4810-
عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: «أن ناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم -فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} ونزل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}».
أخرجه مسلم في الإيمان باب كون الإسلام يهدم ما قبله.
رقم 122
(لما عملنا) في الجاهلية من آثام.
(كفارة) ما يمحوه ويغطيه.
(يدعون) يعبدون.
(إلها) معبودا يجعلونه كالإله في التقدير والتعظيم / الفرقان 68 - 70 /.
وتتمتها {ومن يفعل ذلك يلق أثاما.
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا.
إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.
(أثاما) عقوبة جزاء إثمه أي ذنبه.
(مهانا) ذليلا.
(يبدل الله.
.
) يوفقهم للعمل الصالح فتنقلب أعمالهم من سوء إلى حسن ويمحو الله تعالى ما سبق من زلاتهم بسبب استقامتهم.
(أسرفوا على أنفسهم) جنوا عليها بتجاوزهم الحد وارتكابهم المعاصي والإفراط فيها.
(لا تقنطوا) لا تيأسوا / الزمر 53 /
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( أَنَّ اِبْن جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ , قَالَ يَعْلَى ) أَيْ : قَالَ قَالَ يَعْلَى - وَ " قَالَ " تَسْقُط خَطَأ وَتَثْبُت لَفْظًا , وَيَعْلَى هَذَا هُوَ اِبْن مُسْلِم كَمَا وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْحَدِيث بِعَيْنِهِ بِلَفْظِ " أَخْبَرَنِي مُسْلِم بْن يَعْلَى وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَة حَجَّاج هَذَا لَكِنْ وَقَعَ عِنْدَهُمَا " عَنْ يَعْلَى " غَيْر مَنْسُوب كَمَا وَقَعَ عِنْدَ الْبُخَارِيّ.
وَزَعَمَ بَعْض الشُّرَّاح أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فِيهِ " يَعْلَى بْن حَكِيم " وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي شَيْء مِنْ نُسَخه , وَلَيْسَ فِي الْبُخَارِيّ مِنْ رِوَايَة يَعْلَى بْن حَكِيم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس سِوَى حَدِيث وَاحِد وَهُوَ مِنْ رِوَايَة غَيْر اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ يَعْلَى وَاَللَّه أَعْلَم.
وَيَعْلَى بْن مُسْلِم بَصْرِيّ الْأَصْل سَكَنَ مَكَّةَ مَشْهُور بِالرِّوَايَةِ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَبِرِوَايَةِ اِبْن جُبَيْر عَنْهُ , وَقَدْ رَوَى يَعْلَى بْن حَكِيم أَيْضًا عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَرَوَى عَنْهُ اِبْن جُرَيْجٍ , وَلَكِنْ لَيْسَ هُوَ الْمُرَاد هُنَا.
قَوْله : ( لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَة ) فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيِّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ السَّائِل عَنْ ذَلِكَ هُوَ وَحْشِيّ بْن حَرْب قَاتِل حَمْزَة وَأَنَّهُ لَمَّا قَالَ ذَلِكَ نَزَلَتْ ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ) الْآيَة فَقَالَ : هَذَا شَرْطٌ شَدِيدٌ , فَنَزَلَتْ ( قُلْ يَا عِبَادِيَ ) الْآيَة.
وَرَوَى اِبْن إِسْحَاق فِي " السِّيرَة " قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ عُمَر قَالَ " اِتَّعَدْت أَنَا وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة وَهِشَام بْن الْعَاصِ أَنْ نُهَاجِر إِلَى الْمَدِينَة " فَذَكَرَ الْحَدِيث فِي قِصَّتهمْ وَرُجُوع رَفِيقه فَنَزَلَتْ ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ ) الْآيَة قَالَ فَكَتَبْت بِهَا إِلَى هِشَام.
قَوْله : ( وَنَزَلَ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ ) فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيِّ " فَقَالَ النَّاس يَا رَسُول اللَّه إِنَّا أَصَبْنَا مَا أَصَابَ وَحْشِيّ , فَقَالَ هِيَ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّة " وَرَوَى أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث ثَوْبَانَ قَالَ " سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : مَا أُحِبّ أَنَّ لِي بِهَذِهِ الْآيَة الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ ) الْآيَة.
فَقَالَ رَجُل : وَمَنْ أَشْرَكَ ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ أَشْرَكَ ثَلَاث مَرَّات " وَاسْتُدِلَّ بِعُمُومِ هَذِهِ الْآيَة عَلَى غُفْرَان جَمِيع الذُّنُوب كَبِيرهَا وَصَغِيرهَا سَوَاء تَعَلَّقَتْ بِحَقِّ الْآدَمِيِّينَ أَمْ لَا , وَالْمَشْهُور عِنْدَ أَهْل السُّنَّة أَنَّ الذُّنُوب كُلّهَا تُغْفَر بِالتَّوْبَةِ , وَأَنَّهَا تُغْفَر لِمَنْ شَاءَ اللَّه وَلَوْ مَاتَ عَلَى غَيْر تَوْبَة , لَكِنَّ حُقُوق الْآدَمِيِّينَ إِذَا تَابَ صَاحِبهَا مِنْ الْعَوْد إِلَى شَيْء مِنْ ذَلِكَ تَنْفَعهُ التَّوْبَة مِنْ الْعَوْد , وَأَمَّا خُصُوص مَا وَقَعَ مِنْهُ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ رَدّه لِصَاحِبِهِ أَوْ مُحَالَلَتِهِ مِنْهُ.
نَعَمْ فِي سِعَة فَضْل اللَّه مَا يُمْكِن أَنْ يُعْرِض صَاحِب الْحَقّ عَنْ حَقّه وَلَا يُعَذَّب الْعَاصِي بِذَلِكَ , وَيُرْشِد إِلَيْهِ عُمُوم قَوْله تَعَالَى ( إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرِك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء ) وَاَللَّه أَعْلَم
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ يَعْلَى إِنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً فَنَزَلَ { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ } وَنَزَلَتْ { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }
عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع وال...
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض».<br>
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أ...
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال...
عن عروة بن الزبير قال: «قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا رسول الله - صلى الله...
عن ابن مسعود : «{وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} الآية: كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف، أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، في بيت، فقال ب...
عن عبد الله رضي الله عنه قال: «اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كثيرة شحم بطونهم، قليلة فقه قلوبهم، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع ما ن...
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أنه سئل عن قوله: {إلا المودة في القربى}.<br> فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: عجلت، إن...
عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}».<br> وقال قتادة: مثلا للآخرين عظة.<...