1763- عن العباس بن عبد المطلب، أنه قال: يا رسول الله، عمك أبو طالب كان يحوطك وينفعك، قال: " إنه في ضحضاح من النار، ولولا أنا كان في الدرك الأسفل "
هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو الفضل القرشي الهاشمي، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه، أي شقيقه.
وكان أصغر ولد أبيه وأسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين.
وكان طويلا جميلا أبيض بضا جهوري الصوت يسمع نداؤه من تسعة أميال.
ولما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم آمن به أخوه حمزة، واستمر هو على شركه، ولكنه كان من أكف الناس عنه، بل ما كان بعد أبي طالب أحنى عليه منه.
وقد شهد بيعة العقبة مع الأنصار، وأكد العقد توثقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصرة له،
واحتياطا لأمره.
وكان مع المشركين يوم بدر، فوقع في الأسر، فقيد فبات يثن فلم ينم رسول الله صلى الله عليه سلم،
فسئل عما يمنعه من النوم، فذكر أنين العباس، فأطلق من القيد، وفدي بأربعة آلاف، وقد رد الله عليه أضعافها بعد ذلك.
وقد قيل: إنه كان مسلما يكتم إيمانه من قومه، والمشهور أنه إنما أسلم قبل الفتح، وشهد فتح مكة.
ولما أسلم، حسن إسلامه جدا، واستمرت السقاية في يده ثم في يد ولده.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه ويجله ويعظمه ويحترمه.
وقد استسقى به عمر بن الخطاب عام الرمادة، فسقى الله عباده بدعاء عم نبيه.
وكانت وفاته في آخر خلافة عثمان قبل مقتله بقليل، وقد أضر قبل وفاته، ثم كانت وفاته بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: من رمضان سنة ثنتين وثلاثين وقد جاوز الثمانين، ودفن بالبقيع رحمه الله.
"جامع المسانيد" ٢/الورقة ٣١٧ - ٣١٨، وانظر "سير أعلام النبلاء" ١/٧٨ - ١٠٣.
والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٦٥، ومن طريقه مسلم (٢٠٩) (٣٥٩) ، وأبو يعلى (٦٦٩٤) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (٩٩٣٩) ، وابن منده في "الإيمان" (٩٥٧) و (٩٥٩) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (٤٦٠) ، ومسلم (٢٠٩) (٣٥٨) ، وأبو يعلى (٦٦٩٥) ، وابن منده (٦٩٠) و (٩٦١) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به ٠ وسيأتي برقم (١٧٦٨) و (١٧٧٤) و (١٧٨٩) .
والضحضاح، قال ابن الأثير ٣/٧٥: هو في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.
قوله: "في الدرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقا للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقا للضحضاح، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العرض، قال تعالى: (النار يعرضون عليها) الآية [غافر: ٤٦] ، وهو الذي تدلى عليه أحاديث عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (والذين كفروا أعمالهم كسراب) الآية] النور: ٣٩ [، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) ] المدثر: ٤٨ [، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفي النفع بحيث يتخلص من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "كان يحوطك " : من حاطه : إذا صانه وذب عنه .
"ويفعل " : أي : فيك ما يفعل .
"إنه في ضحضاح " : - بضادين معجمتين مفتوحتين - : هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين ، واستعير في النار .
"في الدرك " : - بفتحتين ، أو بسكون الثاني - ، والمراد : قعر جهنم ، ثم لعل المراد أنه كان مستحقا للدرك الأسفل لولا شفاعتي ، فبشفاعتي صار مستحقا للضحضاح ، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة ، وقيل : ذلك إنما هو العرض ، قال تعالى : النار يعرضون عليها [غافر : 46] ، الآية ، وهو الذي تدل عليه أحاديث عذاب القبر .
بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة ، وهو ينافي قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب [النور : 39] .
الآية .
وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر ناقصة في الجملة ، وهو ينافي قوله تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر : 48] .
ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفع كل واحد من العمل ، والشفاعة نفي نفع المجموع ; أي : العمل مع الشفاعة ، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع ، فلا إشكال .
وقيل : المراد بنفي النفع نفي النفع بحيث يتخلص من النار ، والثابت ها هنا النفع بالتخفيف ، فلا منافاة ، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ قَالَ إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ وَلَوْلَا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ
عن العباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سجد الرجل سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه " (1) 1765- عن العباس بن عبد المطلب...
حدثنا حاتم يعني ابن أبي صغيرة، حدثني بعض بني المطلب، قال: قدم علينا علي بن عبد الله بن عباس في بعض تلك المواسم، قال: فسمعته يقول: حدثني أبي عبد الله...
عن عباس بن عبد المطلب، قال: قلت: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك، ويغضب لك، قال: " نعم، هو في ضحضاح من النار، ولولا ذلك لكان في ال...
عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سجد ابن آدم، سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه "
عن عباس بن عبد المطلب، قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما هذا؟ " قال:...
عن العباس بن عبد المطلب، قال: قلت: يا رسول الله، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها.<br> قال: فغضب النبي صلى...
حدثنا العباس، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فقد كان يحوطك، ويغضب لك، قال: " هو في ضحضاح ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من الن...
عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، قال: فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أ...
عن كثير بن عباس، قال: كان عباس وأبو سفيان معه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - قال: فخطبهم، وقال: " الآن حمي الوطيس "، وقال: " ناد: يا أصحاب سورة الب...