3155-
عن المغيرة بن شعبة، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران، فقالوا لي: ألستم تقرءون {يا أخت هارون} [مريم: ٢٨] وقد كان بين عيسى وموسى ما كان، فلم أدر ما أجيبهم.
فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم»: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس»
حسن
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا اِبْنُ إِدْرِيسَ ) اِسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَوْلُهُ : ( إِلَى نَجْرَانَ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : هُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْقَامُوسِ : نَجْرَانُ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ , فُتِحَ سَنَةَ عَشْرٍ , سُمِّيَ بِنَجْرَانَ بْنِ زَيْدَانَ بْنِ سَبَأٍ , وَمَوْضِعٌ بِالْبَحْرَيْنِ , مَوْضِعٌ بِحُورَانَ قُرْبِ دِمَشْقَ , وَمَوْضِعٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ اِنْتَهَى ( فَقَالُوا ) أَيْ أَهْلُ نَجْرَانَ ( أَلَسْتُمْ تَقْرَءُونَ ) أَيْ فِي الْقُرْآنِ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ { يَا أُخْتَ هَارُونَ } وَبَعْدَهُ { مَا كَانَ أَبُوك أَمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّك بَغِيًّا } قَالَ اِبْنُ كَثِيرٍ : أَيْ يَا شَبِيهَةَ هَارُونَ فِي الْعِبَادَةِ أَنْتِ مِنْ بَيْتٍ طَيِّبٍ طَاهِرٍ مَعْرُوفٍ بِالصَّلَاحِ وَالْعِبَادَةِ وَالزَّهَادَةِ فَكَيْفَ صَدَرَ هَذَا مِنْك قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَالسُّدِّيُّ قِيلَ لَهَا أُخْتُ هَارُونَ أَيْ أَخِي مُوسَى وَكَانَتْ مِنْ نَسْلِهِ , كَمَا يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ يَا أَخَا تَمِيمٍ , وَالْمُضَرِيِّ يَا أَخَا مُضَرَ , وَقِيلَ : نُسِبَتْ إِلَى رَجُلٍ صَالِحٍ كَانَ فِيهِمْ اِسْمُهُ هَارُونُ فَكَانَتْ تَتَأَسَّى بِهِ فِي الزَّهَادَةِ وَالْعِبَادَةِ اِنْتَهَى ( وَقَدْ كَانَ بَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى مَا كَانَ ) أَيْ مِنْ طُولِ الزَّمَانِ مَا لَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ أُخْتًا لِهَارُونَ أَخِي مُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( أَلَّا ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ حَرْفُ التَّحْضِيضِ أَيْ هَلَّا ( أَخْبَرْتهمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ ) يَعْنِي أَنَّ هَارُونَ الْمَذْكُورَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { يَا أُخْتَ هَارُونَ } لَيْسَ هُوَ هَارُونُ النَّبِيُّ أَخَا مُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ , بَلْ الْمُرَادُ بِهَارُونَ هَذَا رَجُلٌ آخَرُ مُسَمًّى بِهَارُونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ أَوْلَادَهُمْ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.
قَالَ اِبْنُ جَرِيرٍ : اِخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي السَّبَبِ الَّذِي قِيلَ لَهَا يَا أُخْتَ هَارُونَ , وَمَنْ كَانَ هَارُونُ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ نَسَبُوا مَرْيَمَ إِلَى أَنَّهَا أُخْتَه , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قِيلَ لَهَا هَارُونُ نِسْبَةً مِنْهُمْ لَهَا إِلَى الصَّلَاحِ ; لِأَنَّ أَهْلَ الصَّلَاحِ فِيهِمْ كَانُوا يُسَمُّونَ هَارُونَ وَلَيْسَ بِهَارُونَ أَخِي مُوسَى.
ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ ثُمَّ قَالَ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِيَ بِهِ هَارُونَ أَخَا مُوسَى , وَنُسِبَتْ مَرْيَمُ إِلَى أَنَّهَا أُخْتُهُ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ , يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ يَا أَخَا تَمِيمٍ , وَلِلْمُضَرِيِّ يَا أَخَا مُضَرَ.
ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ , ثُمَّ قَالَ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ كَانَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَاسِقًا مُعْلِنَ الْفِسْقِ فَنَسَبُوهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : وَالصَّوَابُ مِنْ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَعْنِي حَدِيثَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ هَذَا ) وَإِنَّهَا نُسِبَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهَا اِنْتَهَى مُلَخَّصًا.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَانَ فَقَالُوا لِي أَلَسْتُمْ تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ وَقَدْ كَانَ بَيْنَ عِيسَى وَمُوسَى مَا كَانَ فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ
عن أبي سعيد الخدري، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وأنذرهم يوم الحسرة} [مريم: ٣٩] قال: " يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين الجن...
عن قتادة، في قوله: {ورفعناه مكانا عليا} [مريم: ٥٧] قال: حدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابع...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت هذه الآية {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بي...
عن السدي، قال: سألت مرة الهمداني، عن قول الله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: ٧١] فحدثني أن عبد الله بن مسعود، حدثهم، قال: قال رسول الله صلى الله...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه "، قال: " فينادي في السماء، ثم تنزل له الم...
عن مسروق، قال: سمعت خباب بن الأرت، يقول: «جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده»، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت: «لا، حتى تموت ثم تبعث»، ق...
عن أبي هريرة، قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أسرى ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس، ثم قال: «يا بلال اكلأ لنا الليلة»، قال: فصلى بلال...
عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره»: «هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من...
عن عائشة، أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ ق...