حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الدعوات باب (حديث رقم: 3517 )


3517- عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»: هذا حديث صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث ( الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا يَحْيَى ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ أَبِي كَثِيرٍ الطَّائِيُّ ‏ ‏( أَنَّ زَيْدَ بْنِ سَلَّامٍ ) ‏ ‏بْنِ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيَّ ‏ ‏( أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ ) ‏ ‏اِسْمُهُ مَمْطُورٌ الْحَبَشِيُّ ‏ ‏( عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ) ‏ ‏اِسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ صَحَابِيٌّ تَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ أَبُو سَلَّامٍ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( الْوُضُوءُ ) ‏ ‏بِضَمِّ أَوَّلِهِ ‏ ‏( شَطْرُ الْإِيمَانِ ) ‏ ‏فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ.
وَفِي حَدِيثِ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ الْآتِي : الطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ.
قَالَ النَّوَوِيُّ.
اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ فَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَجْرَ فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفُهُ إِلَى نِصْفِ أَجْرِ الْإِيمَانِ , وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ مِنْ الْخَطَايَا وَكَذَلِكَ الْوُضُوءُ إِلَّا أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَصِحُّ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ فَصَارَ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى الْإِيمَانِ فِي مَعْنَى الشَّطْرِ , وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ هُنَا الصَّلَاةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } وَالطَّهَارَةُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ فَصَارَتْ كَالشَّطْرِ وَلَيْسَ يَلْزَمُ فِي الشَّطْرِ أَنْ يَكُونَ نِصْفًا حَقِيقِيًّا وَهَذَا الْقَوْلُ أَقْرَبُ الْأَقْوَالِ , وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَانْقِيَادٌ بِالظَّاهِرِ وَهُمَا شَطْرَانِ لِلْإِيمَانِ وَالطَّهَارَةُ مُتَضَمِّنَةٌ الصَّلَاةَ فَهِيَ اِنْقِيَادٌ فِي الظَّاهِرِ اِنْتَهَى ‏ ‏( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ عِظَمُ أَجْرِهَا وَأَنَّهُ يَمْلَأُ الْمِيزَانِ وَقَدْ تَظَاهَرَتْ نُصُوصُ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ عَلَى وَزْنِ الْإِيمَانِ وَثِقَلِ الْمَوَازِينِ وَخِفَّتِهَا ‏ ‏( تَمْلَآنِ أَوْ تَمْلَأُ ) ‏ ‏شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي , قَالَ النَّوَوِيُّ : ضَبَطْنَاهُمَا بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ , وَقَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ يَجُوزُ يَمْلَآنِ بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّذْكِيرِ جَمِيعًا.
قَالَ الطِّيبِيُّ فَالْأَوَّلُ أَيْ تَمْلَآنِ ظَاهِرٌ وَالثَّانِي فِيهَا ضَمِيرُ الْجُمْلَةِ أَيْ الْجُمْلَةِ الشَّامِلَةِ لَهُمَا وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْإِفْرَادُ بِتَقْدِيرِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا ‏ ‏( مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَوْ قُدِّرَ ثَوَابُهُمَا جِسْمًا لَمَلَآ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَسَبَبُ عِظَمِ فَضْلِهِمَا مَا اِشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ التَّنْزِيهِ لِلَّهِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ.
وَالتَّفْوِيضِ وَالِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ‏ ‏( وَالصَّلَاةُ نُورٌ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ الْمَعَاصِي وَتَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.
وَتَهْدِي إِلَى الصَّوَابِ.
كَمَا أَنَّ النُّورَ يُسْتَضَاءُ بِهِ , وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَكُونُ أَجْرُهَا نُورًا لِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِأَنَّهَا سَبَبُ لِإِشْرَاقِ أَنْوَارِ الْمَعَارِفِ وَانْشِرَاحِ الْقَلْبِ وَمُكَاشَفَاتِ الْحَقَائِقِ لِفَرَاغِ الْقَلْبِ فِيهَا وَإِقْبَالِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَكُونُ نُورًا ظَاهِرًا عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَكُونُ فِي الدُّنْيَا أَيْضًا عَلَى وَجْهِهِ الْبَهَاءُ بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ ‏ ‏( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ يُفْزَعُ إِلَيْهَا كَمَا يُفْزَعُ إِلَى الْبَرَاهِينِ كَأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سُئِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ مَصْرِفِ مَالِهِ كَانَتْ صَدَقَاتُهُ بَرَاهِينُ فِي جَوَابِ هَذَا السُّؤَالِ فَيَقُولُ تَصَدَّقْت بِهِ , وَيَجُوزُ أَنْ يُوسَمَ الْمُتَصَدِّقُ بِسِيمَا يُعْرَفُ بِهَا فَيَكُونُ بُرْهَانًا لَهُ عَلَى حَالِهِ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ مَصْرِفِ مَالِهِ , وَقِيلَ مَعْنَاهُ الصَّدَقَةُ حُجَّةٌ عَلَى إِيمَانِ فَاعِلِهَا فَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَمْتَنِعُ مِنْهَا لِكَوْنِهِ لَا يَعْتَقِدُهَا فَمَنْ تَصَدَّقَ اِسْتَدَلَّ بِصَدَقَتِهِ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِهِ ‏ ‏( وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) ‏ ‏مَعْنَاهُ الصَّبْرُ الْمَحْبُوبُ فِي الشَّرْعِ وَهُوَ الصَّبْرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّبْرُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَالصَّبْرُ أَيْضًا عَلَى النَّائِبَاتِ وَأَنْوَاعِ الْمَكَارِهِ فِي الدُّنْيَا , وَالْمُرَادُ أَنَّ الصَّبْرَ الْمَحْمُودَ لَا يَزَالُ صَاحِبُهُ مُسْتَضِيئًا مُهْتَدِيًا مُسْتَمِرًّا عَلَى الصَّوَابِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ : الصَّبْرُ هُوَ الثَّبَاتُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ‏ ‏( وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَك أَوْ عَلَيْك ) ‏ ‏مَعْنَاهُ ظَاهِرٌ أَيْ تَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ تَلَوْته وَعَمِلْت بِهِ وَإِلَّا فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْك ‏ ‏( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ) ‏ ‏أَيْ يُصْبِحُ ‏ ‏( فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتَقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) ‏ ‏أَيْ كُلُّ إِنْسَانٍ يَسْعَى بِنَفْسِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا لِلَّهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَيُعْتِقُهَا مِنْ الْعَذَابِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا لِلشَّيْطَانِ وَالْهَوَى بِاتِّبَاعِهِمَا فَيُوبِقُهَا أَيْ يُهْلِكُهَا.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.


حديث الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبَانُ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏زَيْدَ بْنَ سَلَّامٍ ‏ ‏حَدَّثَهُ أَنَّ ‏ ‏أَبَا سَلَّامٍ ‏ ‏حَدَّثَهُ عَنْ ‏ ‏أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏الْوُضُوءُ ‏ ‏شَطْرُ ‏ ‏الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ ‏ ‏أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ‏ ‏وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ ‏ ‏بُرْهَانٌ ‏ ‏وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ ‏ ‏يَغْدُو ‏ ‏فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ ‏ ‏مُوبِقُهَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

التسبيح نصف الميزان والحمد لله يملؤه

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إل...

التسبيح نصف الميزان والحمد يملؤه والتكبير يملأ ما...

عن جري النهدي، عن رجل، من بني سليم، قال: عدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي أو في يده: «التسبيح نصف الميزان، والحمد يملؤه، والتكبير يملأ ما بين...

اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول

عن علي بن أبي طالب، قال: أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: «اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ون...

اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد ﷺ

عن أبي أمامة، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، قلنا: يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، فقال: " ألا أدلك...

يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أص...

عن أبي كعب صاحب الحرير قال: حدثني شهر بن حوشب، قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان...

إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السموات السبع وما...

عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى...

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث

عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»

ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام».<br>: هذا حديث غريب وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير هذا الوجه

النبي ﷺ قال ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام».<br>: هذا حديث غريب وليس بمحفوظ.<br> وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة، عن حميد،...