643- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه»
الحسن بن ذكوان مع كونه ضعفه غير واحد، فقد قال ابن عدي: روى عنه يحيي بن القطان وابن المبارك، وناهيك به جلالة أن يرويا عنه وأرجو أنه لا بأس به، قلنا: وروى له البخاري في "صحيحه" في "الرقائق" وباقي رجاله ثقات.
وقد وقع في "تحفة الأشراف" 10/ 261 وهو بصدد إيراد طريق أبي داود: الحسين بن ذكوان، وذكر في ترجمة الحسين هذا من "تهذيب الكمال" 6/ 372 أنه روى عن سليمان الأحول ورمز لروايته بحرف (د)، وكذلك أخرجه الحاكم 1/ 253 من طريق ابن المبارك، فسماه الحسين بن ذكوان وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، ووصف حسينا هذا بالمعلم وهو لقب للحسين بن ذكوان وهو ثقة، فالسند على هذا صحيح.
وأخرجه مختصرا بالنهي عن تغطية الفم في الصلاة ابن ماجه (966) من طريق الحسن بن ذكوان، بهذا الإسناد.
وأخرج النهي عن السدل في الصلاة منه الترمذي (379) من طريق عسل بن سفيان، عن عطاء، به.
وعسل بن سفيان ضعيف.
وهو في "مسند أحمد" (7934)، وفيه تمام تخريجه وذكر شواهده، و"صحيح ابن حبان" (2353).
وفسر الإمام الخطابي السدل بإرسال الثوب حتى يصيب الأرض، فهو والإسبال واحد عنده، وجاء في "النهايه": السدل: أن يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك، وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب.
وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرصل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه، ورجح السيوطي القول الثاني، وقال: وهو الذي اختاره البيهقي والهروي في "الغريب" وجزم به من أصحابنا أبو إسحاق في "المهذب" والشاشي وصاحب "البيان" ومن الحنفية صاحب "الهداية" والزيلعي والزاهدي وغيرهم، ومن الحنابلة موفق الدين بن قدامة المقدسي.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَأَنْ يُغَطِّي الرَّجُل فَاهُ ) : قَالَ الْخَطَّابِيّ : فَإِنَّ مِنْ عَادَة الْعَرَب التَّلَثُّم بِالْعَمَائِمِ عَلَى الْأَفْوَاه فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ فِي الصَّلَاة إِلَّا أَنْ يَعْرِض الثُّؤَبَاء فَيُغَطِّي فَمه عِنْد ذَلِكَ لِلْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ.
اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى تَحْرِيم السَّدْل فِي الصَّلَاة لِأَنَّهُ مَعْنَى النَّهْي الْحَقِيقِيّ.
قَالَ الْخَطَّابِيّ : وَقَدْ رَخَّصَ بَعْض الْعُلَمَاء السَّدْل فِي الصَّلَاة , رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاء وَمَكْحُول وَالزُّهْرِيّ وَالْحَسَن وَابْن سِيرِينَ.
وَقَالَ مَالِك لَا بَأْس لَهُ.
قُلْت : وَيُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا فَرَّقُوا بَيْن إِجَازَة السَّدْل فِي الصَّلَاة لِأَنَّ الْمُصَلِّي ثَابِت فِي مَكَانه لَا يَمْشِي فِي الثَّوْب الَّذِي عَلَيْهِ , وَأَمَّا غَيْر الْمُصَلِّي فَإِنَّهُ يَمْشِي فِيهِ وَيَسْدُلهُ , وَذَلِكَ عِنْدِي مِنْ الْخُيَلَاء الْمَنْهِيّ عَنْهُ.
وَكَانَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ يَكْرَه السَّدْل فِي الصَّلَاة , وَكَانَ الشَّافِعِيّ يَكْرَههُ فِي الصَّلَاة وَفِي غَيْر الصَّلَاة.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُقْتَصِرًا عَلَى الْفَصْل الْأَوَّل وَقَالَ لَا نَعْرِفهُ مِنْ حَدِيث عَطَاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيث عِسْل بْن سُفْيَان.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيث سُلَيْمَان الْأَحْوَل عَنْ عَطَاء , وَأَشَارَ إِلَى حَدِيث عِسْل.
وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ الْفَصْل الثَّانِي مِنْ حَدِيث الْحَسَن بْن ذَكْوَانَ عَنْ عَطَاء مَرْفُوعًا , وَعِسْل بِكَسْرِ الْعَيْن وَسُكُون السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ هُوَ اِبْن سُفْيَان التَّيْمِيُّ الْيَرْبُوعِيّ الْبَصْرِيّ كُنْيَته أَبُو قُرَّة ضَعِيف الْحَدِيث.
اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ وَأَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ عِسْلٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ
عن ابن جريج، قال: «أكثر ما رأيت عطاء يصلي سادلا»
عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يصلي في شعرنا أو لحفنا»
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، يحدث عن أبيه، أنه رأى أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم مر بحسن بن علي عليهما السلام وهو يصلي قائما وقد غرز ضفره في...
أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث يصلي، ورأسه معقوص من ورائه، فقام وراءه، فجعل يحله وأقر له الآخر فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس، فقال: ما لك...
عن عبد الله بن السائب، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يصلي يوم الفتح ووضع نعليه عن يساره»
عن عبد الله بن السائب، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر موسى وعيسى ابن...
عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول...
عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم»
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم «يصلي حافيا ومنتعلا»