2686- عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: أراد الضحاك بن قيس أن يستعمل مسروقا فقال له عمارة بن عقبة: أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان؟ فقال له مسروق: حدثنا عبد الله بن مسعود وكان في أنفسنا موثوق الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد قتل أبيك قال: «من للصبية؟» قال: النار، فقد رضيت لك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسناده صحيح.
إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٥٦٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٥١٤)، والشاشي في "مسنده" (٤٠٩)، والطبراني في "الأوسط" (٢٩٤٩)، والحاكم ٢/ ١٢٤، والبيهقي ٩/ ٦٥ من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قوله: من للصبية؟: قال القاري في "مرقاة المفاتيح" ٤/ ٢٥٠ - ٢٥١: بكسر الصاد وسكون الموحدة جمع صبي، كفتية، والقياس: صبوة، والمعنى: من يكفل بصبيانى ويتصدى لتربيتهم ومؤنتهم وأنت تقتل كافلهم.
وقوله: "النار" قال الطيبي في "شرح المشكاة" فيما نقله عنه القاري: يحتمل وجهين:
أحدهما: أن تكون النار عبارة عن الضياع، يعني: إن صلحت النار أن تكون
كافلة فهي هي.
وثانيهما: أن الجواب من الأسلوب الحكيم، أي: لك النار، والمعنى: اهتم بشأن نفسك وما هيئ لك من النار، ودع عنك أمر الصبية، فإن كافلهم هو الله الذي ما من دابة في الأرض إلا عليه رزقها، وهذا هو الوجه.
قال القاري معلقا: والأظهر أن الأول هو الوجه، فإنه لو أريد هذا المعنى لقال: الله، بدل: "النار".
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَرَادَ الضَّحَّاك بْن قَيْس ) : أَيْ اِبْن خَالِد الْفِهْرِيّ الْأَمِير الْمَشْهُور شَهِدَ فَتْح دِمَشْق وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا بَعْد مَوْت يَزِيد وَدَعَا إِلَى الْبَيْعَة وَعَسْكَرَ بِظَاهِرِهَا , فَالْتَقَاهُ مَرْوَان بِمَرْج رَاهِط سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ فَقُتِلَ كَذَا فِي الْخُلَاصَة ( أَنْ يَسْتَعْمِل مَسْرُوقًا ) : أَيْ أَنْ يَجْعَلهُ عَامِلًا ( فَقَالَ لَهُ عُمَارَة بْن عُقْبَة ) : أَيْ اِبْن أَبِي مُعَيْط بِمُهْمَلَتَيْنِ مُصَغَّرًا.
وَعُقْبَة هَذَا هُوَ الْأَشْقَى الَّذِي أَلْقَى سَلَا الْجَزُور عَلَى ظَهْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاة ( مِنْ بَقَايَا قَتَلَة عُثْمَان ) : جَمْع قَاتِل ( وَكَانَ ) : أَيْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ( لَمَّا أَرَادَ قَتْل أَبِيك ) : الْخِطَاب لِعُمَارَة بْن عُقْبَة , وَهَذَا هُوَ مَحَلّ تَرْجَمَة الْبَاب , لِأَنَّ عُقْبَة قُتِلَ صَبْرًا , صَرَّحَ بِهِ الْحَافِظ فِي الْفَتْح ( قَالَ ) : أَيْ أَبُوك عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط ( مَنْ لِلصِّبْيَةِ ) : بِكَسْرِ الصَّاد وَسُكُون الْمُوَحَّدَة جَمْع صَبِيّ , وَالْمَعْنَى مَنْ يَكْفُل بِصِبْيَانِي وَيَتَصَدَّى لِتَرْبِيَتِهِمْ وَحِفْظهمْ وَأَنْتَ تَقْتُل كَافِلهمْ ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( النَّار ) : يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَيْ يَكُون النَّار عِبَارَة عَنْ الضَّيَاع يَعْنِي إِنْ صَلَحَتْ النَّار أَنْ تَكُون كَافِلَة فَهِيَ هِيَ , وَثَانِيهمَا أَنَّ الْجَوَاب مِنْ الْأُسْلُوب الْحَكِيم أَيْ لَك النَّار , وَالْمَعْنَى اِهْتَمَّ بِشَأْنِ نَفْسك وَمَا هُيِّئَ لَك مِنْ النَّار وَدَعْ عَنْك أَمْر الصِّبْيَة فَإِنَّ كَافِلهمْ هُوَ اللَّه تَعَالَى , وَهَذَا هُوَ الْوَجْه.
ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ.
قَالَ الْقَارِيّ : وَالْأَظْهَر أَنَّ الْأَوَّل هُوَ الْوَجْه فَإِنَّهُ لَوْ أُرِيدَ هَذَا الْمَعْنَى لَقَالَ اللَّه بَدَل النَّار ( فَقَدْ رَضِيت لَك إِلَخْ ) : كَأَنَّ مَسْرُوقًا طَعَنَ عُمَارَة فِي مُقَابَلَة طَعْنه إِيَّاهُ مُكَافَأَة لَهُ.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَرَادَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقًا فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَتَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَكَانَ فِي أَنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِيكَ قَالَ مَنْ لِلصِّبْيَةِ قَالَ النَّارُ فَقَدْ رَضِيتُ لَكَ مَا رَضِيَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن ابن تعلى، قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، «فأتي بأربعة أعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبرا» قال أبو داود: قال لنا غير سعيد، عن ابن وهب،...
عن أنس، أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه و...
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسارى بدر: «لو كان مطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له»
عن عمر بن الخطاب، قال: لما كان يوم بدر فأخذ - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - الفداء أنزل الله عز وجل: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض...
عن ابن عباس،«أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربع مائة»
عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص قالت:...
عن ابن شهاب، قال: وذكر عروة بن الزبير، أن مروان، والمسور بن مخرمة أخبراه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في هذه القصة، قال: ف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن مسك بشيء من هذا الفيء، فإن له...
عن أبي طلحة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلب على قوم أقام بالعرصة ثلاثا» قال ابن المثنى: «إذا غلب قوما أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا».<br>...