344-
عن عياض الأشعري، قال: شهدت اليرموك، وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض - وليس عياض هذا بالذي حدث سماكا - قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة.
قال: فكتبنا إليه إنه قد جاش إلينا الموت، واستمددناه، فكتب إلينا: إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا: الله عز وجل، فاستنصروه، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم، ولا تراجعوني.
قال: فقاتلناهم فهزمناهم، وقتلناهم أربع فراسخ، قال: وأصبنا أموالا، فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة.
قال: وقال أبو عبيدة: من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب.
قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربي
الخبر إسناده حسن، سماك - وهو ابن حرب - من رجال مسلم، وكذا عياض وهو ابن عمرو الأشعري، وهو مختلف في صحبته، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣ / ٣٤ - ٣٥، وابن حبان (٤٧٦٦) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
قوله: " جاش إلينا الموت "، أي: تدفق وفاض.
والعقيصة: الشعر المقصوص، وهو نحو من المضفور.
وتنقزان، أي: تهتزان وتثبان من شدة العدو والجري.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "شهدت اليرموك" : هو واد بناحية الشام.
"قد جاش" : - بجيم - ; أي: كثر واشتد، من جاش البحر: إذا علا وفار.
"واستمددناه" : أي: طلبنا منه المدد، عطف على كتبنا.
"أعز" : أغلب.
"وأحضر" : أي: لا يغيب جنده عن أمره وطاعته.
"فاستنصروه" : - بصيغة الأمر - .
"قد نصر" : على بناء المفعول.
"من عدتكم" : - بكسر العين - .
"فتشاوروا" : لعلهم تشاوروا في التصدق؟ لكثرة ما حصل لهم من الأموال والعبيد والأفراس، فأرادوا أن يتصدقوا منه، فأشار عليهم عياض بأن يتصدقوا بعشر ذلك، ولعل هؤلاء هم الذين جاءوا من الشام إلى عمر، فقالوا: إنا أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا، ونحب أن يكون لنا فيها زكاة، فاستشار فيهم عمر، فقال علي: هو حسن إن لم يكن جزية، كما سبق، والله تعالى أعلم.
"من يراهني" : أي: من يسابقني على الخيل.
"عقيصتي أبي عبيدة" : العقيصة من الشعر: المجتمعة منه.
"تنقزان" : - بنون وضم قاف وزاي معجمة - ; أي: تتحركان وترتفعان من شدة العدو؟ من نقز: إذا وثب.
وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح.
وفي "الترتيب": انفرد به، وصححه ابن حبان، واختاره الضياء.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ سَمِعْتُ عِيَاضًا الْأَشْعَرِيَّ قَالَ شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَابْنُ حَسَنَةَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعِيَاضٌ وَلَيْسَ عِيَاضٌ هَذَا بِالَّذِي حَدَّثَ سِمَاكًا قَالَ وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ وَاسْتَمْدَدْنَاهُ فَكَتَبَ إِلَيْنَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي وَإِنِّي أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْضَرُ جُنْدًا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَنْصِرُوهُ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ فَإِذَا أَتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا فَقَاتِلُوهُمْ وَلَا تُرَاجِعُونِي قَالَ فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلْنَاهُمْ أَرْبَعَ فَرَاسِخَ قَالَ وَأَصَبْنَا أَمْوَالًا فَتَشَاوَرُوا فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضٌ أَنْ نُعْطِيَ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةً قَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَنْ يُرَاهِنِّي فَقَالَ شَابٌّ أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ قَالَ فَسَبَقَهُ فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وَهُوَ خَلْفَهُ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ
عن علي بن زيد، قال:قدمت المدينة، فدخلت على سالم بن عبد الله، وعلي جبة خز، فقال لي سالم: ما تصنع بهذه الثياب؟ سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب أن رسول ال...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قتل رجل ابنه عمدا، فرفع إلى عمر بن الخطاب، فجعل عليه مائة من الإبل: ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين ثنية، وقا...
عن عمرو بن شعيب، قال:قال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس لقاتل شيء " لورثتك.<br> قال: ودعا أخا المقتول فأعطاه الإبل (1) 34...
عن مالك بن أوس بن الحدثان قال:جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا الكذا كذا، فقال الناس: افصل بينهما، افصل بينهما .<br> ق...
عن ابن المسيب أن عمر قال: إن من آخر ما نزل آية الربا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة
عن أبي موسى: أنه كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك.<br> حتى لقيه بعد، فسأله، فقال عمر:...
عن عبد الرحمن بن عوف، قال: حج عمر بن الخطاب، فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس، فأخر ذلك حتىتأتي المدينة....
عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان - يعني ابن بشير - يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم ي...
عن ابن عمر عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ".<br> وقال حجاج: " بالنياحة عليه "