21081-
عن زياد بن ضمرة بن سعد السلمي، يحدث عروة بن الزبير، قال: حدثني أبي، وجدي، وكانا قد شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم جلس إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن بدر يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط، وهو يومئذ سيد قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لخندف، فاختصما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا رجعنا " قال: يقول عيينة: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحزن ما أذاق نسائي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل تأخذون الدية ".
فأبى عيينة، فقام رجل من ليث يقال له: مكيتل، رجل قصير مجموع، فقال: يا نبي الله، ما وجدت لهذا القتيل شبيها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرمي أولها فنفر آخرها، اسنن اليوم وغير غدا.
قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال: " بل تقبلون الدية في سفرنا هذا خمسين، وخمسين إذا رجعنا " فلم يزل بالقوم حتى قبلوا الدية، قال: فلما قبلوا الدية، قال: قالوا: أين صاحبكم يستغفر له رسول الله؟ فقام رجل آدم طويل ضرب، عليه حلة كان تهيأ للقتل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جلس، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " قال: أنا محلم بن جثامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تغفر لمحلم، اللهم لا تغفر لمحلم " ثلاث مرات، فقام من بين يديه، وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه، فأما نحن بيننا فنقول: قد استغفر له، ولكنه أظهر ما أظهر، ليدع الناس بعضهم عن بعض
إسناده ضعيف لجهالة زياد بن ضمرة، لم يرو عنه غير محمد بن جعفر، وقد اختلف في اسمه، فقيل: زياد بن ضميرة بن سعد، وقيل: زياد بن ضمرة، وقيل: زيد بن ضميرة السلمي، وقيل: الأسلمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٥٤٥٧) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٤٥٠٣) ، وابن ماجه (٢٦٢٥) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٧٨) ، وفي "الديات" ص ١٠٢، وابن الجارود في "المنتقى" (٧٧٧) ، والبيهقي ٩/١١٦ من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه أبو داود (٤٥٠٣) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص ١٠٢-١٠٣،= والطبراني (٥٤٥٥) ، والبيهقي ٩/١١٦ من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر، به.
وقال: عن أبيه، ولم يذكر جده.
وسيأتي الحديث ٦/١٠ عن سعيد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه.
وسيأتي في مسند عبد الله بن أبي حدرد قصة قتل محلم بن جثامة عامرا الأشجعي ٦/١١.
قال السندي: "لخندف"، ضبط بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال: اسم قبيلة، أي: لأجلها.
"غرة الإسلام"، أي: في أوله، كغرة الشهر، لأوله.
"فرمي أولها" على بناء المفعول، أي: فلذلك ينبغي أن تقتل هذا في الأول حتى يكون قتله عظة وعبرة للآخرين.
"اسنن" صيغة أمر من سن سنة، من باب نصر، وهذا مثل ثان ضربه لترك القتل، كما أن الأول ضربه للقتل، ولذلك ترك العطف، ومعناه: قدر حكمك اليوم وغيره غدا، أي: إن تركت القصاص اليوم في أول ما شرع، واكتفيت بالدية، ثم أجريت القصاص على أحد، يصير ذلك كهذا المثل، والحاصل: إن قتلت اليوم يصير مثله مثل غنم، وإن تركت اليوم يصير مثله كهذا المثل.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "يطلب بدم الأشجعي": ضمير "يطلب" لعيينة.
"عن محلم": ضبط: - على لفظ اسم الفاعل - من التحليم.
"جثامة": - بفتح جيم وتشديد مثلثة - .
"لخندف": ضبط: - بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال - : اسم قبيلة؛ أي: لأجلها.
"أذيق": من الإذاقة.
"من الحزن": - بفتحتين، أو بضم فسكون - يريد: أنه لا يرضى إلا بالقصاص، ولا يقبل الدية.
"مكيتل": ضبط: - بالتصغير - .
"في غرة الإسلام": أي: في أوله؛ كغرة الشهر لأوله.
"فرمي أولها": - على بناء المفعول - أي: فلذلك ينبغي أن تقتل هذا في الأول حتى يكون قتله عظة وعبرة للآخرين.
"اسنن": صيغة أمر من سن سنة؛ من باب نصر، وهذا مثل ثان ضربه لترك القتل؛ كما أن الأول ضربه للقتل، ولذلك ترك العطف، ومعناه: قرر حكمك اليوم، وغيره غدا؛ أي: إن تركت القصاص اليوم في أول ما شرع، واكتفيت بالدية، ثم أجريت القصاص على أحد، يصير ذلك كهذا المثل، والحاصل: إن قتلت اليوم، يصير مثله مثل غنم، وإن تركت اليوم، يصير مثله كهذا المثل.
"ثم قال: بل تقبلون": أي: أعرض عن مقالته، واشتغل بتقرير الدية، وكأنه كره القتل في السفر مع قلة الناس في ذلك الوقت، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضَمْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي وَجَدِّي وَكَانَا قَدْ شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَا صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ جَلَسَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ يَطْلُبُ بِدَمِ الْأَشْجَعِيِّ عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ قَيْسٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ لِخِنْدِفٍ فَاخْتَصَمَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا قَالَ يَقُولُ عُيَيْنَةُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنْ الْحُزْنِ مَا أَذَاقَ نِسَائِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ فَأَبَى عُيَيْنَةُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ رَجُلٌ قَصِيرٌ مَجْمُوعٌ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ لِهَذَا الْقَتِيلِ شَبِيهًا فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُهَا فَنَفَرَ آخِرُهَا اسْنُنْ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ بَلْ تَقْبَلُونَ الدِّيَةَ فِي سَفَرِنَا هَذَا خَمْسِينَ وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا فَلَمْ يَزَلْ بِالْقَوْمِ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ قَالَ فَلَمَّا قَبِلُوا الدِّيَةَ قَالَ قَالُوا أَيْنَ صَاحِبُكُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ ضَرَبَ عَلَيْهِ حُلَّةً كَانَ تَهَيَّأَ لِلْقَتْلِ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْمُكَ قَالَ أَنَا مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ اللَّهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَهُوَ يَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِفَضْلِ رِدَائِهِ فَأَمَّا نَحْنُ بَيْنَنَا فَنَقُولُ قَدْ اسْتَغْفَرَ لَهُ وَلَكِنَّهُ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ لِيَدَعَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
عن عمرو بن يثربي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ألا ولا يحل لامرئ من مال أخيه شيء، إلا بطيب نفس منه " فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن...
عن عمرو بن يثربي الضمري، قال: شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، فكان فيما خطب به أن قال: " ولا يحل لامرئ من مال أخيه، إلا ما طابت به نفسه " قال...
عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع كثيرا من لحن أبي " وأبي، يقول: "سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا...
عن ابن عباس قال: قال عمر: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع من قول أبي ".<br> وأبي يقول: "أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدعه، والله يق...
عن ابن عباس، قال: خطبنا عمر، على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع من قول أبي شيئا، وإن أبيا سمع من رسول ال...
أخبرنا أبو أيوب، أن أبيا حدثه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: الرجل يجامع أهله، فلا ينزل قال: "يغسل ما مس المرأة منه، ويتوضأ، ويصلي " (1)...
عن أبي بن كعب: "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي أهله، ثم لا ينزل يغسل ذكره، ويتوضأ " قال عبد الله: قال أبي: "الملي عن الملي ثقة عن ثقة "...
عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جامع الرجل امرأته، ثم أكسل فليغسل ما أصاب المرأة منه ثم ليتوضأ "
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف "