6236- عن عبد الله بن عمرو «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر , قَوْله ( حَدَّثَنِي يَزِيد ) هُوَ اِبْن أَبِي حَبِيب كَمَا ذُكِرَ فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَنْ اللَّيْث فِي كِتَاب الْإِيمَان.
قَوْله ( عَنْ أَبِي الْخَيْر ) هُوَ مَرْثَد بِفَتْحِ الْمِيم وَالْمُثَلَّثَة بَيْنَهمَا رَاء سَاكِنَة وَآخِره دَال مُهْمَلَة وَالْإِسْنَاد كُلّه بَصْرِيُّونَ , وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْح الْحَدِيث فِي أَوَائِل كِتَاب الْإِيمَان , قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَى قَوْله " عَلَى مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف " تُسَلِّم عَلَى مَنْ لَقِيته وَلَا تَخُصّ ذَلِكَ بِمَنْ تَعْرِف , وَفِي ذَلِكَ إِخْلَاص الْعَمَل لِلَّهِ وَاسْتِعْمَال التَّوَاضُع وَإِفْشَاء السَّلَام الَّذِي هُوَ شِعَار هَذِهِ الْأُمَّة قُلْت : وَفِيهِ مِنْ الْفَوَائِد أَنَّهُ لَوْ تَرَكَ السَّلَام عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِف اِحْتَمَلَ أَنْ يَظْهَر أَنَّهُ مِنْ مَعَارِفه , فَقَدْ يُوقِعهُ فِي الِاسْتِيحَاش مِنْهُ , قَالَ : وَهَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص بِالْمُسْلِمِ , فَلَا يَبْتَدِئ السَّلَام عَلَى كَافِر.
قُلْت : قَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ أَجَازَ اِبْتِدَاء الْكَافِر بِالسَّلَامِ , وَلَا حُجَّة فِيهِ لِأَنَّ الْأَصْل مَشْرُوعِيَّة السَّلَام لِلْمُسْلِمِ فَيُحْمَل قَوْله " مَنْ عَرَفْت عَلَيْهِ " وَأَمَّا " مِنْ لَمْ تَعْرِف " فَلَا دَلَالَة فِيهِ , بَلْ إِنْ عَرَفَ أَنَّهُ مُسْلِم فَذَاكَ وَإِلَّا فَلَوْ سَلَّمَ اِحْتِيَاطًا لَمْ يَمْتَنِع حَتَّى يَعْرِف أَنَّهُ كَافِر , وَقَالَ اِبْن بَطَّال فِي مَشْرُوعِيَّة السَّلَام عَلَى غَيْر الْمَعْرِفَة اِسْتِفْتَاح لِلْمُخَاطَبَةِ لِلتَّأْنِيسِ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ كُلّهمْ إِخْوَة فَلَا يَسْتَوْحِش أَحَد مِنْ أَحَد , وَفِي التَّخْصِيص مَا قَدْ يُوقِع فِي الِاسْتِيحَاش , وَيُشْبِه صُدُود الْمُتَهَاجِرَيْنِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ.
وَأَوْرَدَ الطَّحَاوِيُّ فِي " الْمُشْكِل " حَدِيث أَبِي ذَرّ فِي قِصَّة إِسْلَامه وَفِيهِ " فَانْتَهَيْت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ صَلَّى هُوَ وَصَاحِبه - فَكُنْت أَوَّل مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَام " قَالَ الطَّحَاوِيُّ وَهَذَا لَا يُنَافِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود فِي ذَمّ السَّلَام لِلْمَعْرِفَةِ , لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون أَبُو ذَرّ سَلَّمَ عَلَى أَبِي بَكْر قَبْل ذَلِكَ , أَوْ لِأَنَّ حَاجَته كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُون أَبِي بَكْر.
قُلْت : وَالِاحْتِمَال الثَّانِي لَا يَكْفِي فِي تَخْصِيص السَّلَام , وَأَقْرَب مِنْهُ أَنْ يَكُون ذَلِكَ قَبْل تَقْرِير الشَّرْع بِتَعْمِيمِ السَّلَام , وَقَدْ سَاقَ مُسْلِم قِصَّة إِسْلَام أَبِي ذَرّ بِطُولِهَا وَلَفْظه " وَجَاءَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اِسْتَلَمَ الْحَجْر وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبه ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاته قَالَ أَبُو ذَرّ : فَكُنْت أَوَّل مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ السَّلَام فَقَالَ : وَعَلَيْك وَرَحْمَة اللَّه " الْحَدِيث وَفِي لَفْظ قَالَ " وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْف الْمَقَام فَأَتَيْته فَإِنِّي لَأَوَّل النَّاس حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَام فَقَالَ : وَعَلَيْك السَّلَام مَنْ أَنْتَ " ؟ وَعَلَى هَذَا فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَبُو بَكْر تَوَجَّهَ بَعْد الطَّوَاف إِلَى مَنْزِله وَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِله فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو ذَرّ وَهُوَ وَحْده , وَيَزِيدهُ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم , وَقَدْ تَقَدَّمَ لِلْبُخَارِيِّ أَيْضًا فِي الْمَبْعَث مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي ذَرّ فِي قِصَّة إِسْلَامه أَنَّهُ قَامَ يَلْتَمِس النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَعْرِفهُ وَيَكْرَه أَنْ يَسْأَل عَنْهُ فَرَآهُ عَلِيّ فَعَرَفَهُ أَنَّهُ غَرِيب , فَاسْتَتْبَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ
عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»...
عن أنس بن مالك «أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا حياته، وكنت أعلم الناس بشأن ا...
عن أنس رضي الله عنه قال: «لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب دخل القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى قام...
عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج ا...
عن سهل بن سعد قال: «اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه، فقال: لو أعلم أنك تنظر، لطعنت به...
عن أنس بن مالك «أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص، فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطع...
عن ابن عباس : قال: «ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة،...
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا سلم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا.»
عن أبي سعيد الخدري قال: «كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت...