543- حدثنا عون بن كهمس، عن أبيه كهمس، قال: قمنا إلى الصلاة بمنى والإمام لم يخرج فقعد بعضنا، فقال لي شيخ من أهل الكوفة: ما يقعدك؟ قلت: ابن بريدة، قال: هذا السمود: فقال لي الشيخ: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: «كنا نقوم في الصفوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا قبل أن يكبر»، قال: وقال: «إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون الصفوف الأول، وما من خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها يصل بها صفا»
ضعيف بهذا السياق لإبهام الشيخ من أهل الكوفة، وباقي رجاله ثقات غير عون بن كهمس فقد روى عنه جمع، وقال أبو داود: لم يبلغني إلا خير، وذكره ابن حبان في "الثقات", فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه البيهقي 2/ 20 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرج قوله: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون الصفوف الأول" النسائي فى "الكبرى" (887)، وابن ماجه (997) من طريقين عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء.
وهذا إسناد صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (18516) و (18518)، و" صحيح ابن حبان" (2157)، وسيأتي برقم (664).
ولقوله: "ما من خطوة .
" شاهد من حديث ابن عمر، وقد روي مرفوعا وموقوفا: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5240) من طريق ليث بن حماد، عن حماد ابن زيد، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عنه مرفوعا بلفظ: "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة، وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف".
وليث بن حماد ضعيف، وابن أبي سليم سيئ الحفظ.
وأخرجه عبد الرزاق (2471) عن معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر موقوفا.
قال الخطابي: السمود يفسر على وجهين: أحدهما: أن يكون بمعنى الغفلة والذهاب عن الشيء.
يقال: رجل سامد هامد، أي: لاه غافل، ومن هذا قول الله تعالى: {وأنتم سامدون} [النجم: 61] أي: لاهون ساهون.
وقد يكون السامد أيضا الرافع رأسه، قال أبو عبيد: ويقال منه: سمد يسمد ويسمد سمودا، وروي عن علي أنه خرج والناس ينتظرونه قياما للصلاة، فقال: مالي أراكم سامدين.
وحكي عن إبراهيم النخعي أنه قال: كانوا يكرهون أن ينتظروا الإمام قياما، ولكن قعودا.
ويقولون: ذلك السمود.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَا يُقْعِدك ) : مِنْ الْإِقْعَاد وَمَا الْمَوْصُولَة أَيْ أَيُّ شَيْء يُجْلِسك , وَالْمَعْنَى لِمَ تَنْتَظِرُونَ الْإِمَام جَالِسِينَ وَلَا تَنْتَظِرُونَهُ قَائِمِينَ.
قَالَ كَهْمَس ( قُلْت ) : مُجِيبًا لَهُ ( هَذَا ) : أَيْ قَالَ اِبْن بُرَيْدَةَ اِنْتِظَار النَّاس لِلْإِمَامِ قِيَامًا ( السُّمُود ) : كَأَنَّ اِبْن بُرَيْدَةَ كَرِهَ هَذَا الْفِعْل كَمَا كَرِهَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهُوَ مَوْضِع التَّرْجَمَة.
قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة فِي حَدِيث عَلِيّ أَنَّهُ خَرَجَ وَالنَّاس يَنْتَظِرُونَهُ لِلصَّلَاةِ قِيَامًا , فَقَالَ مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ , السَّامِد الْمُنْتَصِب إِذَا كَانَ رَافِعًا رَأْسه نَاصِبًا صَدْره أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قِيَامهمْ قَبْل أَنْ يَرَوْا إِمَامهمْ , وَقِيلَ السَّامِد الْقَائِم فِي تَحَيُّر.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : السُّمُود يُفَسَّر عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون بِمَعْنَى الْغَفْلَة وَالذَّهَاب عَنْ الشَّيْء , يُقَال رَجُل سَامِد هَامِد أَيْ لَاهٍ غَافِل , وَمِنْ هَذَا قَوْل اللَّه تَعَالَى : { وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ } أَيْ لَاهُونَ سَاهُونَ , وَقَدْ يَكُون السَّامِد أَيْضًا الرَّافِع رَأْسه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَيُقَال مِنْهُ سَمَدَ يَسْمَد وَيَسْمُد سُمُودًا , وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ خَرَجَ وَالنَّاس يَنْتَظِرُونَهُ قِيَامًا لِلصَّلَاةِ , فَقَالَ مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ.
وَحُكِيَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا الْإِمَام قِيَامًا وَلَكِنْ قُعُودًا وَتَقُولُونَ ذَلِكَ السُّمُود ( فَقَالَ لِي الشَّيْخ ) : مَقْصُود الشَّيْخ رَدّ قَوْل اِبْن بُرَيْدَةَ ( كُنَّا نَقُوم فِي الصُّفُوف ) : لَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ قِيَامهمْ كَانَ اِنْتِظَار النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بَلْ يَجُوز أَنْ يَكُون بَعْد حُضُوره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَوْ سُلِّمَ فَإِسْنَاد الْحَدِيث لَا يَخْلُو عَنْ جَهَالَة إِذْ الشَّيْخ غَيْر مَعْلُوم فَلَا يُعَارِض حَدِيثَ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود ( قَالَ ) : أَيْ الْبَرَاء ( وَقَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عَلَى الَّذِينَ يَلُونَ ) : أَيْ يَقُومُونَ.
قَالَ اِبْن الْمَلَك : أَوْ يُبَاشِرُونَ وَيَتَوَلَّوْنَ ( الصُّفُوف الْأُوَل ) : بِضَمِّ الْهَمْزَة وَفَتْح الْوَاو الْمُخَفَّفَة جَمْع أَوَّل أَيْ فَالْأَفْضَل الْأَوَّل فَالْأَوَّل ( وَمَا مِنْ خُطْوَة ) قَالَ الْعَيْنِيّ : رَوَيْنَاهُ بِفَتْحِ الْخَاء , وَهِيَ الْمَرَّة الْوَاحِدَة.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : الرِّوَايَة بِضَمِّ الْخَاء وَهِيَ وَاحِدَة الْخُطَى , وَهِيَ مَا بَيْن الْقَدَمَيْنِ , وَاَلَّتِي بِالْفَتْحِ مَصْدَر.
اِنْتَهَى.
وَمِنْ زَائِدَة وَخُطْوَة اِسْم مَا وَقَوْله ( أَحَبّ إِلَى اللَّه ) : بِالنَّصْبِ خَبَره وَالْأَصَحّ رَفْعه فَهُوَ اِسْمه , وَمِنْ خُطْوَة خَبَره.
قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي ( مِنْ خُطْوَة ) : مُتَعَلِّق بِأَحَبّ ( يَمْشِيهَا ) : بِالْغَيْبَةِ صِفَة خُطْوَة أَيْ يَمْشِيهَا الرَّجُل وَكَذَا ( يَصِل بِهَا صَفًّا ) : وَقِيلَ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا وَالضَّمِيرَانِ لِلْخُطْوَةِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ عَنْ أَبِيهِ كَهْمَسٍ قَالَ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ بِمِنًى وَالْإِمَامُ لَمْ يَخْرُجْ فَقَعَدَ بَعْضُنَا فَقَالَ لِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَا يُقْعِدُكَ قُلْتُ ابْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ هَذَا السُّمُودُ فَقَالَ لِي الشَّيْخُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كُنَّا نَقُومُ فِي الصُّفُوفِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ قَالَ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَلُونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَمَا مِنْ خُطْوَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ خُطْوَةٍ يَمْشِيهَا يَصِلُ بِهَا صَفًّا
عن انس قال: «أقيمت الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نجي في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم»
عن سالم أبي النضر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلا جلس لم يصل، وإذا رآهم جماعة صلى» (1) 546-...
عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى...
عن أبي هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب، ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها علي...
عن عبد الله بن مسعود، قال: «حافظوا على هؤلاء الصلوات الخمس، حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيه صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، ولقد رأ...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر»، قالوا: وما العذر؟، قال: «خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة...
عن ابن أم مكتوم، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رجل ضرير البصر شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟...
عن ابن أم مكتوم، قال: يا رسول الله، إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ فحي هلا»