18351- عن النعمان بن بشير، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان يصلي ركعتين، ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين، ثم يسأل، حتى انجلت الشمس، قال: فقال: " إن ناسا من أهل الجاهلية يقولون، أو يزعمون، أن الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما، فإنما ينكسف لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وإن ذاك ليس كذاك، ولكنهما خلقان من خلق الله، فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه خشع له "
إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن النعمان، وقد اختلف فيه كما سيرد في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الوارث: هو ابن سعيد التميمي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" ٣/٣٣٣ من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وزاد: "فإذا رأيتم ذلك فصلوا".
ونقل يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٢/١٣١ عن سليمان بن حرب قوله: أما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي.
ومثل هذا يجيء فيه
ما يجئ.
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" ٣/١٤٥، وفي "الكبرى" (١٨٧٥) عن محمد بن بشار، والبيهقي في "السنن" ٣/٣٣٣-٣٣٤ من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مستعجلا يجر رداءه حتى أتى المسجد، وقد انكسفت الشمس، فصلى حتى انجلت، وقال: .
فذكره بنحوه.
قال البيهقي: هذا أشبه أن يكون محفوظا.
قلنا: نقل العلائي في "جامع التحصيل" عن علي ابن المديني أن الحسن لم يسمع من النعمان.
وأخرجه أحمد كما سيرد برقم (١٨٣٦٥) عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، وبرقم (١٨٣٩٢) و (١٨٤٤٣) من طريق عاصم الأحول، كلاهما عن أبي قلابة، عن النعمان، به.
وأبو قلابة لم يسمع من النعمان، ورواية عاصم الأحول مختصرة.
وأخرجه أحمد كما سيرد ٥/٦٠-٦١ عن عبد الوهاب الثقفي، و٥/٦١ عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن وهب، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مخارق الهلالي .
بنحوه.
قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/٣٣١ عن قبيصة الهلالي أو غيره.
قلنا: وذكر البيهقي في "السنن" ٣/٣٣٤ أن أبا قلابة لم يسمع من قبيصة، إنما رواه عن رجل، عن قبيصة، وسيرد تخريج حديث قبيصة في موضعه.
وقوله: كان يصلي ركعتين ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين ثم يسأل- ووقع عند النسائي ٣/١٤٥: فصلي نبي الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ركعتين حتى انجلت-: قال الحافظ في "الفتح" ٢/٥٢٧: فإن كان محفوظا احتمل أن يكون معنى قوله: ركعتين، أي ركوعين .
وأن يكون السؤال وقع بالإشارة، فلا يلزم التكرار.
قلنا: قد ورد في صفة صلاة الكسوف هيئات عدة: فجاء أنها ركعتان كالركعات المعتادة: من حديث عبد الله بن عمرو سلف برقم (٦٤٨٣) .
ومن حديث سمرة بن جندب سيأتي ٥/١٦.
= ومن حديث أبي بكرة عند البخاري (١٠٤٠) ، وسيأتي ٥/٣٧.
ومن حديث قبيصة سيأتي ٥/٦٠-٦١.
ومن حديث محمود بن لبيد سيأتي ٥/٤٢٨.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان: من حديث ابن عباس عند البخاري (١٠٥٢) ، ومسلم (٩٠٧) سلف برقم (٢٧١١) .
ومن حديث ابن مسعود سلف برقم (٤٣٨٧) .
ومن حديث ابن عمرو عند البخاري (١٠٥١) ، ومسلم (٩١٠) ، سلف برقم (٦٦٣١) .
ومن حديث جابر عند مسلم (٩٠٤) (٤) ، سلف ٣/٣٧٤، ٣٨٢.
ومن حديث عائشة عند البخاري (١٠٤٤) (١٠٤٧) ، ومسلم (٩٠١) وسيرد ٦/٣٢، ٥٣، ٧٦، ٨٧.
ومن حديث أسماء سيرد ٦/٣٥٠، ٣٥٤.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة ثلاث ركوعات: من حديث جابر عند مسلم (٩٠٤) (١٠) ، وقد سلف ٣/٣١٨.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة أربع ركوعات: من حديث علي سلف برقم (١٢١٦) .
ومن حديث ابن عباس عند مسلم (٩٠٧) (٩٠٩) ، سلف بالرقمين (١٩٧٥) (٣٢٣٦) .
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة خمس ركوعات: من حديث أبي بن كعب سيرد ٥/١٣٤.
وسلف من حديث المغيرة بن شعبة برقم (١٨١٤٢) أن المغيرة صلاها بالناس ركعتين: صلى الركعة الأولى بركوعين، ثم إن الشمس تجلت، فصلى الثانية بركوع واحد.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (٥٨٨٣) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "فإذا تجلى الله - عز وجل - لشيء من خلقه، خشع له": قال أبو حامد الغزالي: هذه الزيادة غير صحيحة نقلا، فيجب تكذيب ناقلها، وبنى ذلك على أن قول الفلاسفة في باب الخسوف والكسوف حق؛ لما قام عليه من البراهين القطعية، وهو أن خسوف القمر عبارة عن إمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس؛ من حيث إنه يقتبس نوره من الشمس، والأرض كرة، والسماء محيطة بها من الجوانب، فإذا وقع القمر في ظل الأرض، انقطع عنه نور الشمس بسبب وقوع جرم القمر بين الناظر والشمس، وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة.
قال ابن القيم: إسناد هذه الزيادة لا مطعن فيه، ورواته كلهم ثقات حفاظ، ولكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة، ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف، فقد روى حديث الكسوف عن النبي صلى الله عليه وسلم بضعة عشر صحابيا، فلم يذكر أحد منهم في حديث هذه اللفظة، فمن هاهنا نشأ احتمال الإدراج.
وقال السبكي: قول الفلاسفة صحيح كما قال الغزالي، لكن إنكار الغزالي هذه الزيادة غير جيد؛ فإنه مروي في "النسائي" وغيره، وتأويله ظاهر، فأي بعد في أن العالم بالجزئيات ومقدر الكائنات سبحانه يقدر في أزل الأزل خسوفهما بتوسط الأرض بين القمر والشمس، ووقوف جرم القمر بين الناظر والشمس، ويكون ذلك وقت تجليه - سبحانه وتعالى - عليهما، فالتجلي سبب لكسوفهما، قضت العادة بأنه يقارن توسط الأرض، ووقوف جرم القمر، لا مانع من ذلك، ولا ينبغي منازعة الفلاسفة فيما قالوا إذا دلت عليه براهين قطعية، انتهى.
قلت: ويمكن أن المراد بالتجلي: تجلي الفاعل للمفعول؛ أي: إذا تصرف في شيء من خلقه بما يشاء، خشع؛ أي: قبل ذلك، ولم يأب عليه.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْأَلُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى انْجَلَتْ الشَّمْسُ قَالَ فَقَالَ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ أَوْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِذَا انْكَسَفَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فَإِنَّمَا يَنْكَسِفُ لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَإِنَّ ذَاكَ لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُمَا خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَإِذَا تَجَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ
عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الدعاء هو العبادة "، ثم قرأ: " {ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي} [غافر:...
عن النعمان بن بشير، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، رفع بصره إلى السماء، ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في ال...
عن النعمان بن بشير، أن أباه نحله نحلا، فقالت له أم النعمان : أشهد لابني على هذا النحل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال له: " أوكل...
عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن كمثل الجسد، إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده "
عن النعمان بن بشير، يقول على منبر الكوفة: " والله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال نبيكم عليه السلام، يشبع من الدقل ، وما ترضون دون ألوان التم...
عن النعمان بن بشير، يخطب وهو يقول: " أحمد الله تعالى، فربما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر، يظل يتلوى، ما يشبع من الدقل "
عن النعمان بن بشير، قال: ذهب أبي بشير بن سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهده على نحل نحلنيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أكل بنيك نحلت م...
عن النعمان بن بشير، يقول: انطلق بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني يشهده على عطية يعطينيها، فقال: " هل لك ولد غيره؟ " قال: نعم، قال: " فسو...
عن سماك، قال: سمعت النعمان يخطب، وعليه خميصة له، فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب وهو يقول: " أنذرتكم النار "، فلو أن رجلا موضع كذا و...