5824- عن أنس رضي الله عنه قال: «لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام، فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه، فغدوت به، فإذا هو في حائط وعليه خميصة حريثية، وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح.»
أخرجه مسلم في اللباس والزينة باب جواز وسم الحيوان غير الآدمي في غير الوجه.
.
رقم 2119
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ اِبْن عَوْن ) هُوَ عَبْد اللَّه , وَمُحَمَّد هُوَ اِبْن سِيرِينَ , وَالْإِسْنَاد كُلّه بَصْرِيُّونَ , وَقَدْ سَبَقَتْ الْإِشَارَة إِلَى هَذَا الْإِسْنَاد فِي آخِر " بَاب تَسْمِيَة الْمَوْلُود " مِنْ كِتَاب الْعَقِيقَة , وَتَقَدَّمَ حَدِيث أَنَس فِي تَسْمِيَة الصَّبِيّ الْمَذْكُور وَتَحْنِيكه فِي كِتَاب الزَّكَاة مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بْن أَبِي طَلْحَة , وَتَقَدَّمَتْ لَهُ طَرِيق أُخْرَى عَنْ إِسْحَاق أَتَمَّ مِنْهَا فِي كِتَاب الْجَنَائِز.
قَوْله : ( وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة ) بِمُهْمَلَةٍ وَرَاء وَمُثَلَّثَة مُصَغَّر وَآخِره هَاء تَأْنِيث قَالَ عِيَاض : كَذَا لِرُوَاةِ الْبُخَارِيّ , وَهِيَ مَنْسُوبَة إِلَى حُرَيْث رَجُل مِنْ قُضَاعَة , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي السَّكَن " خَيْبَرِيَّة " بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة نِسْبَة إِلَى خَيْبَر الْبَلَد الْمَعْرُوف , قَالَ : وَاخْتَلَفَ رُوَاة مُسْلِم فَقِيلَ كَالْأَوَّلِ ; وَلِبَعْضِهِمْ مِثْله لَكِنْ بِوَاوٍ بَدَل الرَّاء وَلَا مَعْنَى لَهَا , وَلِبَعْضِهِمْ " جَوْنِيَّة " بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون الْوَاو بَعْدهَا نُون نِسْبَة إِلَى بَنِي الْجَوْن أَوْ إِلَى لَوْنهَا مِنْ السَّوَاد أَوْ الْحُمْرَة أَوْ الْبَيَاض فَإِنَّ الْعَرَب تُسَمِّي كُلّ لَوْن مِنْ هَذِهِ جَوْنًا , وَلِبَعْضِهِمْ بِالتَّصْغِيرِ , وَلِبَعْضِهِمْ بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَالْبَاقِي مِثْله وَلَا مَعْنَى لَهُ , وَلِبَعْضِهِمْ كَذَلِكَ لَكِنْ بِمُثَنَّاةٍ نِسْبَة إِلَى الْحُوَيْت فَقَبْل هِيَ قَبِيلَة , وَقِيلَ : شُبِّهَتْ بِحَسَبِ الْخُطُوط الْمُمْتَدَّة الَّتِي فِي الْحُوت.
قُلْت : وَاَلَّذِي يُطَابِق التَّرْجَمَة مِنْ جَمِيع هَذِهِ الرِّوَايَات " الْجَوْنِيَّة " بِالْجِيمِ وَالنُّون فَإِنَّ الْأَشْهَر فِيهِ أَنَّهُ الْأَسْوَد , وَلَا يَمْنَع ذَلِكَ وُرُوده فِي حَدِيث الْبَاب بِلَفْظِ " الْحُرَيْثِيَّة " لِأَنَّ طُرُق الْحَدِيث يُفَسِّر بَعْضهَا بَعْضًا , فَيَكُون لَوْنهَا أَسْوَد وَهِيَ مَنْسُوبَة إِلَى صَانِعهَا , وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا " صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّة مِنْ صُوف سَوْدَاء فَلَبِسَهَا " قَالَ فِي النِّهَايَة : الْمَحْفُوظ الْمَشْهُور جَوْنِيَّة بِالْجِيمِ وَالنُّون أَيْ سَوْدَاء , وَأَمَّا " حُرَيْثِيَّة " فَلَا أَعْرِفهَا وَطَالَمَا بَحَثْت عَنْهَا فَلَمْ أَقِف لَهَا عَلَى مَعْنًى , وَفِي رِوَايَة " حَوْتَكِيَّة " وَلَعَلَّهَا مَنْسُوبَة إِلَى الْقَصْر فَإِنَّ الْحَوْتَكِي الرَّجُل الْقَصِير الْخَطْو , أَوْ هِيَ مَنْسُوبَة إِلَى رَجُل يُسَمَّى حَوْتَكًا.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : وَقَعَ لِجَمِيعِ رُوَاة الْبُخَارِيّ " حَوْنَبِيَّة " بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْوَاو وَفَتْح النُّون بَعْدهَا مُوَحَّدَة ثُمَّ تَحْتَانِيَّة ثَقِيلَة ; وَفِي بَعْضهَا بِضَمِّ الْمُعْجَمَة وَفَتْح الْوَاو وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بَعْدهَا مُثَلَّثَة , وَسَاقَ بَعْض مَا تَقَدَّمَ , وَنُقِلَ عَنْ صَاحِب " التَّحْرِير " شَارِح مُسْلِم " حَوْتِيَّة " نِسْبَة إِلَى الْحُوت وَهِيَ قَبِيلَة أَوْ مَوْضِع , ثُمَّ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض فِي " الْمَشَارِق " : هَذِهِ الرِّوَايَات كُلّهَا تَصْحِيف إِلَّا الْجَوْنِيَّة بِالْجِيمِ وَالنُّون فَهِيَ مَنْسُوبَة إِلَى بَنِي الْجَوْن قَبِيلَة مِنْ الْأَزْدِ , أَوْ إِلَى لَوْنهَا مِنْ السَّوَاد , وَإِلَّا الْحُرَيْثِيَّة بِالرَّاءِ وَالْمُثَلَّثَة.
وَوَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ فِي الْحَاشِيَة مُقَابِل حُرَيْثِيَّة : هَذَا تَصْحِيف , وَالصَّوَاب حَوْتَكِيَّة , وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ أَيْ قَصِيرَة وَهِيَ فِي مَعْنَى الشَّمْلَة , وَمِنْهُ حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة " كَانَ يَخْرُج عَلَيْنَا فِي الصُّفَّة وَعَلَيْهِ حَوْتَكِيَّة ".
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لِي يَا أَنَسُ انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَنِّكُهُ فَغَدَوْتُ بِهِ فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ وَهُوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ
عن عكرمة : «أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظي، قالت عائشة: وعليها خمار أخضر، فشكت إليها وأرتها خضرة بجلدها، فلما جاء رسول الله...
عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد قال: «رأيت بشمال النبي صلى الله عليه وسلم ويمينه رجلين عليهما ثياب بيض يوم أحد، ما رأيتهما قبل ولا بعد.»
عن أبي ذر رضي الله عنه حدثه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ث...
حدثنا قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهدي «أتانا كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار...
عن أبي عثمان قال: «كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه،» ورف...
عن أبي عثمان قال: «كنا مع عتبة فكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يلبس الحرير في الدنيا إلا لم يلبس في الآخرة منه.» حدث...
عن ابن أبي ليلى قال: «كان حذيفة بالمداين، فاستسقى، فأتاه دهقان بماء في إناء من فضة، فرماه به وقال: إني لم أرمه إلا أني نهيته، فلم ينته،» قال رسول ال...
عن أنس بن مالك قال شعبة فقلت: أعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال شديدا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «من لبس الحرير في الدنيا، فلن يلبسه في الآ...
عن ثابت قال: سمعت ابن الزبير يخطب يقول: قال محمد صلى الله عليه وسلم: «من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة.»