3191- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء عليه»
إسناده ضعيف.
صالح مولى التوأمة قد اختلط، وهو ضعيف فيما انفرد به، لا سيما أنه خالف في رواية هذه حديث عائشة الصحيح السابق، وقد ضعف هذا الحديث الامام أحمد فيما حكاه النووي في "شرح مسلم" -شرح الحديث (٩٧٣) - وضعفه كذلك ابن المنذر في "الأوسط" ٥/ ٤١٦، وابن حبان في "المجروحين"، وابن حزم في "المحلى" ٥/ ١٦٣، والخطابي، والبيهقي في "السنن "الكبرى" ٤/ ٥٢، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ٢٢٢، وابن الجوزي في "العلل" المتناهية" (٦٩٦)، وابن القطان في "بيان الرهم والإيهام" ٤/ ١٥٧.
وأخرجه ابن ماجه (١٥١٧) من طريق وكيع، عن ابن أبي ذئب، به.
وهو في "مسند أحمد" (٩٧٣٠).
وانظر فقه الحديث عند حديث عائشة السالف برقم (٣١٨٩).
وقد حاول ابن عبد البر في التمهيد، أن يوفق بين هذا الحديث وبين حديث عائشة وأن ينفي التضاد بينهما فقال: هذا هو الصحيح في هذا الحديث، قالوا: ومعنى: لا شيء له يريد: لا شيء عليه، قالوا: وهذا صحيح معروف في لسان العرب، قال الله عز وجل: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} بمعنى: فعليها ومثله كثير.
قالوا: وصالح مولى التوأمة - من أهل العلم بالحديث من لا يقبل شيئا من حديثه لضعفه، ومنهم من يقبل من حديثه ما رواه ابن أبي ذئب عنه خاصة، لأنه سمع منه قبل الاختلاط، ولا خلاف أنه اختلط، فكان لا يضبط ولا يعرف ما يأتي به، ومثل هذا ليس بحجة فيما انفرد به، وليس يعرف هذا الحديث من غير روايته البتة، فإن صح، فمعناه ما ذكرنا وبالله توفيقنا.
قلت: وقوله: إن صالحا مولى التوأمة سمع منه ابن أبي ذئب قبل الاختلاط.
فيه نظر، فقد حكى الترمذي عن الإمام البخاري، عن أحمد: أن سماعه منه بعد الاختلاط.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَلَا شَيْء عَلَيْهِ ) : هَكَذَا وَقَعَ فِي نُسْخَتَيْنِ عَتِيقَتَيْنِ لَفْظَة " عَلَيْهِ " وَوَقَعَ فِي نُسْخَة عَتِيقَة لَفْظَة " لَهُ " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَالَ الْخَطِيب كَذَا فِي الْأَصْل اِنْتَهَى.
قُلْت : وَكَذَا وُجِدَتْ هَذِهِ الْعِبَارَة فِي ثَلَاث مِنْ النُّسَخ الْحَاضِرَة.
قَالَ الْعَيْنِيّ قَوْله " فَلَا شَيْء لَهُ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِهَذَا اللَّفْظ , وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ وَلَفْظه " فَلَيْسَ لَهُ شَيْء " وَقَالَ الْخَطِيب : الْمَحْفُوظ فَلَا شَيْء لَهُ وَرُوِيَ " فَلَا شَيْء عَلَيْهِ " وَرُوِيَ " فَلَا أَجْر لَهُ " وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : رِوَايَة " فَلَا أَجْر لَهُ " خَطَأ فَاحِش اِنْتَهَى.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَدِيث الْأَوَّل أَصَحّ , وَصَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَة ضَعَّفُوهُ وَكَانَ قَدْ نَسِيَ حَدِيثه فِي آخِر أَمْره.
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ أَبَا بَكْر وَعُمَر صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي الْمَسْجِد وَمَعْلُوم أَنَّ عَامَّة الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار شَهِدُوا الصَّلَاة عَلَيْهِمَا فَفِي تَرْكهمْ إِنْكَاره دَلِيل عَلَى جَوَازه.
وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ إِنْ ثَبَتَ الْحَدِيث مُتَأَوَّلًا عَلَى نُقْصَان الْأَجْر , وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهَا فِي مَسْجِد فَإِنَّ الْغَائِب أَنْ يَنْصَرِف إِلَى أَهْله وَلَا يَشْهَد دَفْنه , وَأَنَّ مَنْ سَعَى فِي الْجَنَازَة فَصَلَّى عَلَيْهَا بِحَضْرَةِ الْمَقَابِر شَهِدَ دَفْنه فَأَحْرَزَ أَجْر الْقِيرَاطَيْنِ وَهُوَ مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَلَهُ قِيرَاط مِنْ الْأَجْر وَمَنْ شَهِدَ دَفْنهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ , وَالْقِيرَاط مِثْل أُحُد " وَقَدْ يُؤْجَر عَلَى كَثْرَة خُطَاهُ , فَصَارَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْهَا فِي الْمَسْجِد مَنْقُوص الْأَجْر بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَنْ صَلَّى عَلَيْهَا بَرًّا اِنْتَهَى.
وَمَعْنَى قَوْله " فَلَا شَيْء عَلَيْهِ " أَيْ لَا شَيْء عَلَى الْمُصَلِّي مِنْ الْإِثْم فِيهَا.
وَقِيلَ مَعْنَى قَوْله " فَلَا شَيْء لَهُ " أَيْ لَا شَيْء لِلْمُصَلِّي مِنْ زِيَادَة الْفَضْل فِي أَدَاء صَلَاة الْجَنَازَة فِي الْمَسْجِد بَلْ الْمَسْجِد وَغَيْره فِي هَذَا سَوَاء , وَبِهَذَا يَنْدَفِع التَّعَارُض بَيْن الْحَدِيثَيْنِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَلَفْظه " فَلَيْسَ لَهُ شَيْء , وَصَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَة قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة اِنْتَهَى.
قُلْت : صَالِح بْن نَبْهَان مَوْلَى التَّوْأَمَة قَالَ اِبْن مُعِين ثِقَة حُجَّة سَمِعَ مِنْهُ اِبْن أَبِي ذِئْب قَبْل أَنْ يَخْرُف , وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْل أَنْ يَخْتَلِط فَهُوَ ثَبَت وَقَالَ اِبْن عَدِيّ : لَا بَأْس بِرِوَايَةِ الْقُدَمَاء عَنْهُ : كَذَا فِي الْخُلَاصَة.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنِي صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ
عن عقبة بن عامر، قال: " ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقو...
عن يحيى بن صبيح، قال: حدثني عمار، مولى الحارث بن نوفل، أنه شهد جنازة أم كلثوم، وابنها، فجعل الغلام مما يلي الإمام، فأنكرت ذلك، وفي القوم ابن عباس، وأب...
عن نافع أبي غالب، قال: كنت في سكة المربد، فمرت جنازة معها ناس كثير قالوا: جنازة عبد الله بن عمير، فتبعتها فإذا أنا برجل عليه كساء رقيق على بريذينته، و...
عن سمرة بن جندب، قال: «صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها للصلاة وسطها»
عن الشعبي، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر رطب فصفوا عليه، وكبر عليه أربعا»، فقلت للشعبي: من حدثك؟ قال: الثقة من شهده عبد الله بن عباس
عن ابن أبي ليلى، قال: كان زيد يعني ابن أرقم، يكبر على جنائزنا أربعا، وإنه كبر على جنازة خمسا، فسألته، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها»...
عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: صليت مع ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: «إنها من السنة»
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء»
عن علي بن شماخ، قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم، قال: كلام كان بينهم...