حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الأدب باب عقوق الوالدين من الكبائر (حديث رقم: 5977 )


5977- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر، فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور، أو قال شهادة الزور».
قال شعبة وأكثر ظني أنه قال: شهادة الزور.

أخرجه البخاري

شرح حديث (سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر ) ‏ ‏أَيْ اِبْن أَنَس بْن مَالِك , وَوَقَعَ كَذَلِكَ فِي الشَّهَادَات مِنْ رِوَايَة وَهْب بْن جَرِير وَعَبْد الْمَلِك بْن إِبْرَاهِيم عَنْ شُعْبَة.
‏ ‏قَوْله : ( ذَكَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَبَائِر أَوْ سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِر ) ‏ ‏كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَة بِالشَّكِّ , وَجَزَمَ فِي الرِّوَايَة الَّتِي فِي الشَّهَادَات بِالثَّانِي قَالَ : سُئِلَ إِلَخْ.
وَوَقَعَ فِي الدِّيَات عَنْ عُمَر وَهُوَ اِبْن مَرْزُوق عَنْ شُعْبَة عَنْ اِبْن أَبِي بَكْر " سَمِعَ أَنَسًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَكْبَر الْكَبَائِر الْإِشْرَاك بِاَللَّهِ " الْحَدِيث وَكَذَا رُوِّينَاهُ فِي " كِتَاب الْإِيمَان لِابْنِ مَنْدَهْ " وَفِي " كِتَاب الْقُضَاة لِلنَّقَّاشِ " مِنْ طَرِيق أَبِي عَامِر الْعَقَدِيّ عَنْ شُعْبَة وَقَدْ عَلَّقَ الْبُخَارِيّ فِي الشَّهَادَات طَرِيق أَبِي عَامِر وَلَمْ يَسُقْ لَفْظه , وَهَذَا مُوَافِق لِحَدِيثِ أَبِي بَكْرَة فِي أَنَّ الْمَذْكُورَات مِنْ أَكْبَر الْكَبَائِر لَا مِنْ الْكَبَائِر الْمُطْلَقَة.
‏ ‏قَوْله : ( فَقَالَ أَلَا أُنَبِّئكُمْ بِأَكْبَر الْكَبَائِر ؟ قَالَ : قَوْل الزُّور إِلَخْ ) ‏ ‏هَذَا ظَاهِره أَنَّهُ خَصَّ أَكْبَر الْكَبَائِر بِقَوْلِ الزُّور ; وَلَكِنَّ الرِّوَايَة الَّتِي أَشَرْت إِلَيْهَا قَبْل تُؤْذِن بِأَنَّ الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَات مُشْتَرِكَات فِي ذَلِكَ.
‏ ‏قَوْله : ( أَوْ قَالَ شَهَادَة الزُّور , قَالَ شُعْبَة وَأَكْثَر ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ شَهَادَة الزُّور ) ‏ ‏قُلْت : وَوَقَعَ الْجَزْم بِذَلِكَ فِي رِوَايَة وَهْب بْن جَرِير وَعَبْد الْمَلِك بْن إِبْرَاهِيم فِي الشَّهَادَات , قَالَ قُتَيْبَة " وَشَهَادَة الزُّور " وَلَمْ يَشُكّ.
وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة خَالِد بْن الْحَارِث عَنْ شُعْبَة " وَقَوْل الزُّور " وَلَمْ يَشُكّ أَيْضًا.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث وَاَلَّذِي قَبْله اِسْتِحْبَاب إِعَادَة الْمَوْعِظَة ثَلَاثًا لِتُفْهَم , وَانْزِعَاج الْوَاعِظ فِي وَعْظه لِيَكُونَ أَبْلَغ فِي الْوَعْي عَنْهُ وَالزَّجْر عَنْ فِعْل مَا يَنْهَى عَنْهُ , وَفِيهِ غِلَظ أَمْر شَهَادَة الزُّور لِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا مِنْ الْمَفَاسِد وَإِنْ كَانَتْ مَرَاتِبهَا مُتَفَاوِتَة , وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان شَيْء مِنْ أَحْكَامهَا فِي كِتَاب الشَّهَادَات , وَضَابِط الزُّور وَصْف الشَّيْء عَلَى خِلَاف مَا هُوَ بِهِ , وَقَدْ يُضَاف إِلَى الْقَوْل فَيَشْمَل الْكَذِب وَالْبَاطِل , وَقَدْ يُضَاف إِلَى الشَّهَادَة فَيَخْتَصّ بِهَا , وَقَدْ يُضَاف إِلَى الْفِعْل وَمِنْهُ " لَابِس ثَوْبَيْ زُور " وَمِنْهُ تَسْمِيَة الشَّعْر الْمَوْصُول زُورًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي اللِّبَاس , وَتَقَدَّمَ بَيَان الِاخْتِلَاف فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَاَلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّور ) وَأَنَّ الرَّاجِح أَنَّ الْمُرَاد بِهِ فِي الْآيَة الْبَاطِل وَالْمُرَاد لَا يَحْضُرُونَهُ , وَفِيهِ التَّحْرِيض عَلَى مُجَانَبَة كَبَائِر الذُّنُوب لِيَحْصُل تَكْفِير الصَّغَائِر بِذَلِكَ كَمَا وَعَدَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ , وَفِيهِ إِشْفَاق التِّلْمِيذ عَلَى شَيْخه إِذَا رَآهُ مُنْزَعِجًا وَتَمَنِّي عَدَم غَضَبه لِمَا يَتَرَتَّب عَلَى الْغَضَب مِنْ تَغَيُّر مِزَاجه , وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْكَبَائِرَ أَوْ سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِرِ فَقَالَ ‏ ‏الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قَالَ قَوْلُ الزُّورِ أَوْ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ قَالَ ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

أتتني أمي راغبة في عهد النبي ﷺ فسألته آصلها قال...

عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «أتتني أمي راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: آصلها؟ قال: نعم قال ابن عي...

أمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة

عن أبي سفيان «أن هرقل أرسل إليه، فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والصلة.»

أرسل عمر الحلة السيراء إلى أخ له من أهل مكة قبل أن...

عن ‌ابن عمر رضي الله عنهما يقول: «رأى عمر حلة سيراء تباع، فقال: يا رسول الله، ابتع هذه والبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفود، قال: إنما يلبس هذه من لا...

تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزك...

عن أبي أيوب، قال: قيل: «يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة» 5983- عن ‌أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه «أن رجلا قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخل...

لا يدخل الجنة قاطع

عن ‌جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قاطع.»

من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فلي...

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.»

من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل...

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه.»

أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك

عن ‌أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أ...

إن الرحم شجنة من الرحمن

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته.»