4974- عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقولن أحدكم الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم، ولكن قولوا حدائق الأعناب»
إسناده صحيح.
ابن وهب: هو عبد الله، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١١٥٨٠) عن يونس بن عبد الأعلى، والنسائي أيضا (١١٥٨٠) عن وهب بن بيان كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٢٤٧) (٩) من طريق عبد الله بن ذكوان (أبو الزناد)، عن الأعرج، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (٦١٨٢) و (٦١٨٣)، ومسلم (٢٢٤٧) (٦) و (٧) و (٨) و (١٠) من طرق عن أبى هريرة.
وهو في "مسند أحمد" (٧٢٥٧) و (٧٩٥٩)، و"صحيح ابن حبان" (٥٨٣٢) وما بعده.
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٣٠ - ١٣١: إنما نهاهم عن تسمية هذه الشجرة كرما؛ لأن هذا الاسم عندهم مشتق من الكرم، والعرب تقول: رجل كرم، بمعنى: كريم، وقوم كرم، أي: كرام، ومنه قول الشاعر:
فتنبو العين عن كرم عجاف
ثم تسكن الراء منه، فيقال: كرم.
فاشفق - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوهم حسن اسمها إلى شرب الخمر المتخذة من ثمرها، فسلبها هذا الاسم، وجعله صفة للمسلم الذي يتوقى شربها، ويمنع نفسه الشهوة فيها عزة وتكرما.
وقد ذكرت هذا في كتاب "غريب الحديث" وأشبعت شرحه هناك.
وقال الزمخشرى في "الفائق" ٣/ ٢٥٧، ونقله عنه ابن الأثير في "جامع الأصول" ١١/ ٧٥٢ - ٧٥٣: أراد النبي-صلى الله عليه وسلم-أن يقرر ويشدد ما في قوله عز وجل: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: ١٣] بطريقة أنيقة، ومسلك لطيف، ورمز خلوب، فيصر أن هذا النوع من غير الأناسي، المسمى بالاسم المشق من الكرم: أنتم أحقاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية، ولا تطلقوها عليه، ولا تسلموها له غيرة للمسلم التقي، وربأ به أن يشارك فيما سماه الله به، واختصه بأن جعله صفته، فضلا أن تسموا بالكرم من ليس بمسلم، وتعترفوا له بذلك، وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كرما، ولكن الرمز إلى هذا المعنى، كأنه قال: إن تأتى لكم أن لا تسموه - مثلا- باسم الكرم، ولكن بالحبلة فافعلوه.
وقوله: "فإن الكرم الرجل المسلم" أي: فإنما المستحق للاسم المشتق من الكرم: المسلم، ونظيره في الأسلوب قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة} [البقرة: ١٣٨].
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لَا يَقُولَن أَحَدكُمْ الْكَرْم ) : أَيْ لِلْعِنَبِ أَوْ لِحَائِطِهِ.
وَهَذَا هُوَ مُنَاسِب لِقَوْلِهِ " وَلَكِنْ قُولُوا حَدَائِق الْأَعْنَاب " قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : إِنَّمَا نَهَاهُمْ عَلَيْهِ السَّلَام عَنْ تَسْمِيَة هَذِهِ الشَّجَرَة كَرْمًا لِأَنَّ هَذَا الِاسْم مُشْتَقّ عِنْدهمْ مِنْ الْكَرْم وَالْعَرَب تَقُول رَجُل كَرْم بِمَعْنَى كَرِيم وَقَوْم كَرْم أَيْ كِرَام , فَأَشْفَقَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُوهُمْ حُسْن أَسْمَائِهَا إِلَى شُرْب الْخَمْر الْمُتَّخَذَة مِنْ ثَمَرهَا فَسَلَبَهَا هَذَا الِاسْم وَجَعَلَهُ صِفَة لِلْمُسْلِمِ الَّذِي يَتَوَقَّى شُرْبهَا وَيَمْنَع نَفْسه الشَّهْوَة فِيهَا عِزَّة وَتَكَرُّمًا اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تُسَمُّوا الْعِنَب الْكَرْم فَإِنَّ الْكَرْم الرَّجُل الْمُسْلِم ".
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث وَائِل بْن حُجْرٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تَقُولُوا الْكَرْم وَلَكِنْ قُولُوا الْعِنَب وَالْحَبْلَة ".
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ الْكَرْمَ فَإِنَّ الْكَرْمَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ وَلَكِنْ قُولُوا حَدَائِقَ الْأَعْنَابِ
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك ربي وربتي، وليقل المالك فتاي وفتاتي، وليقل المملوك س...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل»
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، وليقل لقست نفسي»
عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقولن أحدكم جاشت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي»
عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تقولوا ما شاء الله، وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان»
عن عدي بن حاتم، أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقال: «قم» أو قال: «اذهب فبئس الخطيب أنت»
عن أبي المليح، عن رجل، قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فعثرت دابة، فقلت: تعس الشيطان، فقال: " لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى ي...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا سمعت» وقال موسى: «إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم» قال أبو داود: قال مالك: إذا قال ذلك تحز...
عن أبي سلمة، قال: سمعت ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا وإنها العشاء، ولكنهم يعتمون بالإبل»