حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لما نزلت آية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب النبي ﷺ - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة (حديث رقم: 6918 )


6918- عن ‌عبد الله رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بذاك، ألا تسمعون إلى قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم}.»

أخرجه البخاري

شرح حديث (لما نزلت آية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب النبي ﷺ)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

حَدِيث اِبْن مَسْعُود فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ ) وَقَدْ مَضَى شَرْحه فِي كِتَاب الْإِيمَان فِي أَوَائِل الْكِتَاب , وَأَشَرْت هُنَاكَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِي قِصَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ طَرِيق حَفْص بْن غِيَاث عَنْ الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد وَالْمَتْن وَفِي آخِره " لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ ( لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ ) بِشِرْكٍ " الْحَدِيث , وَقَدْ أَرْسَلَ التَّفْسِير الْمَذْكُور بَعْض رُوَاته , فَعِنْد اِبْن مَرْدُوَيْهِ مِنْ طَرِيق عِيسَى بْن يُونُس عَنْ الْأَعْمَش مُخْتَصَرًا وَلَفْظه عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ‏ ‏قَوْله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ ) ‏ ‏قَالَ : بِشِرْكٍ , وَمِنْ طَرِيق أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيّ عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش مِثْله سَوَاء , وَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم فِي قَوْله ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ ) قَالَ : لَمْ يَخْلِطُوهُ بِشِرْكٍ , هَكَذَا أَوْرَدَهُ مَوْقُوفًا عَلَى إِبْرَاهِيم , وَمِنْ وَجْه آخَر عَنْ عَلْقَمَة مِثْله , وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق الْأَسْوَد بْن هِلَال عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق مِثْله مَوْقُوفًا عَلَيْهِ , وَعَنْ عُمَر أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة فَفَزِعَ فَسَأَلَ أُبَيّ بْن كَعْب فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِشِرْكٍ , وَمِنْ طَرِيق زَيْد بْن صُوحَان أَنَّهُ قَالَ لِسَلْمَان : آيَةٌ قَدْ بَلَغَتْ مِنِّي كُلَّ مَبْلَغٍ , فَذَكَرَهَا فَقَالَ سَلْمَان : هُوَ الشِّرْك , فَسُرَّ زَيْد بِذَلِكَ وَأَوْرَدَ مِنْ طُرُق جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَمِنْ التَّابِعِينَ مِثْل ذَلِكَ , ثُمَّ أَوْرَدَ عَنْ عِكْرِمَة قَوْلًا آخَر أَنَّهَا خَاصَّة بِمَنْ لَمْ يُهَاجِر وَمِنْ وَجْه آخَر عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : هَذِهِ الْآيَة لِإِبْرَاهِيم خَاصَّة , لَيْسَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة.
وَسَنَدهمَا ضَعِيف , وَصَوَّبَ الطَّبَرِيُّ الْقَوْل الْأَوَّل وَأَنَّهَا عَلَى الْعُمُوم لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ الطِّيبِيُّ رَدًّا عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظ اللَّبْس يَأْبَى تَفْسِير الظُّلْم هُنَا بِالشِّرْكِ مُعْتَلًّا بِأَنَّ اللَّبْس الْخَلْط وَلَا يَصِحّ هُنَا لِأَنَّ الْكُفْر وَالْإِيمَان لَا يَجْتَمِعَانِ , فَأَجَابَ بِأَنَّ الْمُرَاد بِاَلَّذِينَ آمَنُوا أَعَمُّ مِنْ الْمُؤْمِن الْخَالِص وَغَيْره وَاحْتُجَّ بِأَنَّ اِسْم الْإِشَارَة الْوَاقِع خَبَرًا لِلْمَوْصُولِ مَعَ صِلَته يَقْتَضِي أَنَّ مَا بَعْده ثَابِت لِمَنْ قَبْله لِاكْتِسَابِهِ مَا ذُكِرَ مِنْ الصِّفَة , وَلَا رَيْب أَنَّ الْأَمْن الْمَذْكُور ثَانِيًا هُوَ الْمَذْكُور أَوَّلًا فَيَجِب أَنْ يَكُون الظُّلْم عَيْن الشِّرْك لِأَنَّهُ تَقَدَّمَ قَوْله ( وَكَيْف أَخَاف مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ - إِلَى قَوْله - أَحَقّ بِالْأَمْنِ ) قَالَ وَأَمَّا مَعْنَى اللَّبْس فَلَبْس الْإِيمَان بِالظُّلْمِ أَنْ يُصَدِّقَ بِوُجُودِ اللَّه وَيَخْلِط بِهِ عِبَادَة غَيْره , وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى ( وَمَا يُؤْمِن أَكْثَرُهُمْ بِاَللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) وَعُرِفَ بِذَلِكَ مُنَاسَبَة ذِكْرهَا فِي أَبْوَاب الْمُرْتَدّ , وَكَذَلِكَ الْآيَة الَّتِي صَدَّرَ بِهَا , وَأَمَّا الْآيَة الْأُخْرَى فَقَالُوا هِيَ قَضِيَّة شَرْطِيَّة وَلَا تَسْتَلْزِم الْوُقُوع , وَقِيلَ الْخِطَاب لَهُ وَالْمُرَاد الْأُمَّة , وَاَللَّه أَعْلَمُ.


حديث لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب النبي

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جَرِيرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْمَشِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ‏ { ‏الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ‏} ‏شَقَّ ذَلِكَ عَلَى ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالُوا أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْلِ ‏ ‏لُقْمَانَ ‏ { ‏إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ‏}

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة...

عن ‌عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن ‌أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وشها...

جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله ما الكب...

عن ‌عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: الإشراك بالله.<br> قال: ثم ماذا...

من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

عن ‌ابن مسعود رضي الله عنه قال: «قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء ف...

من بدل دينه فاقتلوه

عن ‌عكرمة قال: «أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولقتلتهم، لقول...

لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله فأمر به فقتل

عن ‌أبي موسى قال: «أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك، ف...

والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة...

عن أبي هريرة قال: «لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله ص...

إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم

عن ‌أنس بن مالك يقول: «مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك.<br> فقال رسول الله صلى الله...

استأذن رهط من اليهود على النبي ﷺ فقالوا السام علي...

عن ‌عائشة رضي الله عنها قالت: «استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة، إن...

إن اليهود إذا سلموا على أحدكم إنما يقولون سام عليك...

عن ابن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اليهود إذا سلموا على أحدكم إنما يقولون: سام عليك، فقل: عليك.»