حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الكهف (حديث رقم: 3149 )


3149- عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس بموسى صاحب الخضر، قال: كذب عدو الله، سمعت أبي بن كعب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: أي رب، فكيف لي به؟ فقال له: احمل حوتا في مكتل فحيث تفقد الحوت فهو ثم، فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون فجعل موسى حوتا في مكتل، فانطلق هو وفتاه يمشيان حتى إذا أتيا الصخرة، فرقد موسى وفتاه فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر "، قال: " وأمسك الله عنه جرية الماء، حتى كان مثل الطاق وكان للحوت سربا.
وكان لموسى ولفتاه عجبا، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى أن يخبره، فلما أصبح موسى {قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} [الكهف: ٦٢] " قال: " ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال} [الكهف: ٦٤] موسى {ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا} [الكهف: ٦٤] " قال: «فكانا يقصان آثارهما» - قال سفيان: يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة ولا يصيب ماؤها ميتا إلا عاش - قال: «وكان الحوت قد أكل منه، فلما قطر عليه الماء عاش»، قال: " فقصا آثارهما حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلا مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى، فقال: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه، فقال موسى: {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا} [الكهف: ٦٦] قال له الخضر: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} [الكهف: ٧٠] قال: نعم، فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة فكلماهم أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول فعمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} [الكهف: ٧١] ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل وإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده، فقتله، قال له موسى: {أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} [الكهف: ٧٤] قال: وهذه أشد من الأولى {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} [الكهف: ٧٦] يقول: مائل، فقال الخضر بيده هكذا {فأقامه} [الكهف: ٧٧] فقال له موسى: قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا {لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا} [الكهف: ٧٧] " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله موسى لوددنا أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما».
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأولى كانت من موسى نسيان».
وقال: " وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر، فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " قال سعيد بن جبير: وكان يعني ابن عباس، يقرأ: «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا» وكان يقرأ: «وأما الغلام فكان كافرا»: «هذا حديث حسن صحيح» ورواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبو إسحاق الهمداني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو مزاحم السمرقندي: سمعت علي بن المديني يقول: حججت حجة وليس لي همة إلا أن أسمع من سفيان يذكر في هذا الحديث الخبر حتى سمعته يقول: حدثنا عمرو بن دينار، وقد كنت سمعت هذا من سفيان من قبل ذلك، ولم يذكر فيه الخبر "

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (أوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏( إِنَّ نَوْفًا ) ‏ ‏بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا فَاءٌ : هُوَ اِبْنُ فَضَالَةَ ‏ ‏( الْبِكَالِيُّ ) ‏ ‏بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ وَبِالْكَافِ مُخَفَّفًا وَبَعْدَ الْأَلِفِ لَامٌ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى بَنِي بِكَالِ بْنِ دَعْمِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفٍ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ , وَيُقَالُ إِنَّهُ اِبْنُ اِمْرَأَةِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ , وَقِيلَ اِبْنُ أَخِيهِ , وَهُوَ تَابِعِيٌّ صَدُوقٌ ‏ ‏( يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْسَ بِمُوسَى صَاحِبِ الْخَضِرِ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عِنْدَ النَّسَائِيِّ قَالَ : كُنْت عِنْدَ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا اِبْنَ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا يَزْعُمُ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّ مُوسَى الَّذِي طَلَبَ الْعِلْمَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى بْنُ مِيشَا أَيْ اِبْنُ إفراثيم بْنُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : أَسَمِعْت ذَلِكَ مِنْهُ يَا سَعِيدُ ؟ قُلْت نَعَمْ , قَالَ : كَذِبَ نَوْفٌ.
‏ ‏اِبْنُ إِسْحَاقَ : فِي الْمُبْتَدَأِ كَانَ مُوسَى بْنُ ميشاقيل مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ نَبِيًّا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ الَّذِي صَحِبَ الْخَضِرَ كَذَا فِي الْفَتْحِ ‏ ‏( قَالَ كَذِبَ عَدُوُّ اللَّهِ ) ‏ ‏هَذَانِ اللَّفْظَانِ مَحْمُولَانِ عَلَى إِرَادَةِ الْمُبَالَغَةِ فِي الزَّجْرِ وَالتَّنْفِيرِ عَنْ تَصْدِيقِ تِلْكَ الْمُقَابَلَةِ.
قَالَ اِبْنُ التِّينِ : لَمْ يُرِدْ اِبْنُ عَبَّاسٍ إِخْرَاجَ نَوْفٍ عَنْ وِلَايَةِ اللَّهِ , وَلَكِنْ قُلُوبُ الْعُلَمَاءِ تَتَنَفَّرُ إِذَا سَمِعَتْ غَيْرَ الْحَقِّ فَيُطْلِقُونَ أَمْثَالَ هَذَا الْكَلَامِ لِقَصْدِ الزَّجْرِ وَحَقِيقَتُهُ غَيْرُ مُرَادَةٍ ‏ ‏( فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ‏ ‏الْعَتْبُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى مَحْمُولٌ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ لَا عَلَى مَعْنَاهُ الْعُرْفِيِّ فِي الْآدَمِيِّينَ كَنَظَائِرِهِ ‏ ‏( أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ ) ‏ ‏اُخْتُلِفَ فِي مَكَانِ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ , فَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : بَحْرُ فَارِسَ وَالرُّومِ , وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ , وَذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : أَقْوَالًا مُخْتَلِفَةً فِيهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا اِخْتِلَافٌ شَدِيدٌ ‏ ‏( أَيْ رَبِّ ) ‏ ‏أَصْلُهُ رَبِّي حُذِفَتْ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ لِلتَّخْفِيفِ اِكْتِفَاءً بِالْكَسْرِ ‏ ‏( فَكَيْفَ لِي بِهِ ) ‏ ‏أَيْ كَيْفَ الِالْتِقَاءُ لِي بِذَلِكَ الْعَبْدِ ‏ ‏( أَحْمِلُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ ) ‏ ‏بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : هُوَ زِنْبِيلٌ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا.
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ عِنْدَ مُسْلِمٍ : فَقِيلَ لَهُ تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا.
‏ ‏الْحَافِظُ : يُسْتَفَادُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ الْحُوتَ كَانَ مَيِّتًا ; لِأَنَّهُ لَا يُمَلَّحُ وَهُوَ حَيٌّ ‏ ‏( فَهُوَ ثَمَّ ) ‏ ‏بِفَتْحِ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ظَرْفٌ بِمَعْنَى هُنَاكَ , وَقَالَتْ النُّحَاةُ : هُوَ اِسْمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الْمَكَانِ الْبَعِيدِ , أَيْ فَذَلِكَ الْعَبْدُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ ‏ ‏( فَتَاهُ ) ‏ ‏أَيْ صَاحِبُهُ ‏ ‏( وَهُوَ يُوشَعُ ) ‏ ‏بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ‏ ‏( بْنُ نُونٍ ) ‏ ‏مَصْرُوفٌ كَنُوحٍ.
وَيُوشَعُ بْنُ نُونٍ هَذَا مِنْ أَوْلَادِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَإِنَّمَا قَالَ فَتَاهُ لِأَنَّهُ كَانَ يَخْدُمُهُ وَيَتْبَعُهُ , وَقِيلَ كَانَ يَأْخُذُ الْعِلْمَ عَنْهُ وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى ‏ ‏( حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ ) ‏ ‏أَيْ الَّتِي عِنْدَ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ , وَالصَّخْرَةُ فِي اللُّغَةِ الْحَجَرُ الْكَبِيرُ ‏ ‏( فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جَرْيَةَ الْمَاءِ ) ‏ ‏أَيْ جَرَيَانَهُ ‏ ‏( حَتَّى كَانَ مِثْلَ الطَّاقِ ) ‏ ‏الطَّاقُ مَا عُطِفَ مِنْ الْأَبْنِيَةِ أَيْ جُعِلَ كَالْقَوْسِ مِنْ قَنْطَرَةٍ وَنَافِذَةٍ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ فَجَعَلَ لَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْكَوَّةِ ‏ ‏( وَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا ) ‏ ‏أَيْ مَسْلَكًا وَمَذْهَبًا يَسْرَبُ وَيَلْعَبُ فِيهِ ‏ ‏( وَكَانَ بِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا ) ‏ ‏أَيْ شَيْئًا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ ‏ ‏{ آتِنَا غَدَاءَنَا } ‏ ‏أَيْ طَعَامَنَا وَزَادَنَا ‏ ‏{ نَصَبًا } ‏ ‏أَيْ شِدَّةً وَتَعَبًا ‏ ‏( لَمْ يَنْصَبْ ) ‏ ‏أَيْ لَمْ يَتْعَبْ مِنْ بَابِ سَمِعَ يَسْمَعُ.
‏ ‏رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ ‏ ‏{ أَرَأَيْت } ‏ ‏أَيْ أَخْبِرْنِي ‏ ‏{ إِذْ } ‏ ‏ظَرْفٌ بِمَعْنَى حِينَ وَفِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ أَرَأَيْت مَا دَهَانِي إِذْ أَوَيْنَا إِلَخْ ‏ ‏{ ذَلِكَ } ‏ ‏أَيْ فِقْدَانُ الْحُوتِ ‏ ‏{ مَا كُنَّا نَبْغِ } ‏ ‏أَيْ هُوَ الَّذِي كَمَا نَطْلُبُهُ لِأَنَّهُ عَلَامَةُ وُجْدَانِ الْمَقْصُودِ ‏ ‏{ فَارْتَدَّا } ‏ ‏أَيْ رَجَعَا ‏ ‏{ عَلَى آثَارِهِمَا } ‏ ‏أَيْ آثَارِ سَيْرِهِمَا ‏ ‏{ قَصَصًا } ‏ ‏أَيْ يَقُصَّانِ قَصَصًا ‏ ‏( يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا ) ‏ ‏.
‏ ‏فِي الْقَامُوسِ : قَصَّ أَثَرَهُ قَصًّا وَقَصَصًا تَتَبَّعَهُ , وَقَالَ فِيهِ ( فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ) أَيْ رَجَعَا مِنْ الطَّرِيقِ الَّذِي سَلَكَاهُ يَقْتَصَّانِ الْأَثَرَ.
‏ ‏قَالَ سُفْيَانُ : يَزْعُمُ نَاسٌ إِلَى قَوْلِهِ ( فَلَمَّا قُطِرَ عَلَيْهِ الْمَاءُ عَاشَ ) ‏ ‏وَعِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي التَّفْسِيرِ : ‏ ‏سُفْيَانُ وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عُمَرَ.
وَقَالَ وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا الْحَيَاةُ , لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ إِلَّا حَيِيَ , فَأَصَابَ الْحُوتُ مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْعَيْنِ , قَالَ فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنْ الْمِكْتَلِ فَدَخَلَ الْبَحْرَ.
‏ ‏الْحَافِظُ : هَذِهِ الزِّيَادَةُ الَّتِي ذَكَرَ سُفْيَانُ أَنَّهَا فِي حَدِيثِ غَيْرِ عُمَرَ , وَقَدْ أَخْرَجَهَا اِبْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سُفْيَانَ مُدْرَجَةً فِي حَدِيثِ عَمْرٍو , وَأَظُنُّ أَنَّ اِبْنَ عُيَيْنَةَ أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ قَتَادَةَ , فَقَدْ أَخْرَجَ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ قَالَ : فَأَتَى عَلَى عَيْنٍ فِي الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا عَيْنُ الْحَيَاةِ فَلَمَّا أَصَابَ تِلْكَ الْعَيْنَ رَدَّ اللَّهُ رُوحَ الْحُوتِ إِلَيْهِ : وَقَدْ أَنْكَرَ الدَّاوُدِيُّ فِيمَا حَكَاهُ اِبْنُ التِّينِ هَذِهِ الزِّيَادَةَ فَقَالَ : لَا أَرَى هَذَا يَثْبُتُ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ اِنْتَهَى وَقَوْلُهُ قَطَرَ عَلَيْهِ الْمَاءَ مِنْ الْقَطْرِ : وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جكيدن وجكانيدان لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ ‏ ‏( مُسَجًّى ) ‏ ‏اِسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ التَّسْجِيَةِ أَيْ مُغَطًّى ‏ ‏( فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ ‏ ‏( فَقَالَ أَنَّى بِأَرْضِك السَّلَامُ ) ‏ ‏قَالَ الْحَافِظُ : هِيَ بِمَعْنَى أَيْنَ أَوْ كَيْفَ , وَهُوَ اِسْتِفْهَامُ اِسْتِبْعَادٍ , يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَهْلَ تِلْكَ الْأَرْضِ لَمْ يَكُونُوا إِذْ ذَاكَ مُسْلِمِينَ ‏ ‏( فَقَالَ أَنَا مُوسَى ) ‏ ‏فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : مَنْ أَنْتَ ؟قَالَ : أَنَا مُوسَى ‏ ‏( إِنَّك عَلَى عِلْمٍ مِنْ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ ) ‏ ‏أَيْ لَا أَعْلَمُ جَمِيعَهُ ‏ ‏( وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ ) ‏ ‏أَيْ لَا تَعْلَمُ جَمِيعَهُ.
وَتَقْدِيرُ ذَلِكَ مُتَعَيِّنٌ ; لِأَنَّ الْخَضِرَ كَانَ يَعْرِفُ مِنْ الْحُكْمِ الظَّاهِرِ مَا لَا غِنَى بِالْمُكَلَّفِ عَنْهُ , وَمُوسَى كَانَ يَعْرِفُ مِنْ الْحُكْمِ الْبَاطِنِ مَا يَأْتِيه بِطَرِيقِ الْوَحْيِ ‏ ‏{ رَشَدًا } ‏ ‏صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ , أَيْ عِلْمًا رَشَدًا أَيْ ذَا رَشَدٍ , وَهُوَ مِنْ قَبِيلِ رَجُلٍ عَدْلٍ ‏ ‏{ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } ‏ ‏كَذَا أُطْلِقَ بِالصِّيغَةِ الدَّالَّةِ عَلَى اِسْتِمْرَارِ النَّفْيِ لِمَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَنَّ مُوسَى لَا يَصْبِرُ عَلَى تَرْكِ الْإِنْكَارِ إِذَا رَأَى مَا يُخَالِفُ الشَّرْعَ ; لِأَنَّ ذَلِكَ شَأْنُ عِصْمَتِهِ , وَلِذَلِكَ لَمْ يَسْأَلْهُ مُوسَى عَنْ شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدِّيَانَةِ , بَلْ مَشَى مَعَهُ لِيُشَاهِدَ مِنْهُ مَا اِطَّلَعَ بِهِ عَلَى مَنْزِلَتِهِ فِي الْعِلْمِ الَّذِي اِخْتَصَّ بِهِ ‏ ‏{ وَكَيْفَ تَصْبِرُ } ‏ ‏اِسْتِفْهَامٌ عَنْ سُؤَالٍ تَقْدِيرُهُ لِمَ.
‏ ‏: إِنِّي لَا أَصْبِرُ وَإِلَّا سَأَصْبِرُ قَالَ : كَيْفَ تَصْبِرُ ‏ ‏{ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا } ‏ ‏أَيْ عِلْمًا ‏ ‏( فَانْطَلَقَ الْخَضِرُ وَمُوسَى يَمْشِيَانِ ) ‏ ‏لَمْ يَذْكُرْ فَتَى مُوسَى وَهُوَ يُوشَعُ لِأَنَّهُ تَابِعٌ غَيْرُ مَقْصُودٍ بِالْأَصَالَةِ ‏ ‏( فَكَلَّمَاهُمْ ) ‏ ‏أَيْ أَهْلُ السُّفَيَّةِ ‏ ‏( بِغَيْرِ نَوْلٍ ) ‏ ‏بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَهُوَ الْأُجْرَةُ ‏ ‏( فَنَزَعَهُ ) ‏ ‏أَيْ قَلَعَهُ ‏ ‏{ إِمْرًا } ‏ ‏أَيْ مُنْكَرًا.
قَالَهُ مُجَاهِدٌ : أَوْ عَظِيمًا , قَالَهُ قَتَادَةُ : ‏ ‏{ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيت } ‏ ‏كَلِمَةُ مَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةٌ أَيْ بِاَلَّذِي نَسِيت وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ أَيْ نَسِيته , وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً أَيْ بِنِسْيَانِي , وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَكِرَةً بِمَعْنَى شَيْءٍ , أَيْ بِشَيْءٍ نَسِيته ‏ ‏{ لَا تُرْهِقْنِي } ‏ ‏أَيْ لَا تُكَلِّفْنِي ‏ ‏{ عُسْرًا } ‏ ‏أَيْ مَشَقَّةً فِي صُحْبَتِي إِيَّاكَ , أَيْ عَامِلْنِي فِيهَا بِالْعَفْوِ وَالْيُسْرِ ‏ ‏( فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَاقْتَلَعَهُ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ : فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا طَرِيفًا فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ وَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهُ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ رَأْسَهُ ‏ ‏{ أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّةً } ‏ ‏أَيْ طَاهِرَةً مِنْ الذُّنُوبِ ‏ ‏{ بِغَيْرِ نَفْسٍ } ‏ ‏أَيْ بِغَيْرِ قِصَاصٍ لَك عَلَيْهَا ‏ ‏{ نُكْرًا } ‏ ‏أَيْ مُنْكَرًا وَعَنْ قَتَادَةَ وَابْنِ كَيْسَانَ : النُّكْرُ أَشَدُّ وَأَعْظَمُ مِنْ الْإِمْرِ ‏ ‏( وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى ) ‏ ‏أَيْ أَوْكَدُ مِنْ الْأُولَى حَيْثُ زَادَ كَلِمَةَ لَك ‏ ‏{ فَلَا تُصَاحِبْنِي } ‏ ‏أَيْ فَارِقْنِي ‏ ‏{ قَدْ بَلَغْت مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } ‏ ‏أَيْ بَلَغْت إِلَى الْغَايَةِ الَّتِي تُعْذَرُ بِسَبَبِهَا فِي فِرَاقِي ‏ ‏{ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } ‏ ‏قِيلَ الْأَيْلَةُ , وَقِيلَ أَنْطَاكِيَّةُ , وَقِيلَ : أَذْرَبِيجَانُ , وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ أَقْوَالًا عَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ : هَذَا الِاخْتِلَافُ قَرِيبٌ مِنْ الِاخْتِلَافِ فِي الْمُرَادِ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ , وَشِدَّةُ الْمُبَايَنَةِ فِي ذَلِكَ تَقْتَضِي أَنْ لَا يَوْثُقَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ‏ ‏{ أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا } ‏ ‏أَيْ يُنْزِلُوهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْأَضْيَافِ ‏ ‏{ فِيهَا } ‏ ‏أَيْ فِي الْقَرْيَةِ ‏ ‏{ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ } ‏ ‏هَذَا عَنْ الْمَجَازِ ; لِأَنَّ الْجِدَارَ لَا يَكُونُ لَهُ حَقِيقَةُ إِرَادَةٍ , أَيْ قَرُبَ وَدَنَا مِنْ الِانْقِضَاضِ وَهُوَ السُّقُوطُ وَاسْتَدَلَّ الْأُصُولِيُّونَ بِهَذَا عَلَى وُجُودِ الْمَجَازِ فِي الْقُرْآنِ وَلَهُ نَظَائِرُ مَعْرُوفَةٌ ‏ ‏( يَقُولُ مَائِلٌ ) ‏ ‏هَذَا تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ‏ ‏( فَقَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا ) ‏ ‏أَيْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ وَهُوَ مِنْ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ عَلَى الْفِعْلِ وَهَذَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ ‏ ‏( قَوْمٌ ) ‏ ‏أَيْ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ أَوْ هُمْ قَوْمٌ ‏ ‏{ لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا } ‏ ‏أَيْ أُجْرَةً وَجُعْلًا ‏ ‏{ قَالَ } ‏ ‏أَيْ الْخَضِرُ لِمُوسَى ‏ ‏{ هَذَا فِرَاقُ } ‏ ‏أَيْ وَقْتُ فِرَاقٍ ‏ ‏{ بَيْنِي وَبَيْنَك } ‏ ‏فِيهِ إِضَافَةٌ بَيْنَ إِلَى غَيْرِ مُتَعَدِّدٍ سَوَّغَهَا تَكْرِيرُهُ بِالْعَطْفِ بِالْوَاوِ ‏ ‏{ سَأُنَبِّئُك } ‏ ‏قَبْلَ فِرَاقِي ‏ ‏" يرحِمَ اللَّهُ مُوسَى " ‏ ‏إِخْبَارٌ وَلَكِنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْإِنْشَاءُ لِأَنَّهُ دُعَاءٌ لَهُ بِالرَّحْمَةِ ‏ ‏" الْأُولَى " ‏ ‏صِفَةٌ مَوْصُوفُهَا مَحْذُوفٌ أَيْ الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى ‏ ‏" نِسْيَانًا " ‏ ‏خَبَرُ كَانَتْ وَعِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي التَّفْسِيرِ كَانَتْ الْأُولَى نِسْيَانًا وَالْوُسْطَى شَرْطًا وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا.
قَالَ الْعَيْنِيُّ قَوْلُهُ : نِسْيَانًا حَيْثُ قَالَ : لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيت ؟ وَشَرْطًا حَيْثُ قَالَ : إِنْ سَأَلْتُك عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا , وَعَمْدًا حَيْثُ قَالَ : لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا ‏ ‏" وَجَاءَ عُصْفُورٌ " ‏ ‏بِضَمِّ أَوَّلِهِ طَيْرٌ مَشْهُورٌ وَقِيلَ هُوَ الصُّرَدُ ‏ ‏" عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ " ‏ ‏أَيْ عَلَى طَرَفِهَا ‏ ‏" مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُك مِنْ عِلْمِ اللَّهِ " ‏ ‏لَفْظُ النَّقْصِ لَيْسَ لَهُ ظَاهِرَةٌ لِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُهُ النَّقْصُ , فَقِيلَ مَعْنَاهُ لَمْ يَأْخُذْ , وَهَذَا تَوْجِيهٌ حَسَنٌ وَيَكُونُ التَّشْبِيهُ وَاقِعًا عَلَى الْأَخْذِ لَا عَلَى الْمَأْخُوذِ مِنْهُ , وَأَحْسَنُ مِنْهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعِلْمِ الْمَعْلُومُ بِدَلِيلِ دُخُولِ حَرْفِ التَّبْعِيضِ لِأَنَّ الْعِلْمَ الْقَائِمَ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى صِفَةٌ قَائِمَةٌ لَا تَتَبَعَّضُ وَالْمَعْلُومُ هُوَ الَّذِي يَتَبَعَّضُ.
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ : الْمُرَادُ أَنَّ نَقْصَ الْعُصْفُورِ لَا يَنْقُصُ الْبَحْرَ بِهَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ كَمَا قِيلَ : ‏ ‏وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ ‏ ‏بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ ‏ ‏أَيْ لَيْسَ فِيهِمْ عَيْبٌ.
وَحَاصِلُهُ : أَنَّ نَفْيَ النَّقْصِ أُطْلِقَ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ , وَقِيلَ إِلَّا بِمَعْنَى وَلَا , أَيْ وَلَا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ.
وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ اِبْنِ جُرَيْجٍ بِلَفْظٍ أَحْسَنَ سِيَاقًا مِنْ هَذَا وَأَبْعَدَ إِشْكَالًا , فَقَالَ : مَا عِلْمِي وَعِلْمُك فِي جَنْبِ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنْ الْبَحْرِ , وَهُوَ تَفْسِيرٌ لِلَّفْظِ الَّذِي وَقَعَ هُنَا , كَذَا فِي الْفَتْحِ ‏ ‏( يَقْرَأُ وَكَانَ أَمَامَهُمْ ) ‏ ‏وَالْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ : وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ‏ ‏( مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ ) ‏ ‏كَذَا كَانَ يَقْرَأُ اِبْنُ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةِ صَالِحَةٍ بَعْدَ كُلَّ سَفِينَةٍ , وَكَذَا كَانَ يَقْرَأُ أُبَيٌّ فَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ : وَكَانَ أُبَيٌّ يَقْرَأُ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا , وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سُفْيَانَ , وَكَانَ اِبْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَحِيحَةٍ غَصْبًا ‏ ‏( وَكَانَ يَقْرَأُ ) ‏ ‏أَيْ اِبْنُ عَبَّاسٍ ‏ ‏( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا ) ‏ ‏وَالْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ : وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ فَوْقَ الْعَشَرَةِ , وَمُسْلِمٌ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ , وَالنَّسَائِيُّ ‏ ‏( قَالَ أَبُو مُزَاحِمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ) ‏ ‏اِسْمُهُ سِبَاعٌ بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ اِبْنُ النَّضْرِ , مَقْبُولٌ مِنْ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ‏ ‏( وَلَيْسَتْ لِي هِمَّةٌ ) ‏ ‏بِالْكَسْرِ وَيُفْتَحُ مَا هَمَّ بِهِ مِنْ أَمْرٍ لِيَفْعَلَ وَأُوِّلَ الْعَزْمُ وَالْعَزْمُ الْقَوِيُّ ‏ ‏( إِلَّا أَنْ أَسْمَعَ مِنْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْخَبَرَ ) ‏ ‏أَيْ لَفْظَ حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا ‏ ‏( حَتَّى سَمِعْته ) ‏ ‏أَيْ سُفْيَانَ ‏ ‏( يَقُولُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ , وَقَدْ كُنْت سَمِعْت هَذَا ) ‏ ‏أَيْ هَذَا الْحَدِيثَ ‏ ‏( مِنْ سُفْيَانَ قَبْلَ ذَلِكَ وَلَمْ يَذْكُرْ الْخَبَرَ ) ‏ ‏أَيْ لَمْ يَذْكُرْ سُفْيَانُ لَفْظَ : حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا , بَلْ ذَكَرَ لَفْظَ عَنْ أَوْ أَقَلَّ أَوْ نَحْوَهُمَا , وَإِنَّمَا لَمْ يَقْنَعْ اِبْنُ الْمَدِينِيِّ : عَلَى مَا سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سُفْيَانَ بِغَيْرِ لَفْظِ , الْخَبَرِ لِأَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ , وَإِنْ كَانَ تَدْلِيسُهُ مِنْ الثِّقَاتِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْحَافِظُ فِي طَبَقَاتِ الْمُدَلِّسِينَ.


حديث فكانا يقصان آثارهما قال سفيان يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة ولا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ أَبِي عُمَرَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ ‏ ‏لِابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏نَوْفًا الْبِكَالِيَّ ‏ ‏يَزْعُمُ أَنَّ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏صَاحِبَ ‏ ‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏ ‏لَيْسَ ‏ ‏بِمُوسَى ‏ ‏صَاحِبِ ‏ ‏الْخَضِرِ ‏ ‏قَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ سَمِعْتُ ‏ ‏أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ‏ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏قَامَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏خَطِيبًا فِي ‏ ‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏ ‏فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ ‏ ‏الْبَحْرَيْنِ ‏ ‏هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ أَيْ رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ فَقَالَ لَهُ احْمِلْ حُوتًا فِي ‏ ‏مِكْتَلٍ ‏ ‏فَحَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ وَهُوَ ‏ ‏يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ‏ ‏فَجَعَلَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏حُوتًا فِي ‏ ‏مِكْتَلٍ ‏ ‏فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يَمْشِيَانِ حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ فَرَقَدَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏وَفَتَاهُ فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي ‏ ‏الْمِكْتَلِ ‏ ‏حَتَّى خَرَجَ مِنْ ‏ ‏الْمِكْتَلِ ‏ ‏فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ قَالَ وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ حَتَّى كَانَ مِثْلَ ‏ ‏الطَّاقِ ‏ ‏وَكَانَ لِلْحُوتِ ‏ ‏سَرَبًا ‏ ‏وَكَانَ ‏ ‏لِمُوسَى ‏ ‏وَلِفَتَاهُ عَجَبًا فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا وَنُسِّيَ صَاحِبُ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏أَنْ يُخْبِرَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏قَالَ لِفَتَاهُ ‏ { ‏آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا ‏ ‏نَصَبًا ‏ } ‏قَالَ وَلَمْ ‏ ‏يَنْصَبْ ‏ ‏حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ قَالَ ‏ { ‏أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا ‏ ‏أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ‏} ‏قَالَ ‏ ‏مُوسَى ‏ { ‏ذَلِكَ مَا كُنَّا ‏ ‏نَبْغِ ‏ ‏فَارْتَدَّا ‏ ‏عَلَى آثَارِهِمَا ‏ ‏قَصَصًا ‏ } ‏قَالَ ‏ ‏يَقُصَّانِ ‏ ‏آثَارَهُمَا قَالَ ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏يَزْعُمُ نَاسٌ أَنَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ عِنْدَهَا عَيْنُ الْحَيَاةِ وَلَا يُصِيبُ مَاؤُهَا مَيِّتًا إِلَّا عَاشَ قَالَ وَكَانَ الْحُوتُ قَدْ أُكِلَ مِنْهُ فَلَمَّا قُطِرَ عَلَيْهِ الْمَاءُ عَاشَ قَالَ ‏ ‏فَقَصَّا ‏ ‏آثَارَهُمَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ فَرَأَى رَجُلًا مُسَجًّى عَلَيْهِ بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏فَقَالَ أَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ قَالَ أَنَا ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏ ‏قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ فَقَالَ ‏ ‏مُوسَى ‏ { ‏هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ‏ ‏مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ‏} ‏قَالَ لَهُ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ { ‏فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ‏} ‏قَالَ نَعَمْ فَانْطَلَقَ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ ‏وَمُوسَى ‏ ‏يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمَاهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَعَرَفُوا ‏ ‏الْخَضِرَ ‏ ‏فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ ‏ ‏نَوْلٍ ‏ ‏فَعَمَدَ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ ‏إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ ‏ ‏نَوْلٍ ‏ ‏عَمَدْتَ ‏ ‏إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا ‏ { ‏لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا ‏ ‏إِمْرًا ‏ ‏قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ‏ ‏مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا ‏ ‏تُرْهِقْنِي ‏ ‏مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ‏} ‏ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَةِ فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ وَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ ‏بِرَأْسِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ قَالَ لَهُ ‏ ‏مُوسَى ‏ { ‏أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ‏ ‏مَعِيَ صَبْرًا ‏} ‏قَالَ وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى ‏ { ‏قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ ‏ ‏لَدُنِّي ‏ ‏عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ‏} ‏يَقُولُ مَائِلٌ فَقَالَ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ ‏بِيَدِهِ هَكَذَا ‏ { ‏فَأَقَامَهُ ‏} ‏فَقَالَ لَهُ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا ‏ { ‏لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ ‏ ‏بِتَأْوِيلِ ‏ ‏مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ‏} ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏يَرْحَمُ اللَّهُ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏لَوَدِدْنَا أَنَّهُ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَخْبَارِهِمَا قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏الْأُولَى كَانَتْ مِنْ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏نِسْيَانٌ قَالَ وَجَاءَ عُصْفُورٌ حَتَّى وَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ثُمَّ نَقَرَ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏الْخَضِرُ ‏ ‏مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ الْبَحْرِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ‏ ‏وَكَانَ ‏ ‏يَعْنِي ‏ ‏ابْنَ عَبَّاسٍ ‏ ‏يَقْرَأُ وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَكَانَ يَقْرَأُ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَرَوَاهُ ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَدْ رَوَاهُ ‏ ‏أَبُو إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏سَمِعْت ‏ ‏أَبَا مُزَاحِمٍ السَّمَرْقَنْدِيَّ ‏ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏حَجَجْتُ حَجَّةً وَلَيْسَ لِي هِمَّةٌ إِلَّا أَنْ ‏ ‏أَسْمَعَ مِنْ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْخَبَرَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ‏ ‏وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ ‏ ‏وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْخَبَرَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا

عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا»: «هذا حديث حسن صحيح غريب»

إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء».<br> هذا حديث حسن صحيح غريب

وكان تحته كنز لهما قال ذهب وفضة

عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وكان تحته كنز لهما} [الكهف: ٨٢] قال: «ذهب وفضة» حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا صفوان بن صا...

قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوة وعلوا

عن حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال: " يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا، فيعيده الله...

من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من ع...

عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري، وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه، نادى...

ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين ق...

عن المغيرة بن شعبة، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران، فقالوا لي: ألستم تقرءون {يا أخت هارون} [مريم: ٢٨] وقد كان بين عيسى وموسى ما كان...

يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين ا...

عن أبي سعيد الخدري، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وأنذرهم يوم الحسرة} [مريم: ٣٩] قال: " يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين الجن...

لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة

عن قتادة، في قوله: {ورفعناه مكانا عليا} [مريم: ٥٧] قال: حدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابع...

ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت هذه الآية {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بي...