19780-
عن أبا برزة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول:
[البحر الطويل]
لا يزال حواري تلوح عظامه .
زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " انظروا من هما؟ " قال: فقالوا: فلان وفلان.
قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اركسهما ركسا، ودعهما إلى النار دعا "
إسناده ضعيف جدا، مسلسل بالضعفاء والمجاهيل: يزيد بن أبي زياد ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وسليمان مجهول، وأبو هلال لا يعرف.
وهو في "مصنف" ابن أبي شبة ١٥/٢٣٢- ٢٣٣، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (٧٤٣٧) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (٣٨٥٩) عن عباد بن يعقوب، وأبو يعلى (٧٤٣٦) عن عثمان بن أبي شيبة، وابن حبان في "المجروحين" ٣/١٠١، وابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/٢٨ من طريق علي بن المنذر، ثلاثتهم عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وقرن أبو يعلى بمحمد بن فضيل جرير ابن حازم.
ولم يذكر ابن حبان وابن الجوزي في إسناده أبا هلال، ولا يصح.
وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند الطبراني في "الكبير" (١٠٩٧٠) ،= وفي إسناده عيسى بن سوادة النخعي، قال عنه الهيثمي في "المجمع" ٨/ ١٢١: كذاب.
قال السندي: "حواري" بتشديد ياء النسبة، مفرد منصرف، أي: ناصر، أو خالص في الود.
"تلوح": تظهر، لأنه ما قبر.
"زوى": كرمى، أي: قبض وأزال.
"أن يجن": على بناء المفعول، بتشديد النون، أي: يستر تحت التراب.
"اركسهما": بضم الكاف، في المصباح: ركست الشيء ركسا من باب قتل: قلبته ورددت أوله على آخره.
ثم قال السندي: قد علم أنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين، وقد جاء النهي عن أن يعان الشيطان على أحد في الأحاديث، ويوافقه قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة: ٢] ، والظاهر أن في مثل هذا الدعاء عونا للشيطان عليهما، وبالجملة فهذا بعيد مما عهد من حاله صلى الله عليه وسلم، وقد صلى على رئيس المنافقين الذي كان يؤذيه أشد الإيذاء، رجاء لحوق الرحمة به، وقال: أزيد في الاستغفار على سبعين.
لذلك فيشبه أن يكون هذا
الحديث موضوعا، لا أن يقال: يحتمل أنه نهاهما عن ذلك مرارا فلم ينتهيا، وقد علم بالوحي أن حالهما ترجع إلى شر، فدعى بهذا الدعاء زجرا للحاضرين عن مثل فعلهما، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "لا يزال حواري": - بتشديد ياء النسبة - مفرد منصرف؛ أي: ناصر، أو خالص في الود.
"تلوح": تظهر؛ لأنه ما قبر.
"زوى": كرمى؛ أي: قبض وأزال.
"أن يجن": على بناء المفعول - بتشديد النون - أي: يستر تحت التراب، فقوله: "فيقبرا" - على بناء المفعول - : تفسير له.
"اركسهما": - بضم الكاف - في "المصباح": ركست الشيء ركسا؛ من باب قتل: قلبته، ورددت أوله على آخره.
"ودعهما": - بضم الدال وتشديد العين - من دع يدع: إذا دفع، ومنه قوله تعالى: فذلك الذي يدع اليتيم [الماعون: 2].
وهذا الحديث عده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال: فيه يزيد بن أبي زياد، كان يلقن فيتلقن.
قال السيوطي في "التعقيبات": قلت: هذا يقتضي الحكم بوضع الحديث، وهذا الحديث أخرجه أحمد، وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني.
وفي "القول المسدد" في حديث: "من سمى المدينة يثرب، فليستغفر الله": أعله ابن الجوزي بيزيد بن أبي زياد، ولم يصب؛ فإن يزيد - وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه، وبكونه كان يلقن فيتلقن في آخر عمره - فلا يلزم من شيء من ذلك أن يكون كل ما يحدث به موضوعا، انتهى.
قلت: قد علم أنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين، وقد جاء النهي عن أن يعان الشيطان على أحد في الأحاديث، ويوافقه قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [المائدة: 2] والظاهر أن في مثل هذا الدعاء عونا للشيطان عليهما.
وبالجملة: فهذا بعيد مما عهد من حاله صلى الله عليه وسلم، وقد صلى على رئيس المنافقين الذي كان يؤذيه أشد الإيذاء؛ رجاء لحوق الرحمة به، وقال: "أزيد في الاستغفار على سبعين" لذلك، فيشبه أن يكون هذا الحديث موضوعا، إلا أن يقال: يحتمل أنه نهاهما عن ذلك مرارا، فلم ينتهيا، وقد علم بالوحي أن حالهما ترجع إلى شر، فدعا بهذا الدعاء؛ زجرا للحاضرين عن مثل فعلهما، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ أَبُو هِلَالٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يُجِيبُ الْآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ لَا يَزَالُ حَوَارِيَّ تَلُوحُ عِظَامُهُ زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْظُرُوا مَنْ هُمَا قَالَ فَقَالُوا فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا رَكْسًا وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا
عن أبي برزة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يكره النوم قبل العشاء، ولا يحب الحديث بعدها "
حدثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي برزة، وإن في أذني يومئذ لقرطين، وإني غلام.<br> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأمر...
عن شريك بن شهاب قال: كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدثني عن الخوارج، فلقيت أبا برزة في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت: يا...
عن أبي برزة الأسلمي، أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء، يمر بهن ويلاعبهن فقلت لامرأتي: لا يدخلن عليكم جليبيب؛ فإنه إن دخل عليكم، لأفعلن ولأفعلن.<br...
عن أبا برزة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله إني لا أدري لعسى أن تمضي وأبقى بعدك، فحدثني بشيء ينفعني الله به، فقال له رسول ال...
عن أبي برزة الأسلمي قال: خرجت يوما أمشي فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم متوجها، فظننته يريد حاجة، فجعلت أخنس عنه وأعارضه، فرآني فأشار إلي فأتيته فأ...
عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن مما أخشى عليكم، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى "
عن أبي برزة قال: قلت: يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به فقال: " انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم "
عن أبي برزة قال يزيد: الأسلمي قال: كانت راحلة أو ناقة أو بعير عليها متاع لقوم، فأخذوا بين جبلين وعليها جارية فتضايق بهم الطريق، فأبصرت النبي صلى الله...