حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الزهد باب ما جاء لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا (حديث رقم: 2337 )


2337- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث، ولا يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» وفي الباب عن أبي بن كعب، وأبي سعيد، وعائشة، وابن الزبير، وأبي واقد، وجابر، وابن عباس، وأبي هريرة: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه»

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ) ‏ ‏بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ أَبُو يُوسُفَ الْمَدَنِيُّ , نَزِيلُ بَغْدَادَ , ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ " أَخْبَرَنَا أَبِي " أَيْ إِبْرَاهِيمُ اِبْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ , ثِقَةٌ حُجَّةٌ , تَكَلَّمَ فِيهِ بِلَا قَادِحٍ مِنْ الثَّامِنَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَادِيًا ) ‏ ‏كَذَا وَقَعَ فِي أَصْلِ الْكُرُوخِيِّ , وَالصَّوَابُ وَادّ وَثَانٍ كَذَا فِي هَامِشِ النُّسْخَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ مِنْ ذَهَبٍ , وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ ‏ ‏( وَلَا يَمْلَأُ فَاهُ ) ‏ ‏أَيْ فَمَهُ , وَفِي رِوَايَةٍ : وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ اِبْنِ آدَمَ.
وَفِي رِوَايَةٍ : لَا يَسُدُّ جَوْفَ اِبْنِ آدَمَ ‏ ‏( إِلَّا التُّرَابُ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ : لَا يَزَالُ حَرِيصًا عَلَى الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوتَ وَيَمْتَلِئُ جَوْفُهُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ , وَهَذَا الْحَدِيثُ يَخْرُجُ عَلَى حُكْمِ غَالِبِ بَنِي آدَمَ فِي الْحِرْصِ عَلَى الدُّنْيَا ‏ ‏( وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ) ‏ ‏أَيْ أَنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ الْحَرِيصِ كَمَا يَقْبَلُهَا مِنْ غَيْرِهِ.
قِيلَ وَفِيهَا إِشَارَةٌ إِلَى ذَمِّ الِاسْتِكْثَارِ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ وَتَمَّنِي ذَلِكَ وَالْحِرْصِ عَلَيْهِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الَّذِي يَتْرُكُ ذَلِكَ يُطْلَقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ تَابَ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَابَ بِالْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ وَهُوَ مُطْلَقُ الرُّجُوعِ أَيْ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ وَالتَّمَنِّي.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ بَنِي آدَمَ مَجْبُولُونَ عَلَى حُبِّ الْمَالِ وَالسَّعْيِ فِي طَلَبِهِ , وَأَنْ لَا يَشْبَعَ مِنْهُ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ وَوَفَّقَهُ لِإِزَالَةِ هَذِهِ الْجِبِلَّةِ عَنْ نَفْسِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.
فَوَضَعَ قَوْلَهُ : ( وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ) مَوْضِعَهُ إِشْعَارًا بِأَنَّ هَذِهِ الْجِبِلَّةَ الْمَرْكُوزَةَ مَذْمُومَةٌ جَارِيَةٌ مَجْرَى الذَّنْبِ , وَأَنَّ إِزَالَتَهَا مُمْكِنَةٌ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ وَتَسْدِيدِهِ وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْحِلُونَ }.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِلَخْ ) ‏ ‏أَمَّا حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي فَصْلِهِ مِنْ أَبْوَابِ الْمَنَاقِبِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُمَا.
وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي وَاقِدٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ذَكَرَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ كَمَا فِي الْفَتْحِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ.


حديث لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث ولا يملأ فاه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لَوْ كَانَ لِابْنِ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ‏ ‏وَأَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏وَعَائِشَةَ ‏ ‏وَابْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏وَأَبِي وَاقِدٍ ‏ ‏وَجَابِرٍ ‏ ‏وَابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏وَأَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ‏ ‏مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

قلب الشيخ شاب على حب اثنتين

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة وكثرة المال ": هذا حديث حسن صحيح

الحرص على العمر والحرص على المال

عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان: الحرص على العمر والحرص على المال ": «هذا حديث حسن صحيح»

الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما...

عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق م...

ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال

عن عثمان بن عفان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال، بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء»: «هذا حديث صحيح و...

هل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت

عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ألهاكم التكاثر قال: " يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدق...

يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر ل...

حدثنا شداد بن عبد الله، قال: سمعت أبا أمامة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك، ولا تلام عل...

لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم

عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا». هذا حدي...

لعلك ترزق به

عن أنس بن مالك، قال: كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبي صل...

كأنما حيزت له الدنيا

عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت...