6059- عن عائشة، أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: «أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي، ثم يفصم عني وقد وعيته، وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل، فأعي ما يقول»
(أحيانا) الأحيان الأزمان.
ويقع على القليل والكثير.
(صلصلة) الصلصلة الصوت المتدارك.
وقال الخطابي: معناه أنه صوت متدارك يسمعه ولا يثبته أول ما يقرع سمعه، حتى يفهمه من بعد ذلك.
(يفصم) أي يقلع وينجلي ما يتغشاني منه.
قاله الخطابي: قال العلماء: الفصم هو القطع من غير إبانة، وأما القصم فقطع مع الإبانة والانفصال.
ومعنى الحديث أن الملك يفارق على أن يعود، ولا يفارقه مفارقة قاطع لا يعود.
وروى هذا الحرف أيضا: يفصم.
وروى: يفصم، على أنه أفصم يفصم رباعي.
وهي لغة قليلة.
وهي من أفصم المطر إذا أقلع وكف.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( كَيْف يَأْتِيك الْوَحْي ؟ فَقَالَ : أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس , وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيَّ , ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْته , وَأَحْيَانًا مَلَك فِي مِثْل صُورَة الرَّجُل , فَأَعِي مَا يَقُولُ ) أَمَّا ( الْأَحْيَان ) فَأَزْمَان , وَيَقَع عَلَى الْقَلِيل وَالْكَثِير.
وَ ( مِثْل صَلْصَلَة ) هُوَ بِنَصْبِ ( مِثْل ) , وَأَمَّا الصَّلْصَلَة فَبِفَتْحِ الصَّادَيْنِ , وَهِيَ الصَّوْت الْمُتَدَارَك.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ صَوْت مُتَدَارَك , يَسْمَعُهُ وَلَا يُثْبِتُهُ أَوْ مَا يَقْرَعُ سَمْعَهُ حَتَّى يَفْهَمَهُ مِنْ بَعْد ذَلِكَ.
قَالَ الْعُلَمَاء : وَالْحِكْمَة فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَفَرَّغَ سَمْعُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا يَبْقَى فِيهِ وَلَا فِي قَلْبه مَكَان لِغَيْرِ صَوْت الْمَلَك.
وَمَعْنَى ( وَعَيْت ) جَمَعْت وَفَهِمْت وَحَفِظْت.
وَأَمَّا ( يَفْصِمُ ) فَبِفَتْحِ الْيَاء وَإِسْكَان الْفَاء وَكَسْر الصَّاد الْمُهْمَلَة أَيْ يُقْلِعُ , وَيَنْجَلِي مَا يَتَغَشَّانِي مِنْهُ.
قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ.
قَالَ الْعُلَمَاء : الْفَصْم هُوَ الْقَطْع مِنْ غَيْر إِبَانَة , وَأَمَّا ( الْقَصْم ) بِالْقَافِ فَقَطْعٌ مَعَ الْإِبَانَة وَالِانْفِصَال.
وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الْمَلَك يُفَارِقُ عَلَى أَنْ يَعُودَ , وَلَا يُفَارِقُهُ مُفَارَقَة قَاطِع لَا يَعُودُ.
وَرُوِيَ هَذَا الْحَرْف أَيْضًا ( يُفْصَمُ ) بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الصَّاد عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِله.
وَرُوِيَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْر الصَّاد عَلَى أَنَّهُ أَفْصَمَ يُفْصِم رُبَاعِيّ , وَهِيَ لُغَة قَلِيلَة , وَهِيَ مِنْ أَفْصَمَ الْمَطَر إِذَا أَقْلَعَ وَكَفَّ.
قَالَ الْعُلَمَاء : ذَكَرَ فِي هَذَا الْحَدِيث حَالَيْنِ مِنْ أَحْوَال الْوَحْي , وَهُمَا مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس , وَتَمَثُّل الْمَلَك رَجُلًا , وَلَمْ يَذْكُرْ الرُّؤْيَا فِي النَّوْم , وَهِيَ مِنْ الْوَحْي , لِأَنَّ مَقْصُود السَّائِل بَيَان مَا يَخْتَصُّ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيَخْفَى فَلَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ جِهَته.
وَأَمَّا الرُّؤْيَا فَمُشْتَرَكَة مَعْرُوفَة.
و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ بِشْرٍ جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُهُ وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ
عن عبادة بن الصامت، قال: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه»
عن عبادة بن الصامت، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رءوسهم، فلما أتلي عنه رفع رأسه»
عن ابن عباس، قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به...
عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه...
عن البراء، قال: «ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير» ق...
عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير»
حدثنا قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: " كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا السبط بين أذنيه وعاتقه "
عن أنس، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه»
عن أنس، قال: «كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه»