14-
عن أبي الطفيل، قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أهله؟ قال: فقال: لا، بل أهله.
قالت: فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل، إذا أطعم نبيا طعمة، ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده " فرأيت أن أرده على المسلمين.
قالت: فأنت، وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن جميع - وهو الوليد بن عبد الله بن جميع - فمن رجال مسلم، وفيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح.
أبو الطفيل:
هو عامر بن واثلة، من صغار الصحابة، وهو آخرهم موتا.
وأخرجه عمر بن شبة في " تاريخ المدينة " ١ / ١٩٨، والمروزي (٧٨) ، وأبو يعلى (٣٧) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٢٩٧٣) ، والبزار (٥٤) من طريقين عن محمد بن فضيل، به.
وله شاهد عند البخاري في " تاريخه الكبير " ٤ / ٤٦، والسهمي في " تاريخ جرجان " ص ٤٩٣ من طريق سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن تميم السكوني وكان من الصحابة قال: قيل: يا رسول الله ما للخليفة من بعدك؟ قال: " مثل الذي لي ما عدل في الحكم وقسط في القسط ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه " وهذا سند صحيح وأورده الهيثمي ٥ / ٢٣١ - ٢٣٢ وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
قال الحافظ ابن كثير في " البداية " ٥ / ٢٨٩ بعد أن أورد هذا الحديث عن " المسند ":
ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة، ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة، وفيهم من فيه تشيع، فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الصواب والمظنون بها، واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها رضي الله عنها، ولكنها سألته بعد هذا أن يجعل زوجها ناظرا على هذه الصدقة، فلم يجبها إلى ذلك لما قدمناه، فعتبت عليه بسبب ذلك، وهي امرأة من بنات آدم، تأسف كما يأسفن، وليست بواجبة العصمة مع وجود نص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومخالفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنها، وقد روينا عن أبي بكررضي الله عنه: أنه ترضى فاطمة وتلاينها قبل موتها، فرضيت رضي الله عنها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أم أهله" : أي: أم ورثه أهله; هذا الكلام يدل على أن الإرث متحقق لا محالة، والتردد إنما هو في الوارث، وهذا في إرث المال عند أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - غير صحيح، وإن كانت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - ما أرادت إلا إرث المال على حسب اعتقادها، فحمله أبو بكر على إرث العلم، فأجاب على وفق ذلك بقوله: "لا، بل أهله" : أي: لا أنا ورثت وحدي، بل ورثه أهل إرثه الذين هم أهل العلم عموما، وأنا من جملتهم، وحمل كلام المتكلم على خلاف مراده، والجواب على وفق ذلك باب من أسلوب الحكيم مشهور في العربية، وقصة قبعثري الشاعر مع الحجاج في هذا الباب معروفة غنية عن البيان، على أن الحديث ضعيف، قيل: قال الذهبي في "تاريخ الإسلام": هو حديث منكر، وأنكر ما فيه قوله: "لا بل أهله"، انتهى.
قلت: فإنه خلاف المعروف في "الصحيح" وغيره، والحديث قد رواه أبو داود في "الخراج" بدون هذه الزيادة، وفي إسناده محمد بن فضيل، صدوق رمي بالتشيع، والوليد بن جميع صدوق يخطئ.
"طعمة" : - بالضم - : شبه الرزق، يريد به: الفيء وغيره.
"جعله للذي يقوم من بعده" : أي: جعل التصرف فيه له; بأن يصرفه في مصارفه.
"في المسلمين" : أي: في حوائجهم التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصرف فيها.
والحاصل: أن تركة النبي لا تورث، وبهذا تبين أن معنى "بل أهله": ما ذكرنا.
"فأنت وما سمعته" : "أنت" مبتدأ، خبره "أعلم"، وقوله: "وما سمعته" بتقدير: ومعك ما سمعته، اعتراض لتقدير جهة كونه أعلم، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ عَبْد اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْتَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ أَهْلُهُ قَالَ فَقَالَ لَا بَلْ أَهْلُهُ قَالَتْ فَأَيْنَ سَهْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَتْ فَأَنْتَ وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ
عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة، ثم جلس، حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه...
حدثنا قيس، قال: قام أبو بكر، رضي الله عنه، فحمد الله عز وجل، وأثنى عليه، فقال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم...
عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي، يحدث عن أبي بكر: أنه سمعه حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول مق...
عن حميد بن عبد الرحمن، قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة، قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله، وقال: فدى لك أبي وأمي، ما أط...
عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، قال: سمعت أبي يذكر أن أباه سمع أبا بكر، وهو يقول: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول ال...
عن الزهري، قال: أخبرني رجل من الأنصار، من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان - رحمه الله - يحدث: أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي الن...
عن يزيد بن أبي سفيان، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه، حين بعثني إلى الشام: يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رس...
عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واح...
عن ابن عمر، قال: سمعت أبا بكر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يعمل سوءا يجز به في الدنيا "