1775-
عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، قال: فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء، - وربما قال معمر: بيضاء - أهداها له فروة بن نعامة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: أنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عباس، ناد يا أصحاب السمرة " قال: وكنت رجلا صيتا فقلت: بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله، لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها.
فقالوا: يا لبيك يا لبيك، يا لبيك، وأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت الداعون على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا حين حمي الوطيس "، قال: ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات، فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: " انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة "، قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (٩٧٤١) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (١٧٧٥) (٧٧) ، وابن حبان (٧٠٤٩) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/١٣٩.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٦٤٧) ، وأبو يعلى (٦٧٠٨) ، والطبري ١٠/١٠١-١٠٢ من طريق معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن إسحاق- كما في "السيرة" لابن هشام ٤/٨٧-، وابن سعد ٤/١٨-١٩، ومسلم (١٧٧٥) (٧٦) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٥٣) ، والحاكم ٣/٣٢٧ - ٣٢٨، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/١٣٧-١٣٩، والبغوي في "تفسيره" ٢/٢٧٨-٢٧٩ من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (١٧٧٦) .
وفروة هذا أسلم في عهد النبى يكرو، وبعث إليه رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه.
انظر "الإصابة" ٣/٢٠٧ رقم الترجمة (٧٠٢٢) .
والغرز: ركاب السرج.
والسمرة: الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان بوم الحديبية.
وصيتا أي: قوي الصوت.
قوله: "وما معه إلا أنا وأبو سفيان"، قال السندي: أراد بالمعية: القرب منه، واللزوم معه، كما يدل عليه السوق، لا الثبوت في الحرب، وعدم الفرار، وإلا فقد ثبت أبو بكر وعمر وعلي وغيرهم أيضا، ذكره في "المواهب".
وقوله: "حين حمي الوطيس":"حين" بالفتح، مبني لإضافته إلى الجملة، و"حمي" بكسر الميم، من: حميت النار، إذا اشتد حرها، و"الوطيس" بفتح واو، وكسر طاء مهملة، وسين مهملة: التنور، أراد الحرب، والظاهر أن خبر "هذا" هو: حين حمي الوطيس، وقيل: محذوف، والتقدير: هذا القتال حين حمي الوطيس، وفي المواهب: الوطيس: هو التنور يخبز فيه، يضرب مثلا لشدة الحرب الذي يشبه حرها حره، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "وما معه إلا أنا وأبو سفيان " : أراد بالمعية القرب منه ، واللزوم معه ; كما يدل عليه السوق ، لا الثبوت في الحرب وعدم الفرار ، وإلا فقد ثبت أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وغيرهم أيضا ، ذكره في "المواهب " .
"شهباء " : الشهب - بفتحتين - : بياض يخالطه سواد .
"فروة بن نعامة " : قال النووي : الصحيح المعروف : نفاثة - بنون مضمومة ثم فاء مخففة ثم ألف ثم ثاء مثلثة - ، وفي رواية : نعامة - بالعين والميم .
"ولى " : بتشديد اللام - .
"يركض " : كينصر ; أي : يسرع .
"وهو لا يألو " : أي : لا يقصر ولا يترك .
"ما أسرع " : أي : الإسراع .
"السمرة " : بفتح فضم - : اسم شجرة بايعوا تحتها .
"عطفتهم " : ضبط - بفتح العين - ; أي : انصرافهم ، ويمكن أن يكون - بكسر العين - ; أي : كيفية رجوعهم وانصرافهم .
"فنادت الأنصار " : أي : بعضهم بعضا .
وفي "الترتيب " : فبادر الأنصار .
"ثم قصرت " : على بناء المفعول .
"هذا حين حمي الوطيس " : "حين" - بالفتح - مبني ; لإضافته إلى الجملة ، و"حمي" - بكسر الميم - من حميت النار : إذا اشتد حرها ، و"الوطيس" - بفتح واو وكسر طاء مهملة وبسين مهملة - : التنور ، أراد : الحرب ، والظاهر أن خبر "هذا" هو "حين حمي الوطيس " ، وقيل : محذوف ، والتقدير : هذا القتال حين حمي الوطيس .
وفي "المواهب " : الوطيس : هو التنور يخبز فيه ، يضرب مثلا لشدة الحرب الذي يشبه حرها حره ، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
"انهزموا " : على لفظ الخبر .
"فذهبت أنظر " : أي : قبيل الرمي ، أو عند الرمي متصلا به .
"ما هو " : أي : انهزامهم .
"إلا أن " : أي : بأن رماهم ; أي : بسببه .
"حدهم " : - بفتح الحاء المهملة - ; أي : ما زلت أرى قوتهم ضعيفة .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ قَالَ الْعَبَّاسُ وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبَّاسُ نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ قَالَ وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ قَالَ فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا فَقَالُوا يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ فَنَادَتْ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قَصَّرَتْ الدَّاعُونَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادَوْا يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ ثُمَّ قَالَ انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى قَالَ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّهُ قَالَ وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ
عن كثير بن عباس، قال: كان عباس وأبو سفيان معه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - قال: فخطبهم، وقال: " الآن حمي الوطيس "، وقال: " ناد: يا أصحاب سورة الب...
عن عبد المطلب بن ربيعة، قال: دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول ا...
عن عباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا "
عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا "
عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه "
عن الزهري، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري، أن عمر دعاه - فذكر الحديث - قال: فبينا أنا عنده إذ جاء حاجبه يرفأ، فقال: هل لك في عثمان، وعبد الرحمن،...
عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري - فذكر الحديث - قال: فبينا أنا جالس، عنده أتاه حاجبه يرفأ، فقال لعمر: هل لك في عثمان، وعبد الرحمن، وسعد، والزبير يستأ...
عن العباس، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أدعو به، فقال: " سل الله العفو والعافية " قال: ثم أتيته مرة أخرى، فق...
عن العباس، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساؤه، فاستترن مني إلا ميمونة ، فقال: " لا يبقى في البيت أحد شهد اللد إلا لد، إلا أن يميني...