3192- عن عقبة بن عامر، قال: " ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب " أو كما، قال
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٨٣١)، وابن ماجه (١٥١٩)، والترمذي (١٠٥١)، والنسائي (٥٦٠) و (٥٦٥) و (٢٠١٣) من طريق مرسى بن علي بن رباح، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٧٣٧٧)، و"صحيح ابن حبان" (١٥٤٦) و (١٥٥١).
قال الخطابي: قوله: "تضيف" معناه: تميل وتجنح للغروب، يقال: ضاف الشيء يضيف بمعنى: مال، ومنه اشتق اسم الضيف، ويقال: ضفت الرجل: إذا ملت نحوه وكنت له ضيفا، وأضفته إذا أملته إلى رحلك فقربته.
واختلف الناس في جواز الصلاة على الجنازة والدفن في هذه الساعات الثلاث، فذهب أكثر أهل العلم إلى كراهية الصلاة على الجنائز في الأوقات التي تكره الصلاة فيها، وروي ذلك عن ابن عمر، وهو قول عطاء والنخعي والأوزاعي، وكذلك قال سفيان الثوري وأصحاب الرأي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.
وكان الشافعي يرى الصلاة على الجنائز أي ساعة شاء من ليل أو نهار، وكذلك الدفن أي وقت كان من ليل أو نهار.
قلت [القائل الخطابي]: قول الجماعة أولى لموافقته الحديث.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنْ نُصَلِّي فِيهِنَّ ) : أَيْ فِي السَّاعَات الثَّلَاثَة ( أَوْ نَقْبُر ) : عَلَى زِنَة نَنْصُر أَيْ نَدْفِن ( حِين تَطْلُع ) : بَيَان لِلسَّاعَاتِ الثَّلَاث ( حِين يَقُوم قَائِم الظَّهِيرَة ) : أَيْ قِيَام الشَّمْس وَقْت الزَّوَال مِنْ قَوْلهمْ قَامَتْ بِهِ دَابَّته أَيْ وَقَفَتْ , وَالْمَعْنَى أَنَّ الشَّمْس إِذَا بَلَغَتْ وَسَط السَّمَاء أَبْطَأَتْ حَرَكَة الظِّلّ إِلَى أَنْ تَزُول فَيَحْسَب النَّاظِر الْمُتَأَمِّل أَنَّهَا قَدْ وَقَفَتْ وَهِيَ سَائِرَة لَكِنْ سَيْرًا لَا يَظْهَر لَهُ أَثَر سَرِيع كَمَا يَظْهَر قَبْل الزَّوَال وَبَعْده فَيُقَال لِذَلِكَ الْوُقُوف الْمُشَاهَد قَائِم الظَّهِيرَة.
قَالَهُ فِي النِّهَايَة ( تَضَّيَّفُ ) : مَعْنَاهُ تَمِيل وَتَجْنَح لِلْغُرُوبِ , يُقَال ضَافَ الشَّيْء يَضِيف بِمَعْنَى يَمِيل.
وَاخْتَلَفَ النَّاس فِي جَوَاز الصَّلَاة عَلَى الْجَنَازَة وَالدَّفْن فِي هَذِهِ الثَّلَاث السَّاعَات , فَذَهَبَ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم إِلَى كَرَاهَة الصَّلَاة عَلَى الْجَنَازَة فِي الْأَوْقَات الَّتِي تُكْرَه الصَّلَاة فِيهَا , وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن عُمَر , وَهُوَ قَوْل عَطَاء وَالنَّخَعِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ , وَكَذَلِكَ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيُّ وَأَصْحَاب الرَّأْي وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ , وَكَانَ الشَّافِعِيّ يَرَى الصَّلَاة عَلَى الْجَنَازَة أَيّ سَاعَة شَاءَ مِنْ لَيْل أَوْ نَهَار , وَكَذَلِكَ الدَّفْن أَيّ وَقْت شَاءَ مِنْ لَيْل أَوْ نَهَار وَقَوْل الْجَمَاعَة أَوْلَى لِمُوَافَقَةِ الْحَدِيث.
قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ أَوْ كَمَا قَالَ
عن يحيى بن صبيح، قال: حدثني عمار، مولى الحارث بن نوفل، أنه شهد جنازة أم كلثوم، وابنها، فجعل الغلام مما يلي الإمام، فأنكرت ذلك، وفي القوم ابن عباس، وأب...
عن نافع أبي غالب، قال: كنت في سكة المربد، فمرت جنازة معها ناس كثير قالوا: جنازة عبد الله بن عمير، فتبعتها فإذا أنا برجل عليه كساء رقيق على بريذينته، و...
عن سمرة بن جندب، قال: «صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها للصلاة وسطها»
عن الشعبي، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر رطب فصفوا عليه، وكبر عليه أربعا»، فقلت للشعبي: من حدثك؟ قال: الثقة من شهده عبد الله بن عباس
عن ابن أبي ليلى، قال: كان زيد يعني ابن أرقم، يكبر على جنائزنا أربعا، وإنه كبر على جنازة خمسا، فسألته، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها»...
عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: صليت مع ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: «إنها من السنة»
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء»
عن علي بن شماخ، قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم، قال: كلام كان بينهم...
عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فقال: «اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، الل...