4654- عن جندب بن سفيان، قال: دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك المشاهد، فقال: «هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت»، عن الأسود بن قيس، بهذا الإسناد، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت إصبعه
(دميت) أي جرحت وخرج منها الدم.
(ما لقيت) لفظ ما هنا بمعنى الذي.
أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله.
(غار) كذا هو في الأصول: في غار.
قال القاضي عياض: قال أبو الوليد الكناني: لعله غازيا فتصحف.
كما قال في الرواية الأخرى: في بعض المشاهد.
وكما جاء في رواية البخاري: بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، إذ أصابه حجر.
قال القاضي: وقد يراد بالغار، هنا، الجيش والجمع.
لا الغار الذي هو الكهف.
فيوافق رواية بعض المشاهد.
ومنه قول علي رضي الله عنه: ما ظنك بامرئ جمع بين هذين الغارين، أي العسكرين والجمعين.
(فنكبت) أي نالتها الحجارة.
والنكبة المصيبة، والجمع نكبات.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَع دَمِيتِ وَفِي سَبِيل اللَّه مَا لَقِيت ) لَفْظ ( مَا ) هُنَا بِمَعْنَى ( الَّذِي ) أَيْ : الَّذِي لَقِيته مَحْسُوب فِي سَبِيل اللَّه , وَقَدْ سَبَقَ فِي بَاب غَزْوَة حُنَيْنٍ أَنَّ الرَّجَز هَلْ هُوَ شِعْر ؟ وَأَنَّ مَنْ قَالَ : هُوَ شِعْر قَالَ : شَرَطَ أَنْ يَكُون مَقْصُودًا , وَهَذَا لَيْسَ مَقْصُودًا , وَأَنَّ الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة : دَمِيتِ وَلَقِيت بِكَسْرِ التَّاء , وَأَنَّ بَعْضهمْ أَسْكَنَهَا.
قَوْله : ( كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَار فَنُكِبَتْ أُصْبُعه ) كَذَا هُوَ فِي الْأُصُول ( فِي غَار ) قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِيّ : لَعَلَّهُ ( غَازِيًا ) فَتَصَحَّفَ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( فِي بَعْض الْمُشَاهَدَة ) , وَكَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : ( بَيْنَمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَر ) , قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ يُرَاد بِالْغَارِ هُنَا الْجَيْش وَالْجَمْع , لَا الْغَار الَّذِي هُوَ الْكَهْف , فَيُوَافِق رِوَايَة بَعْض الْمُشَاهَد , وَمِنْهُ قَوْل عَلِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - : ( مَا ظَنّك بِامْرِئٍ بَيْن هَذَيْنِ الْغَارَيْنِ ) أَيْ : الْعَسْكَرَيْنِ وَالْجَمْعَيْنِ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ دَمِيَتْ إِصْبَعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ فَقَالَ هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ و حَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ فَنُكِبَتْ إِصْبَعُهُ
عن الأسود بن قيس، أنه سمع جندبا، يقول: " أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد ودع محمد، فأنزل الله عز وجل: {والضحى والليل إذ...
عن الأسود بن قيس، قال: سمعت جندب بن سفيان، يقول: " اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءته امرأة، فقالت: يا محمد، إني لأرجو...
عن عروة، أن أسامة بن زيد، أخبره، أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحا...
عن أنس بن مالك، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، قال: «فانطلق إليه وركب حمارا وانطلق المسلمون وهي أرض سبخة»، فلما أتاه النب...
حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟» فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء، حتى برك، قال: فأخذ...
عن عمرو، سمعت جابرا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله»، فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله، أتحب أن أ...
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طل...
عن أنس، قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم، وخرجوا بفؤوسهم، وم...
عن أنس بن مالك، قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، قال: " إنا إذا نزلنا بساحة قوم {فساء صباح المنذرين} [الصافات: 177] "