3872- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حسا سما فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا»
إسناده صحيح.
أبو صالح: هو ذكوان السمان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه البخاري (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وابن ماجه (٣٤٦٠)، والترمذي (٢١٦٥ - ٢١٦٧)، والنسائي (١٩٦٥) من طريق سليمان الأعمش، به.
وهو في "مسند أحمد" (٧٤٤٨)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٨٦).
وقوله: "في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا" تمسك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ في "الفتح" ٣/ ٢٢٧: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فلم يذكر "خالدا مخلدا"، وكذا رواه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة .
قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون.
قال الحافظ: وأجاب غيره يحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرا، والكافر مخلد بلا ريب.
وقيل: ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقه غير مرادة.
وقيل: المعنى: أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم.
وقيل: التقدير: مخلدا فيها إلى أن يشاء الله.
وقيل: المراد بالخلود طول المدة، لا حقيقة الدوام، كأنه يقول: يخلد مدة معينة وهذا أبعدها.
وقال الحافظ في موضع آخر من "الفتح" ١٠/ ٢٤٨: وأولى ما حمل عليه هذا الحديث ونحوه من أحاديث الوعيد: أن المعنى المذكور جزاء فاعل ذلك، إلا أن يتجاوز الله عنه.
قلنا: وما يشهد لعدم تخليد قاتل نفسه من الموحدين بالنار ما أخرجه أحمد (١٤٩٨٢)، ومسلم (١١٦) من حديث جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: مالي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم وليديه فاغفر".
قال الإمام النووي في، "شرح مسلم": في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة .
وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، والله تعالى أعلم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ حَسَا ) : أَيْ شَرِبَ وَتَجَرَّعَ ( سُمًّا ) : مُثَلَّثَة الْقَاتِل مِنْ الْأَدْوِيَة.
وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى حُرْمَة اِسْتِعْمَال السُّمّ الْقَاتِل ( يَتَحَسَّاهُ ) : أَيْ يَشْرَبهُ ( خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا ) : أَيْ فِي نَار جَهَنَّم اِسْم لِنَارِ الْآخِرَة غَيْر مُنْصَرِف إِمَّا لِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّة وَإِمَّا لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّة , وَالْمُرَاد بِذَلِكَ إِمَّا فِي حَقّ الْمُسْتَحِلّ أَوْ الْمُرَاد الْمُكْث الطَّوِيل لِأَنَّ الْمُؤْمِن لَا يَبْقَى فِي النَّار خَالِدًا مُؤَبَّدًا قَالَهُ الْعَيْنِيّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ أَتَمُّ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَسَا سُمًّا فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
عن علقمة بن وائل، عن أبيه ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فنهاه، ثم سأله فنهاه، فقال له: يا نبي الله، إنها دوا...
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام»
عن سعد، قال: مرضت مرضا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: «إنك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة أ...
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر»
عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال: " علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العو...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد: يجلو ال...
عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين»
عن أسماء بنت يزيد بن السكن، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقتلوا أولادكم سرا، فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه»