3865- عن عمران بن حصين، قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحن، ولا أنجحن» قال أبو داود: «وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه»
إسناده صحيح.
مطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (٣٤٩٠)، والترمذي (٢١٧٣)، والنسائي في "الكبرى" (٧٥٥٨) من طريق الحسن البصري، عن عمران.
والحسن البصري لم يسمع من عمران.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٨٦٤) و (١٩٩٨٩)، و "صحيح ابن حبان" (٦٠٨١).
قال الحافظ في "الفتح" ١٠/ ١٥٥: والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على خلاف الأولى لما يقتضيه مجموع الأحاديث، وقيل: إنه خاص بعمران، لأنه كان به الباسور، وكان موضعه خطرا، فنهاه عن كيه، فلما اشتد عليه كواه، فلم ينجح.
قلنا: وذكر الخطابي وجهين آخرين لمعنى النهي، ملخصهما:
أولا: أن يكون من أجل أنهم كانوا يعظمون أمره ويقولون: آخر الدواء الكي، ويرون أنه يحسم الداء ويبرئه وإذا لم يفعل ذلك عطب صاحبه وهلك، فنهاهم عن ذلك إذا كان على هذا الوجه، وأباح لهم استعماله إذا كان على معنى التوكل على الله، فيكون الكي والدواء سببا لا علة.
والثاني: أن يكون معنى نهيه عن الكي هو أن يفعله احترازا عن الداء قبل وقوع الضرورة، ونز ول البلية، وذلك مكروه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( نَهَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَيّ ) : قَالَ اِبْن رَسْلَان : هَذِهِ الرِّوَايَة فِيهَا إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ يُبَاح الْكَيّ عِنْد الضَّرُورَة بِالِابْتِلَاءِ بِالْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَة الَّتِي لَا يَنْجَع فِيهَا إِلَّا الْكَيّ وَيُخَاف الْهَلَاك عِنْد تَرْكه أَلَا تَرَاهُ كَوَى سَعْدًا لَمَّا لَمْ يَنْقَطِع الدَّم مِنْ جُرْحه وَخَافَ عَلَيْهِ الْهَلَاك مِنْ كَثْرَة خُرُوجه كَمَا يَكْوِي مَنْ تُقْطَع يَده أَوْ رِجْله , وَنَهَى عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ عَنْ الْكَيّ لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ بَاسُور وَكَانَ مَوْضِعه خَطِرًا فَنَهَاهُ عَنْ كَيِّهِ فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُون النَّهْي خَاصًّا بِمَنْ بِهِ مَرَض مَخُوف.
وَلِأَنَّ الْعَرَب كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الشَّافِي لِمَا لَا شِفَاء لَهُ بِالدَّوَاءِ هُوَ الْكَيّ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَنْ لَمْ يَفْعَل بِالْكَيِّ هَلَكَ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ لِأَجْلِ هَذِهِ النِّيَّة فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى هُوَ الشَّافِي.
قَالَ اِبْن قُتَيْبَة الْكَيّ جِنْسَانِ كَيْ الصَّحِيح لِئَلَّا يَعْتَلّ فَهَذَا الَّذِي قِيلَ فِيهِ لَمْ يَتَوَكَّل مَنْ اِكْتَوَى لِأَنَّهُ يُرِيد أَنْ يَدْفَع الْقَدَر عَنْ نَفْسه , وَالثَّانِي كَيّ الْجُرْح إِذَا لَمْ يَنْقَطِع دَمه بِإِحْرَاقٍ وَلَا غَيْره وَالْعُضْو إِذَا قُطِعَ فَفِي هَذَا الشِّفَاء بِتَقْدِيرِ اللَّه تَعَالَى.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْكَيّ لِلتَّدَاوِي الَّذِي يَجُوز أَنْ يَنْجَح وَيَجُوز أَنْ لَا يَنْجَح فَإِنَّهُ إِلَى الْكَرَاهَة أَقْرَبُ.
وَقَدْ تَضَمَّنَتْ أَحَادِيث الْكَيّ أَرْبَعَة أَنْوَاع كَذَا فِي النَّيْل ( فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ ) : هَكَذَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِنُونِ الْإِنَاث فِيهِمَا يَعْنِي تِلْكَ الْكَيَّات الَّتِي اِكْتَوَيْنَا بِهِنَّ وَخَالَفْنَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ فِي فِعْلهنَّ , وَكَيْف يُفْلِح أَوْ يَنْجَح شَيْء خُولِفَ فِيهِ صَاحِب الشَّرِيعَة وَعَلَى هَذَا فَالتَّقْدِير فَاكْتَوَيْنَا كَيَّات لِأَوْجَاعٍ فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث الْحَسَن الْبَصْرِيّ عَنْ عِمْرَان وَلَفْظ التِّرْمِذِيّ " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْكَيّ قَالَ فَابْتُلِينَا فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا " وَلَفْظ اِبْن مَاجَهْ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتَوَيْت فَمَا أَفْلَحْت وَلَا أَنْجَحْت " وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح وَفِيمَا قَالَهُ نَظَر , فَقَدْ ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة أَنَّ الْحَسَن لَمْ يَسْمَع مِنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمُّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَكَانَ يَسْمَعُ تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ فَلَمَّا اكْتَوَى انْقَطَعَ عَنْهُ فَلَمَّا تَرَكَ رَجَعَ إِلَيْهِ
عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته»
عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعط»
عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: «هو من عمل الشيطان»
عن عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا، أو تعلقت تميمة، أو قلت الشعر من قبل نفسي» قال...
عن أبي هريرة، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث»
عن عبد الرحمن بن عثمان: «أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حسا سما فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا»
عن علقمة بن وائل، عن أبيه ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فنهاه، ثم سأله فنهاه، فقال له: يا نبي الله، إنها دوا...
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام»