6834-
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم.
وأخرج فلانا، وأخرج فلانا.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( هِشَام ) هُوَ الدَّسْتُوَائِيّ , وَيَحْيَى هُوَ اِبْن أَبِي كَثِير " وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان الِاخْتِلَاف عَلَى هِشَام فِي سَنَده فِي كِتَاب اللِّبَاس فِي " بَاب إِخْرَاج الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنْ الْبُيُوت " مَعَ بَقِيَّة شَرْحه.
قَوْله ( وَأَخْرَجَ عُمَر فُلَانًا ) سَقَطَ لَفْظ عُمَر مِنْ رِوَايَة غَيْر أَبِي ذَرّ , وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ الْحَدِيث عَنْ مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ بَعْد قَوْله " وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتكُمْ وَأَخْرِجُوا فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْنِي الْمُخَنَّثِينَ " وَتَقَدَّمَ فِي اللِّبَاس عَنْ مَعَاذ بْن فَضَالَة عَنْ هِشَام كَرِوَايَةِ أَبِي ذَرّ هُنَا , وَكَذَا عِنْد أَحْمَدَ عَنْ يَزِيد بْن هَارُون وَغَيْره عَنْ هِشَام , وَذَكَرْت هُنَاكَ اِسْم مَنْ نَفَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَة وَلَمْ أَذْكُر اِسْم الَّذِي نَفَاهُ عُمَر , ثُمَّ وَقَفْت فِي " كِتَاب الْمُغْرِبِينَ لِأَبِي الْحَسَن الْمَدَايِنِيّ " مِنْ طَرِيق الْوَلِيد بْن سَعِيد قَالَ " سَمِعَ عُمَر قَوْمًا يَقُولُونَ أَبُو ذُؤَيْب أَحْسَنُ أَهْل الْمَدِينَة , فَدَعَا بِهِ فَقَالَ : أَنْتَ لَعَمْرِي , فَاخْرُجْ عَنْ الْمَدِينَة فَقَالَ : إِنْ كُنْت تُخْرِجُنِي فَإِلَى الْبَصْرَة حَيْثُ أَخْرَجْت يَا عُمَرُ نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ " , وَذَكَرَ قِصَّة نَصْر بْن حَجَّاج وَهِيَ مَشْهُورَة , وَسَاقَ قِصَّة جَعْدَة السُّلَمِيّ وَأَنَّهُ كَانَ يَخْرُج مَعَ النِّسَاء إِلَى الْبَقِيع وَيَتَحَدَّث إِلَيْهِنَّ حَتَّى كَتَبَ بَعْض الْغُزَاة إِلَى عُمَر يَشْكُو ذَلِكَ فَأَخْرَجَهُ , وَعَنْ مَسْلَمَةَ بْن مُحَارِب عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم أَنَّ أُمَيَّة بْن يَزِيد الْأَسَدِيَّ وَمَوْلَى مُزَيْنَة كَانَا يَحْتَكِرَانِ الطَّعَام بِالْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَهُمَا عُمَر , ثُمَّ ذَكَرَ عِدَّة قِصَص لِمُبْهَمٍ وَمُعَيَّن , فَيُمْكِن التَّفْسِير فِي هَذِهِ الْقِصَّة بِبَعْضِ هَؤُلَاءِ.
قَالَ اِبْن بَطَّال : أَشَارَ الْبُخَارِيّ بِإِيرَادِ هَذِهِ التَّرْجَمَة عَقِب تَرْجَمَة الزَّانِي إِلَى أَنَّ النَّفْي إِذَا شُرِعَ فِي حَقِّ مَنْ أَتَى مَعْصِيَة لَا حَدَّ فِيهَا فَلَأَنْ يُشْرَع فِي حَقِّ مَنْ أَتَى مَا فِيهِ حَدٌّ أَوْلَى , فَتَتَأَكَّد السُّنَّة الثَّابِتَة بِالْقِيَاسِ لِيُرَدَّ بِهِ عَلَى مَنْ عَارَضَ السُّنَّة بِالْقِيَاسِ , فَإِذَا تَعَارَضَ الْقِيَاسَانِ بَقِيَتْ السُّنَّة بِلَا مُعَارِضٍ.
وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمُخَنَّثِينَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِالنِّسَاءِ لَا مَنْ يُؤْتَى , فَإِنَّ ذَلِكَ حَدُّهُ الرَّجْمُ , وَمَنْ وَجَبَ رَجْمُهُ لَا يُنْفَى , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ حَدَّهُ مُخْتَلَف فِيهِ , وَالْأَكْثَر أَنَّ حُكْمه حُكْم الزَّانِي , فَإِنْ ثَبَتَ عَلَيْهِ جُلِدَ وَنُفِيَ , لِأَنَّهُ لَا يُتَصَوَّر فِيهِ الْإِحْصَان , وَإِنْ كَانَ يَتَشَبَّه فَقَطْ نُفِيَ فَقَطْ , وَقِيلَ إِنَّ فِي التَّرْجَمَة إِشَارَة إِلَى ضَعْف الْقَوْل الصَّائِر إِلَى رَجْم الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ وَأَنَّ هَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح لَمْ يَأْتِ فِيهِ إِلَّا النَّفْي , وَفِي هَذَا نَظَر لِأَنَّهُ لَمْ يَثْبُت عَنْ أَحَد مِمَّنْ أَخْرَجَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى , وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق أَبِي هَاشِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالُوا : مَا بَال هَذَا ؟ قِيلَ يَتَشَبَّه بِالنِّسَاءِ , فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيع " يَعْنِي بِالنُّونِ وَاَللَّه أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَأَخْرَجَ فُلَانًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا
و 6836- عن أبي هريرة وزيد بن خالد : «أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقال: يا رسول الله، اقض بكتاب الله، فقام خصمه فقا...
و 6838- عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن؟ قال: إذا زنت فاجلدوها، ثم إن زنت ف...
عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا زنت الأمة فتبين زناها، فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت الثا...
حدثنا الشيباني: «سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم فقال: رجم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: أقبل النور أم بعده؟ قال: لا أدري» تابعه علي بن مسهر، وخ...
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله...
و 6843- عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه: «أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر، وه...
عن عائشة قالت: «جاء أبو بكر رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا عل...
عن عائشة قالت: «أقبل أبو بكر، فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة، فبي الموت، لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوجعني» نحوه
عن المغيرة، قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتعجبون من غيرة سعد، لأنا...