177- عن جرير بن عبد الله، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [ق: ٣٩]
إسناده صحيح.
يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه البخاري (٥٥٤) و (٧٤٣٦)، ومسلم (٦٣٣)، وأبو داود (٤٧٢٩)، والترمذي (٢٧٢٧)، والنسائي في "الكبرى" (٤٦٠) و (٧٧١٣) من طريق قيس بن أبي حازم، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٩١٩٠) و"صحيح ابن حبان" (٧٤٤٢).
قوله: "لا تضامون"، بضم التاء وتخفيف الميم، هكذا ضبطت في نسخنا الخطية، من الضيم: وهو الظلم، قال المباركفوري في شرحه على الترمذي: قال الحافظ: وهو الأكثر، أي: لا ينالكم ضيم وظلم في رؤيته، فيراه بعض دون بعض، وروي بفتح التاء وتشديد الميم من التضام بمعنى التزاحم، وبالضم والتشديد من المضامة: وهي المزاحمة، وهو حينئذ يحتمل كونه للفاعل والمفعول، وحاصل معنى الكل: لا تشكون في رؤيته.
وقوله: "أن لا تغلبوا" على بناء المفعول، أي: لا يغلبكم الشيطان حتى تتركوهما أو تؤخروهما عن الأول.
قاله السندي.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَر ) أَيْ مِنْ غَيْر مُزَاحَمَة كَمَا يُفِيدهُ آخِر الْكَلَام وَإِلَّا فَهَذِهِ رُؤْيَة فِي جِهَة وَتِلْكَ رُؤْيَة لَا فِي جِهَة وَفِي جَامِع الْأُصُول قَدْ يُخَيَّل إِلَى بَعْض السَّامِعِينَ أَنَّ الْكَاف فِي كَمَا تَرَوْنَ لِتَشْبِيهِ الْمَرْئِيّ بِالْمَرْئِيِّ وَإِنَّمَا هِيَ تَشْبِيه الرُّؤْيَة بِالرُّؤْيَةِ وَهُوَ فِعْل الرَّائِي وَمَعْنَاهُ تَرَوْنَ رَبّكُمْ رُؤْيَة يَزُول مَعَهَا الشَّكّ كَرُؤْيَتِكُمْ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَلَا تَرْتَابُونَ فِيهِ وَلَا تَمْتَرُونَ اِنْتَهَى وَهَذَا وَجْه وَجِيه لَكِنَّ آخِر الْحَدِيث أَنْسَب بِمَا ذَكَرَ وَأَمَّا تَخْيِيل تَشْبِيه الْمَرْئِيّ بِالْمَرْئِيِّ فَبَاطِل فَإِنَّهُ مِنْ الْجَهْل بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِلَّا فَكَمَا تَرَوْنَ صِفَة مَصْدَر فَهُوَ نَصٌّ فِي تَشْبِيه الرُّؤْيَة لَا الْمَرْئِيّ قَوْله ( لَا تُضَامُونَ ) بِفَتْحِ التَّاء وَتَشْدِيد الْمِيم أَيْ لَا تَزْدَحِمُونَ أَوْ بِضَمِّ التَّاء وَتَخْفِيف الْمِيم أَيْ لَا يَلْحَقكُمْ ضَيْم وَمَشَقَّة قَوْله ( أَنْ لَا تُغْلَبُوا ) عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول أَيْ لَا يَغْلِبكُمْ الشَّيْطَان حَتَّى تَتْرُكُوهُمَا أَوْ تُؤَخِّرُوهُمَا عَنْ الْأَوَّل وَقَرَأَ " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك " إِلَخْ وَفِي تَرْتِيب قَوْله فَإِنْ اِسْتَطَعْتُمْ عَلَى مَا فِي قَبْله دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْمُحَافِظ عَلَى هَذَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ خَلِيقٌ بِأَنْ يَرَى رَبَّهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي وَوَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى وَوَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ قَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تضامون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا، قال: «فكذلك لا تضامون في رؤية ربكم يوم القيامة»
عن أبي سعيد، قال: قلنا: يا رسول الله، أنرى ربنا؟ قال: «تضامون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟» قلنا: لا، قال: «فتضارون في رؤية القمر ليلة البدر...
عن أبي رزين، قال: قلت: يا رسول الله، أنرى الله يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: «يا أبا رزين، أليس كلكم يرى القمر مخليا به» قال، قلت: بلى، قال:...
عن أبي رزين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره» قال: قلت: يا رسول الله، أو يضحك الرب، قال: «نعم» ، قلت: لن نعد...
عن أبي رزين، قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟، قال: «كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وما ثم خلق، عرشه على الماء»
عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما نحن مع عبد الله بن عمر، وهو يطوف بالبيت، إذ عرض له رجل، فقال: يا ابن عمر، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:...
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور، فرفعوا رءوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقه...
عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر من عن أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قد...
عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما في...