكَلْبِيّ ذَلِكَ , فَكَأَنَّهُ ذَهَبَ فِيهِ إِلَى ظَاهِر الْآيَة فِي الرُّخْصَة فِي السَّفَر.
وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ رَغِبُوا عَنْ سُنَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه فِي قَبُول الرُّخْصَة لَا فِي تَقْدِير السَّفَر الَّذِي أَفْطَرَ فِيهِ.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ مَنْصُورٍ الْكَلْبِيِّ أَنَّ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ مَرَّةً إِلَى قَدْرِ قَرْيَةِ عُقْبَةَ مِنْ الْفُسْطَاطِ وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ يَقُولُ ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ
عن نافع، أن ابن عمر، «كان يخرج إلى الغابة فلا يفطر ولا يقصر»
عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله، وقمته كله»، فلا أدري أكره التزكية، أو قال: «لا بد من نومة أو رقد...
عن أبي عبيد، قال: شهدت العيد مع عمر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الأضحى فتأكل...
عن أبي سعيد الخدري قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين يوم الفطر، ويوم الأضحى، وعن لبستين الصماء، وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد، وع...
عن أبي مرة، مولى أم هانئ، أنه دخل مع عبد الله بن عمرو، على أبيه عمرو بن العاص، فقرب إليهما طعاما، فقال: كل، فقال: إني صائم، فقال عمرو: كل، «فهذه الأيا...
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب»
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصم أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم قبله بيوم أو بعده»
عن عبد الله بن بسر السلمي، عن أخته، - وقال يزيد: الصماء - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا يوم السبت إلا في ما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدك...
عن جويرية بنت الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: «أصمت أمس؟» قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدا؟»، قالت: لا، ق...