4307- عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أنس، إن الناس يمصرون أمصارا، وإن مصرا منها يقال له: البصرة - أو البصيرة - فإن أنت مررت بها، أو دخلتها، فإياك وسباخها، وكلاءها، وسوقها، وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير "
رجاله ثقات، وفي رفعه نظر، ولا يعرف من رواية موسى بن أنس إلا من هذا الوجه على شك وقع في نسبته إليه، وقد روي من وجه آخر عن عمار بن زربي، عن النضر بن حفص بن النضر بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده.
وعمار متروك الحديث والنضر مجهول، وقد أورده العقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٢٩٤ من هذا الطريق في ترجمة النضر ثم قال: النضر بصري مجهول بالقل، حديثه غير محفوظ، ثم ساقه بإسناده.
وأورده ابن عدي في "الكامل" كذلك من طريق عمار بن زربي، وقال: هذا غير محفوظ وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٦٠.
وقد روي هذا الحديث عن ثابت بن أسلم البناني وقتادة بن دعامة، غير أنهما جعلاه عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفا عليه من قوله.
ومعلوم أن ثابتا وقتادة من أخص تلامذة أنس بن مالك، فلو صح عنه هذا الحديث لعلماه.
وقد بينا عند الحديث السابق أن عبد الله بن عمرو بن العاص إنما أخذ مثل هذه الأخبار من أهل الكتاب وكان قد حصل زاملتين من كتبهم يوم اليرموك.
ولهذا فإن قول الحافظين العلائي وابن حجر في "أجوبتيهما عن أحاديث المصابيح" دقيق؛ حيث إنهما لم يجزما بصحة إسناد الحديث الذي عند المصنف، وإنما قال العلائي: هذا الإسناد رجاله على شرط مسلم، وقال ابن حجر: رجاله ثقات.
فهذا حكم منهما على الرجال لا على الإسناد، بل هو توقف في الحكم على الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (٢٧٣)، والعقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٢٩٤، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ١٧٣١، وابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٦٠ من طريق عمار بن زربي، عن النضر بن حفص بن النضر بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده.
وقد تحرف اسم عمار بن زربي في مطبوع العقيلي إلى: عمار بن زريق.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦٠٨٥) من طريق زياد بن الأبرص، عن أنس ابن مالك قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ١١: فيه جماعة لم أعرفهم.
قلنا: وهو كما قال، ففي الإسناد من لم نتبينهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ١٥/ ١١٤ عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن غالب بن عجرد، قال: أتيت عبد الله بن عمرو أنا وصاحب لي وهو يحدث الناس، فقال: ممن أنتما؟ فقلنا: من أهل البصرة، قال: فعليكما إذا بضواجها، فلما تفرق الناس دنونا منه، فقلنا: رأيت قولك: ممن أنتما، وقولك: عليكما بضواحيها إذا؟ قال: إن دار مملكتها وما حولها مشوب بهم.
قال ثابت: فكان غالب بن عجرد إذا دخل على الراحبة سعى حتى يخرج.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٠٤٦٤) عن معمر، عن قتادة: أن عبد الله بن عمرو قال: البصرة أخبث الأرض، وأسرعه خرابا، قال: ويكون في البصرة خسف، فعليك بضواحيها وإياك وسباخها.
ومما يؤيد أن هذا ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رواه ابن أبي شيبة أيضا ١٥/ ١١٥ عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي قال: جاء بي رجل إلى حذيفة، فقال: إني أريد البصرة، فقال: إن كنت لا بد لك من الخروج، فأنزل عزواتها، ولا تنزل سرتها.
وهذا إسناد صحيح عن حذيفة، ولم يرفعه.
وقد نزل في البصرة خيار أهل العلم، حتى لقد كانت إحدى حواضر العالم الإسلامي زمانا، ونزلها الصحابة وكان فيها أنس بن مالك نفسه، فكيف يصح هذا الحديث من روايته، ثم ينزل البصرة، ويقيم بها
وقوله: كلاءها: قال ابن الأثير: الكلاء بالتشديد والمد: الموضع الذي تربط فيه السفن، ومنه سوق الكلاء بالبصرة.
والسباخ: بكسر السين جمع سبخة، بفتح فكسر، أي: أرض ذات ملح، وقال الطيبي: هي الأرض التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( الْحَنَّاط ) : بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ مُوسَى بْن أَبِي عِيسَى ( يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا ) : أَيْ يَتَّخِذُونَ بِلَادًا وَالتَّمْصِير اِتِّخَاذ الْمِصْر ( وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا ) : أَيْ مِنْ الْأَمْصَار ( فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْت بِهَا أَوْ دَخَلْتهَا ) : أَوْ لِلتَّنْوِيعِ لَا لِلشَّكِّ ( فَإِيَّاكَ وَسِبَاخهَا ) : أَيْ فَاحْذَرْ سِبَاخهَا وَهُوَ بِكَسْرِ السِّين جَمْع سَبِخَة بِفَتْحٍ فَكَسْر أَيْ أَرْض ذَات مِلْح.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : هِيَ الْأَرْض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَة وَلَا تَكَاد تُنْبِت إِلَّا بَعْض الشَّجَر ( وَكِلَاءَهَا ) : كَكِتَابِ مَوْضِع بِالْبَصْرَةِ قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود.
و قَالَ الْقَارِي : بِفَتْحِ الْكَاف وَتَشْدِيد اللَّام مَمْدُودًا مَوْضِع بِالْبَصْرَةِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْحَافِظ بْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : الْكَلَّاء بِالتَّشْدِيدِ وَالْمَدّ الْمَوْضِع الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفُن وَمِنْهُ سُوق الْكَلَّاء بِالْبَصْرَةِ اِنْتَهَى ( وَسُوقهَا ) : إِمَّا لِحُصُولِ الْغَفْلَة فِيهَا أَوْ لِكَثْرَةِ اللَّغْو بِهَا أَوْ فَسَاد الْعُقُود وَنَحْوهَا ( وَبَاب أُمَرَائِهَا ) : أَيْ لِكَثْرَةِ الظُّلْم الْوَاقِع بِهَا ( وَعَلَيْك بِضَوَاحِيهَا ) : جَمْع الضَّاحِيَة وَهِيَ النَّاحِيَة الْبَارِزَة لِلشَّمْسِ , وَقِيلَ الْمُرَاد بِهَا جِبَالهَا , وَهَذَا أَمْر بِالْعُزْلَةِ , فَالْمَعْنَى اِلْزَمْ نَوَاحِيهَا ( فَإِنَّهُ يَكُون بِهَا ) : أَيْ بِالْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَة ( خَسْف ) : أَيْ ذَهَاب فِي الْأَرْض وَغَيْبُوبَة فِيهَا ( وَقَذْف ) : أَيْ رِيح شَدِيدَة بَارِدَة أَوْ قَذْف الْأَرْض الْمَوْتَى بَعْد دَفْنهَا أَوْ رَمْي أَهْلهَا بِالْحِجَارَةِ بِأَنْ تُمْطِر عَلَيْهِمْ قَالَهُ الْقَارِي قُلْت : الظَّاهِر الْمُنَاسِب هَاهُنَا هُوَ الْمَعْنَى الْأَخِير كَمَا لَا يَخْفَى ( وَرَجْف ) : أَيْ زَلْزَلَة شَدِيدَة ( وَقَوْم ) : أَيْ فِيهَا قَوْم ( يَبِيتُونَ ) : أَيْ طَيِّبِينَ ( يُصْبِحُونَ قِرَدَة وَخَنَازِير ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُرَاد بِهِ الْمَسْخ وَعَبَّرَ عَنْهُ بِمَا هُوَ أَشْنَع اِنْتَهَى.
وَقِيلَ فِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ بِهَا قَدَرِيَّة لِأَنَّ الْخَسْف وَالْمَسْخ إِنَّمَا يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ.
قَالَ السُّيُوطِيّ : فِي مِرْقَاة الصُّعُود هَذَا الْحَدِيث أَوْرَدَهُ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي الْمَوْضُوعَات مِنْ غَيْر الطَّرِيق الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهَا الْمُصَنِّف وَغَفَلَ عَنْ هَذَا الطَّرِيق , وَقَدْ تَعَقَّبْته فِيمَا كَتَبْته عَلَى كِتَابه.
وَقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدِّين الْعَلَائِيّ : هَذَا الْحَدِيث ذَكَرَهُ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي الْمَوْضُوعَات مِنْ طَرِيق أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ أَخْبَرَنَا عَمَّار بْن زوبى أَخْبَرَنَا النَّصْر بْن أَنَس عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنْ أَنَس وَيُعَلَّق فِيهِ بِعَمَّارِ بْن زوبى وَهُوَ مُتَّهَم وَهُوَ كَمَا قَالَ لَكِنَّهُ لَمْ يَتَفَرَّد بِهِ عَمَّار بَلْ لَهُ سَنَد آخَر عِنْد أَبِي دَاوُدَ , رِجَاله كُلّهمْ رِجَال الصَّحِيح , وَلَيْسَ بِهِ إِلَّا عَدَم الْجَزْم بِاتِّصَالِهِ لِقَوْلِ عَبْد الْعَزِيز فِيهِ لَا أَعْلَمهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ مُوسَى بْن أَنَس , وَلَكِنَّ هَذَا يَقْتَضِي غَلَبَة الظَّنّ بِهِ وَذَلِكَ كَافٍ فِي أَمْثَاله اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : لَمْ يَجْزِم الرَّاوِي بِهِ قَالَ لَا أَعْلَمهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ مُوسَى بْن أَنَس.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُوسَى الْحَنَّاطُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ أَوْ الْبُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا وَكِلَاءَهَا وَسُوقَهَا وَبَابَ أُمَرَائِهَا وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ
عن إبراهيم بن صالح بن درهم، قال: سمعت أبي، يقول:، انطلقنا حاجين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأبلة؟ قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم...
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة»
عن أبي زرعة، قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات: أن أولها الدجال، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو، فحدثته، فقال عبد الله: لم يق...
عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: كنا قعودا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا الساعة، فارتفعت أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذاك حين: {لا ينفع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا»(1) 4314- عن أبي هريرة، عن...
عن ربعي بن حراش، قال: اجتمع حذيفة، وأبو مسعود، فقال حذيفة: «لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إن معه بحرا من ماء، ونهرا من نار، فالذي ترون أنه نار ماء، وال...
عن أنس بن مالك، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بعث نبي إلا قد أنذر أمته الدجال، الأعور الكذاب، ألا وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن ب...
عن عمران بن حصين، يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه، مما يبعث به...