حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أنزل الله عز وجل على رسوله ﷺ رخصة التطهر بالصعيد الطيب - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند الكوفيين  حديث عمار بن ياسر (حديث رقم: 18322 )


18322- عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرس بأولات الجيش، ومعه عائشة زوجته، فانقطع عقد لها من جزع ظفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم رخصة التطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم، ولم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط، ولا يغتر بهذا الناس، وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة رضي الله تعالى عنهما: " والله ما علمت إنك لمباركة "

أخرجه أحمد في مسنده


حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه أبو داود (٣٢٠) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١٥٧١) ، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٩/٢٨٤- والنسائي في "المجتبى" ١/١٦٧، وفي "الكبرى" (٣٠٠) - ومن طريقه الحازمي ص٥٨-٥٩- وابن الجارود في "المنتقى" (١٢١) ، وأبو يعلى (١٦٢٩) ، والشاشي في "مسنده" (١٠٢٤) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقوله: ولا يغتر بهذا الناس، من كلام الزهري، كما صرح به في بعض مصادر التخريج، ووقع في بعضها: ولا يعتبر، بدل: ولا يغتر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/١١٠، ١١١ من طريق= عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به.
ولم يسق لفظه، وإنما أحال على حديث قبله، وفيه ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المنكبين ظهرا وبطنا.
وأخرجه البزار (١٣٨٣) ، وأبو يعلى (١٦٣٠) من طريق يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، والبزار أيضا (١٣٨٣) (١٣٨٤) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/١١٠ مختصرا من طريق يحيي بن سعيد الأموي وأحمد بن خالد الوهبي، ثلاثتهم (إبراهيم بن سعد، ويحيي بن سعيد، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه أبو يعلى أيضا (١٦٠٩) (١٦٥٢) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق.
كلاهما (محمد وعبد الرحمن) عن الزهري، به.
وعندهم ضربتان أيضا.
وأخرجه مختصرا الحميدي (١٤٣) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (٥٣٦) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٨) ، والبزار في "مسنده" (١٤٠٣) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١٥٦١) من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" ١/١٦٨، وفى "الكبرى" (٣٠١) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" ١٩/٢٨٣-٢٨٤- والطحاوي في "شرح معاني ألآثار"١/١١٠، والشاشي في "مسنده" (١٠٤٢) ، وابن حبان (١٣١٠) ، والبيهقي في "السنن " ١/٢٠٨، من طريق مالك.
وأخرجه أبو يعلى (١٦٣١) من طريق أبي أويس عبد الله عبد الله المدني، ثلاثتهم عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عمار.
وقد ذكر أبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" ١/٣٢: أن الصحيح طريق عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار، وأن طريق عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمار خطأ.
غير أن النسائي قال في "الكبرى": وكلاهما محفوظ.
وأخرجه مختصرا أيضا بن ماجه (٥٦٦) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/١١١ من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عمار.
وقال البيهقي في= "المعرفة": هذا حديث قد رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن الزهري، ثم سمعه من الزهري، فرواه عنه، وكان يقول أحيانا: عن أبيه، عن عمار، وأحيانا لا يقول عن أبيه.
قلنا: قد أشار أبو داود عقب الحديث (٣٢٠) إلى اضطراب ابن عيينة فيه فقال: وشك فيه ابن عيينة، قال مرة: عن عبيد الله، عن أبيه أو عن عبيد الله، عن ابن عباس، ومرة قال: عن أبيه، ومرة قال: عن ابن عباس، اضطرب ابن عيينة فيه وفي سماعه من الزهري.
قلنا: وقد وقع في بعض المصادر: ولم ينفضوا، بدل: ولم يقبضوا.
وتحرف "عبيد الله" في مطبوع "شرح معاني الآثار" إلى "عبد الله".
وسيرد من طريق ابن أبي ذئب ومعمر ويونس، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن عمار- وهو منقطع- ٤/٣٢٠ و٣٢١، وذكروا في موضع منه ضربتين، قلنا: لكن قال الحافظ في "التلخيص" وقال ابن عبد البر: أكثر الآثار المرفوعة عن عمار ضربة واحدة، وما روي عنه من ضربتين، فكلها مضطربة، وقد جمع البيهقي طرق حديث عمار فأبلغ.
وانظر الحديثين (١٨٣١٩) و (١٨٣٣٢) .
وسيرد بسياق آخر من حديث عائشة رضي الله عنها ٦/٥٧، ١٧٩، وليس فيه ذكر كيفية التيمم.
وقوله: فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط: نقل الحافظ في "الفتح" ١/٤٤٥ عن الشافعي قوله: إن كان ذلك وقع بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكل تيمم صح للنبي صلى الله عليه وسلم بعده فهو ناسخ له، وإن كان وقع بغير أمره، فالحجة فيما أمر به، ومما يقوي رواية "الصحيحين" في الاقتصار على الوجه والكفين كون عمار كان يفتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وراوي الحديث أعرف بالمراد به من غيره، ولا سيما الصحابي المجتهد.
قال السندي: قوله: عرس، من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
بأولات الجيش، بضم الهمزة والمد: اسم موضع بقرب المدينة.
=عقد، بكسر المهملة: هي القلادة.
من جزع، بفتح فسكون: خرز يماني.
ظفار، بكسر أوله وفتحه: مدينة بسواحل اليمن.
فحبس الناس، بالنصب.
ابتغاء عقدها، برفع ابتغاء على أنه فاعل حبس، أي: طلبهم العقد حبسهم عن المشي.
وأيديهم إلى المناكب، أي: أيديهم من الظهور إلى المناكب، ولذلك عطف عليه قوله: ومن بطون أيديهم إلى الآباط.
ولا يغتر، قيل كذا في النسخ، والذي في أبي داود: ولا يعبر [قلنا: الذي في المطبوع: ولا يعتبر] بهذا الناس، أي: ما أخذ به أحد.
ما علمت، كلمة "ما" موصولة، أي: الذي علمت هو أنك مباركة، أو نافية، أي: ما علمت أولا هذا المعنى، وإلا لما عاتبت عليك، والله تعالى أعلم.

شرح حديث (أنزل الله عز وجل على رسوله ﷺ رخصة التطهر بالصعيد الطيب)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "عرس": من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
"بأولات الجيش": - بضم الهمزة والمد - : اسم موضع بقرب المدينة.
- "عقد": بكسر المهملة - : هي القلادة.
"من جزع": - بفتح فسكون - : خرز يماني.
"ظفار": - بكسر أوله وفتحه - : مدينة بسواحل اليمن.
"فحبس الناس": - بالنصب - .
"ابتغاء عقدها": - برفع - "ابتغاء" على أنه فاعل "حبس" أي: طلبهم العقد حبسهم عن المشي.
"وأيديهم إلى المناكب": أي: أيديهم من الظهور إلى المناكب، ولذلك عطف عليه قوله: "ومن بطون أيديهم إلى الآباط".
"ولا يغتر": قيل: كذا في النسخ، والذي في أبي داود: "ولا يعبر بهذا الناس" أي: ما أخذ به أحد.
"ما علمت ": كلمة "ما" موصولة؛ أي: الذي علمت هو أنك لمباركة، أو نافية؛ أي: ما علمت أولا هذا المعنى، وإلا لما عتبت عليك، والله تعالى أعلم.


حديث والله ما علمت إنك لمباركة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَالِحٍ ‏ ‏قَالَ قَالَ ‏ ‏ابْنُ شِهَابٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَرَّسَ ‏ ‏بِأُوَلَاتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏زَوْجَتُهُ فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ ‏ ‏جَزْعِ ‏ ‏ظَفَارِ ‏ ‏فَحُبِسَ النَّاسُ ‏ ‏ابْتِغَاءَ ‏ ‏عِقْدِهَا وَذَلِكَ حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏رُخْصَةَ التَّطَهُّرِ ‏ ‏بِالصَّعِيدِ ‏ ‏الطَّيِّبِ فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْأَرْضَ ثُمَّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَلَمْ يَقْبِضُوا مِنْ التُّرَابِ شَيْئًا فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى ‏ ‏الْمَنَاكِبِ ‏ ‏وَمِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ إِلَى الْآبَاطِ وَلَا يَغْتَرُّ بِهَذَا النَّاسُ ‏ ‏وَبَلَغَنَا أَنَّ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لِعَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ‏ ‏وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

ما خرمت من صلاة رسول الله ﷺ

عن ابن لاس الخزاعي قال: " دخل عمار بن ياسر المسجد، فركع فيه ركعتين، أخفهما وأتمهما، قال: ثم جلس، فقمنا إليه، فجلسنا عنده، ثم قلنا له: لقد خففت ركعتيك...

صلى بنا عمار صلاة فأوجز فيها فأنكروا ذلك

عن أبي مجلز، قال:صلى بنا عمار صلاة، فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى، قال: أما إني قد دعوت فيهما بدعاء، كان رسول الله...

قال النبي ﷺ إن من الفطرة المضمضة والاستنشاق وقص ال...

عن عمار بن ياسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من الفطرة، أو الفطرة، المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظفار، وغسل البراج...

ضرب بيديه على الأرض ثم نفضهما ثم ضرب بشماله على...

عن شقيق، قال: كنت جالسا مع أبي موسى، وعبد الله، قال: فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن، أرأيت لو أن رجلا لم يجد الماء، وقد أجنب شهرا ما كان يتيمم؟ قال...

قال أبو موسى لعبد الله لو أن رجلا لم يجد الماء لم...

حدثنا شقيق، قال: كنت قاعدا مع عبد الله، وأبي موسى الأشعري، فقال: أبو موسى لعبد الله: لو أن رجلا لم يجد الماء، لم يصل؟ فقال عبد الله: لا، فقال أبو موسى...

إن لم نجد الماء شهرا لم نصل ولو رخصت لهم في هذا كا...

عن أبي وائل، قال: قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود: إن لم نجد الماء لا نصلي؟ قال: فقال عبد الله: نعم، " إن لم نجد الماء شهرا، لم نصل، ولو رخصت لهم في ه...

لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله عز وج...

عن الحكم، قال: سمعت أبا وائل، قال: لما بعث علي عمارا، والحسن إلى الكوفة ليستنفراهم، فخطب عمار، فقال: " إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن ا...

قال عمار أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في...

عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رجلا أتى عمر، فقال: إني أجنبت، فلم أجد ماء، فقال عمر: لا تصل، فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت ف...

إنا لو رخصنا لهم في هذا كان أحدهم إذا وجد الماء ا...

عن شقيق، قال: كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى، فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن، الرجل يجنب ولا يجد الماء، أيصلي ؟ قال: لا،قال: ألم تسمع قول عمار لعم...