حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند الكوفيين  حديث أبي موسى الأشعري (حديث رقم: 19530 )


19530- عن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع فقال: " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.
يخفض القسط ويرفعه.
يرفع إليه عمل الليل بالنهار وعمل النهار بالليل "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (١٧٩) (٢٩٥) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (١٤٩) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (٧٧٩) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الطيالسي (٤٩١) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص ٧٥-٧٦، وأبو=عوانة ١/١٤٦، وابن منده في "الإيمان" (٧٧٩) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٦٧١) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي بنحوه برقم (١٩٥٨٧) ، ومطولا برقم (١٩٦٣٢) ، وانظر تتمة تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: قام فينا .
إلخ، أي: قام خطيبا فينا، مذكرا بأربع كلمات، فقوله: فينا، وبأربع: حالان مترادفان أو متداخلان، ويحتمل أن يكون "فينا" متعلقا بقام على تضمين معنى: خطب، وبأربع حالا، أي: خطب فينا قائما مذكرا بأربع كلمات، والقيام على الوجهين على ظاهره، ويحتمل أن يكون "بأربع" متعلقا بقام، و"فينا" بيان، أو القيام على هذا من قام بالأمر: إذا تشمر وتجلد له، أي: تشمر بحفظ هذه الكلمات، وكأن السامع حين سمع ذلك قال: في حق من؟ أجيب: فينا، أي: في حقنا.
كذا ذكره الطيبي.
قلت: وعلى الوجه الثالث لو جعل "فينا" متعلقا بقام من غير اعتبار سؤال، أي: قام بأربع كلمات في حقنا، ولأجل انتفاعنا، كان صحيحا، والأقرب أن المعنى: قام فيما بيننا بتبليغ أربع كلمات، أي: بسببه، فالجاران متعلقان بالقيام، وهو على ظاهره، ولك أن تجعل القيام من قام بالأمر، وتجعل "فينا" بمعنى فيما بيننا متعلقا به أيضا، فالوجوه ستة، وزعم الطيبي أنها ثلاثة.
بأربع، أي: بأربع كلمات، وجاء في بعض الروايات بخمس كلمات، والمراد بالكلمة الجملة المركبة المفيدة، ففي هذه الرواية اختصار، والكلمة الخامسة: حجابه النور.
لا ينام: إذ النوم لاستراحة القوى والحواس، وهي على الله تعالى محال.
ولا ينبغي له، أي: لا يصح، ولا يستقيم له النوم، فالكلمة الأولى للدلالة على عدم صدور النوم، والثانية للدلالة على استحالته عليه تعالى، ولا يلزم من عدم الصدور استحالته، فلذلك ذكرت الكلمة الثانية بعد الأولى.
يخفض القسط ويرفعه: قيل: أريد بالقسط الرزق، لأنه قسط كل مخلوق، أي: نصيبه، وخفضه تقليله، ورفعه تكثيره، وقيل: القسط: الميزان، لأنه يقع= به المعدلة في القسمة والمعنى أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده، ويخفضها عن الوزن، وقيل: هو إشارة إلى أنه يحكم بين خلقه بميزان العدل، فأمره كأمر الوزان الذي يخفض يده ويرفعها، وهذا أنسب بما قبله، كأنه قيل: كيف يجوز عليه النوم وهو الذي يتصرف أبدا في ملكه بميزان العدل؟ يرفع إليه، أي: للعرض عليه، وإن كان هو تعالى أعلم به، ليأمر ملائكته بإمضاء ما قضى لفاعله جزاء له على فعله، أو يرفع إلى خزائنه، ليحفظ إلى يوم الجزاء.

شرح حديث (إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "قام فينا.
.
.
إلخ": أي: قام خطيبا فينا، مذكرا بأربع كلمات، فقوله: "فينا" و"بأربع" حالان مترادفان، أو متداخلان، ويحتمل أن يكون "فينا" متعلقا بـ"قام فينا" على تضمين معنى خطب، و"بأربع" حالا؛ أي: خطب فينا قائما مذكرا بأربع كلمات، والقيام على الوجهين على ظاهره، ويحتمل أن يكون "بأربع" متعلقا بقام، و"فينا" بيانا، أو القيام على هذا من قام بالأمر: إذا تشمر وتجلد له؛ أي: تشمر بحفظ هذه الكلمات، وكأن السامع حين سمع ذلك قال: في حق من؟ أجيب: فينا؛ أي: في حقنا، كذا ذكره الطيبي.
قلت: وعلى الوجه الثالث لو جعل "فينا" متعلقا بقام من غير اعتبار سؤال؛ أي: قام بأربع كلمات في حقنا، ولأجل انتفاعنا، كان صحيحا، والأقرب أن المعنى: قام فيما بيننا بتبليغ أربع كلمات؛ أي: بسببه، فالجاران متعلقان بالقيام، وهو على ظاهره، ولك أن تجعل القيام من قام بالأمر، وتجعل "فينا" بمعنى: فيما بيننا متعلقا به أيضا، فالوجوه ستة، وزعم الطيبي أنها ثلاثة.
"بأربع": أي: بأربع كلمات، وجاء في بعض الروايات: "بخمس كلمات" والمراد بالكلمة: الجملة المركبة المفيدة، ففي هذه الرواية اختصار، والكلمة الخامسة: "حجابه النور".
"لا ينام": إذ النوم لاستراحة القوى والحواس، وهي على الله تعالى محال.
"ولا ينبغي لى": أي: لا يصح ولا يستقيم له النوم، فالكلمة الأولى للدلالة على عدم صدور النوم، والثانية للدلالة على استحالته عليه تعالى، ولا يلزم من عدم الصدور استحالته، فلذلك ذكرت الكلمة الثانية بعد الأولى.
"يخفض القسط ويرفعه": قيل: أريد بالقسط: الرزق؛ لأنه قسط كل مخلوق؛ أي: نصيبه، وخفضه: تقليله، ورفعه: تكثيره.
وقيل: القسط: الميزان؛ لأنه يقع به المعدلة في القسمة، والمعنى: أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده؛ كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن.
وقيل: هو إشارة إلى أنه يحكم بين خلقه بميزان العدل، فأمره كأمر الوزان الذي يخفض يده ويرفعها، وهذا أنسب بما قبله؛ كأنه قيل: كيف يجوز عليه النوم، وهو الذي يتصرف أبدا في ملكه بميزان العدل؟! "يرفع إليه": أي: للعرض عليه، وإن كان هو تعالى أعلم به؛ ليأمر ملائكته بإمضاء ما قضى لفاعله جزاء له على فعله، أو رفع إلى خزائنه ليحفظ إلى يوم الجزاء.


حديث إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ ‏ ‏وَابْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏قَالَا ثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عُبَيْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِأَرْبَعٍ فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ ‏ ‏الْقِسْطَ ‏ ‏وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

أن رسول الله ﷺ قال على كل مسلم صدقة

عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " على كل مسلم صدقة ".<br> قال : أفرأيت إن لم يجد؟ قال: " يعمل بيده فينفع ن...

من كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن...

عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، وأعتقها فتزوجها فله أجران.<br> وعبد أدى حق...

عن النبي ﷺ قال المرء مع من أحب

عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرء مع من أحب "

إن رسول الله ﷺ لم يحل حتى بلغ الهدي محله

عن أبي موسى قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو منيخ بالأبطح فقال لي: " أحججت؟ " قلت: نعم.<br> قال: " فبم أهللت؟ " قال: قلت: لبيك بإهلال كإهلا...

قال النبي ﷺ ليس منا من سلق وحلق وخرق

عن أبي موسى أنه أغمي عليه، فبكت عليه أم ولده، فلما أفاق قال لها: أما بلغك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فسألتها فقالت: قال: " ليس منا من...

قال النبي ﷺ من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ف...

عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة "

كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم فأصابه شيء من بوله ت...

عن رجل أسود طويل قال:، جعل أبو التياح ينعته أنه قدم مع ابن عباس البصرة فكتب إلى أبي موسى، فكتب إليه أبو موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمش...

إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف

عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف " قال فقام ر...

إني بريء ممن برئ منه رسول الله فسألوا عن ذلك امرأ...

عن يزيد بن أوس قال: أغمي على أبي موسى فبكوا عليه فقال: " إني بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوا عن ذلك امرأته.<br> فقالت: من حلق،...