حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك - صحيح البخاري

صحيح البخاري | سورة حم الزخرف باب: قوله ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون (حديث رقم: 4819 )


4819- عن ‌صفوان بن يعلى، عن ‌أبيه قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}».
وقال قتادة: مثلا للآخرين عظة.
وقال غيره: {مقرنين} ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان ضابط له، والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها.
{أول العابدين} أي: ما كان، فأنا أول الآنفين، وهما لغتان: رجل عابد وعبد.
وقرأ عبد الله: {وقال الرسول يا رب}.
ويقال: {أول العابدين} الجاحدين، من عبد يعبد.
وقال قتادة: {في أم الكتاب} جملة الكتاب، أصل الكتاب.

أخرجه البخاري


(الأكواب.
.
) يشير إلى قوله تعالى {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب} / الزخرف 71 /.
(بصحاف) جمع صحفة وهي القصعة الواسعة.
(أكواب) جمع كوب وهو إناء مستدير بلا عروة وهي ما يمسك منها.
(الأباريق) جمع أبريق وهو إناء له خرطوم وقد تكون له عروة والخرطوم هو مخرج للشراب يشبه الأنف.
(ما كان) أي ما كان لله تعالى ولد وهو تفسير لقوله تعالى {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}.
(الآنفين) الرافضين والمنكرين لما قلتم وعليه والعابدين مشتق من عبد إذا أنف واشتدت أنفته.
(عابد وعبد) فالأول بمعنى المؤمن والثاني بمعنى الآنف.

شرح حديث (سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( عَمْرو ) ‏ ‏هُوَ اِبْن دِينَارٍ.
‏ ‏قَوْله : ( عَنْ صَفْوَان بْن يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ ) ‏ ‏هُوَ يَعْلَى بْن أُمَيَّةَ الْمَعْرُوف بِابْنِ مُنْيَة.
‏ ‏قَوْله : ( يَقْرَأ عَلَى الْمِنْبَر وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ) ‏ ‏كَذَا لِلْجَمِيعِ بِإِثْبَاتِ الْكَاف وَهِيَ قِرَاءَة الْجُمْهُور , وَقَرَأَ الْأَعْمَش " وَنَادَوْا يَا مَالِ " بِالتَّرْخِيمِ , وَرُوِيَتْ عَنْ عَلِيّ , وَتَقَدَّمَ فِي بَدْء الْخَلْق أَنَّهَا قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود , قَالَ عَبْد الرَّزَّاق قَالَ الثَّوْرِيّ : فِي حَرْف اِبْن مَسْعُود " وَنَادَوْا يَا مَالِ " يَعْنِي بِالتَّرْخِيمِ , وَبِهِ جَزَمَ اِبْن عُيَيْنَةَ.
وَيُذْكَر عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَهَا قَالَ : مَا أَشْغَلَ أَهْل النَّار عَنْ التَّرْخِيم ؟ وَأُجِيبَ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُمْ يَقْتَطِعُونَ بَعْض الِاسْم لِضَعْفِهِمْ وَشِدَّة مَا هُمْ فِيهِ.
‏ ‏قَوْله : ( وَقَالَ قَتَادَةُ مَثَلًا لِلْأَخِرِينَ عِظَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ ) ‏ ‏قَالَ عَبْد الرَّزَّاق.
عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله : ( فَلَمَّا آسَفُونَا ) قَالَ أَغْضَبُونَا ( فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا ) قَالَ إِلَى النَّار ( وَمَثَلًا لِلْأَخِرِينَ ) قَالَ : عِظَةً لِلْأَخِرِينَ.
‏ ‏قَوْله : ( وَقَالَ غَيْره : مُقْرِنِينَ ضَابِطِينَ , يُقَال : فُلَان مُقْرِن لِفُلَانٍ ضَابِط لَهُ ) ‏ ‏هُوَ قَوْل أَبِي عُبَيْدَة , وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ الْكُمَيْت " وَلَسْتُمْ لِلصِّعَابِ مُقْرِنِينَا ".
‏ ‏قَوْله : ( وَالْأَكْوَاب الْأَبَارِيق الَّتِي لَا خَرَاطِيمَ لَهَا ) ‏ ‏هُوَ قَوْل أَبِي عُبَيْدَة بِلَفْظِهِ , وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ قَالَ : الْأَكْوَاب الْأَبَارِيق الَّتِي لَا آذَانَ لَهَا.
‏ ‏قَوْله وَقَالَ قَتَادَةُ ( فِي أُمِّ الْكِتَاب ) جُمْلَة الْكِتَابِ , أَصْل الْكِتَاب ) ‏ ‏قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَاب ) قَالَ : فِي أَصْلِ الْكِتَاب وَجُمْلَتِهِ.
‏ ‏قَوْله : ( أَوَّل الْعَابِدِينَ أَيْ مَا كَانَ فَأَنَا أَوَّل الْآنِفِينَ , وَهُمَا لُغَتَانِ رَجُل عَابِد وَعَبِد ) ‏ ‏وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : يَقُول لَمْ يَكُنْ لِلرَّحْمَنِ وَلَد.
وَمِنْ طَرِيق سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : هَذِهِ كَلِمَة فِي كَلَام الْعَرَب , إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَد أَيْ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ.
وَمِنْ طَرِيق زَيْد بْن أَسْلَمَ قَالَ : هَذَا مَعْرُوف مِنْ قَوْل الْعَرَب : إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْر قَطُّ.
أَيْ مَا كَانَ.
وَمِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ " إِنْ " بِمَعْنَى لَوْ أَيْ لَوْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَد كُنْت أَوَّل مَنْ عَبَدَهُ بِذَلِكَ لَكِنْ لَا وَلَدَ لَهُ , وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيُّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنْ بِمَعْنَى مَا فِي قَوْل , وَالْفَاء بِمَعْنَى الْوَاو , أَيْ مَا كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَد وَأَنَا أَوَّل الْعَابِدِينَ.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ.
إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ فِي قَوْلكُمْ وَلَد فَأَنَا أَوَّل الْعَابِدِينَ أَيْ الْكَافِرِينَ بِذَلِكَ وَالْجَاحِدِينَ لِمَا قُلْتُمْ , وَالْعَابِدِينَ مِنْ عَبِدَ بِكَسْرِ الْبَاء يَعْبَد بِفَتْحِهَا , قَالَ الشَّاعِر : ‏ ‏أُولَئِكَ قَوْمِي إِنْ هَجَوْنِي هَجَوْتهمْ ‏ ‏وَأَعْبَد إِنْ أَهْجُو كُلَيْبًا بِدَارِمٍ ‏ ‏أَيْ أَمْتَنِع , وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا عَنْ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى عَنْ اِبْن وَهْب : عَبِدَ مَعْنَاهُ اِسْتَنْكَفَ , ثُمَّ سَاقَ قِصَّة عَنْ عُمَر فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ اِبْن فَارِس : عَبَدَ بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى عَابِد , وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْعَبَد بِالتَّحْرِيكِ الْغَضَب.
‏ ‏قَوْله : ( وَقَرَأَ عَبْد اللَّه : وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ ) ‏ ‏تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَى إِسْنَاد قِرَاءَة عَبْد اللَّه وَهُوَ اِبْن مَسْعُود , وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ ) قَالَ : هُوَ قَوْل الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
‏ ‏قَوْله : ( وَيُقَال أَوَّل الْعَابِدِينَ : أَوَّل الْجَاحِدِينَ , مِنْ عَبِدَ يَعْبَد ) ‏ ‏وَقَالَ اِبْن التِّين كَذَا ضَبَطُوهُ وَلَمْ أَرَ فِي اللُّغَة عَبِدَ بِمَعْنَى جَحَدَ اِنْتَهَى.
وَقَدْ ذَكَرَهَا الْفَرَبْرِيّ.
‏ ‏( تَنْبِيهٌ ) : ‏ ‏ضُبِطَتْ عَبِدَ يَعْبَد هُنَا بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَة فِي الْمَاضِي وَفَتْحهَا فِي الْمُسْتَقْبَل ‏


حديث سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ ‏ { ‏وَنَادَوْا يَا ‏ ‏مَالِكُ ‏ ‏لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ‏} ‏وَقَالَ ‏ ‏قَتَادَةُ ‏ { ‏مَثَلًا لِلْآخِرِينَ ‏} ‏عِظَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ ‏ ‏وَقَالَ غَيْرُهُ ‏ { ‏مُقْرِنِينَ ‏} ‏ضَابِطِينَ يُقَالُ فُلَانٌ مُقْرِنٌ لِفُلَانٍ ضَابِطٌ لَهُ ‏ ‏وَالْأَكْوَابُ الْأَبَارِيقُ الَّتِي لَا خَرَاطِيمَ لَهَا ‏ { ‏أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ‏} ‏أَيْ مَا كَانَ فَأَنَا أَوَّلُ الْآنِفِينَ وَهُمَا لُغَتَانِ رَجُلٌ عَابِدٌ وَعَبِدٌ ‏ ‏وَقَرَأَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ ‏ ‏وَيُقَالُ ‏ { ‏أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ‏} ‏الْجَاحِدِينَ مِنْ عَبِدَ يَعْبَدُ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏قَتَادَةُ ‏ { ‏فِي أُمِّ الْكِتَابِ ‏} ‏جُمْلَةِ الْكِتَابِ أَصْلِ الْكِتَابِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

مضى خمس الدخان والروم والقمر والبطشة واللزام

عن ‌عبد الله قال: «مضى خمس: الدخان، والروم، والقمر، والبطشة، واللزام».<br>

جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئ...

، عن ‌مسروق قال: قال ‌عبد الله : «إنما كان هذا، لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكل...

أخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد

عن ‌مسروق قال: «دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما...

لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني...

عن ‌مسروق قال: «دخلت على عبد الله ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، ف...

أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم ف...

عن ‌مسروق قال: قال ‌عبد الله : «إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} فإن رسول الله صلى الله عليه...

خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان

عن ‌عبد الله قال: «خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان».<br>

يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنه...

ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل...

عن ‌يوسف بن ماهك قال: «كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا،...

ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح

عن ‌عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.<br> 4829...