838-
عن وائل بن حجر، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» (1) 839- عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الصلاة، قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه، قال همام: وحدثني شقيق، قال: حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: بمثل هذا، وفي حديث أحدهما: وأكبر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة: وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه.
(2)
(١) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه لم ينفرد به، فللحديث طريق آخر- وهو وإن كان منقطعا- يتقوى به فيحسن، وهو الطريق التالي عند المصنف.
وأخرجه ابن ماجه (882)، والترمذي (267)، والنسائي في "الكبرى" (680) و (744) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وحسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (626) و (629)، وابن حبان (1912)، والحاكم 1/ 226.
قال الترمذي: والعمل عليه (أي: على هذا الحديث) عند كثر أهل العلم: يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
وقال صاحب "عون المعبود": والحديث يدل على مشروعية وضع الركبتين قبل اليدين ورفعهما عند النهوض قبل رفع الركبتين، وإلى ذلك ذهب الجمهور، وحكاه القاضي أبو الطيب عن عامة الفقهاء، وحكاه ابن المنذر عن عمر بن الخطاب والنخعي ومسلم بن يسار وسفيان الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، قال: وبه أقول.
وانظر تفصيل القول في هذه المسألة في تعليقنا على الحديث من "صحيح ابن
حبان"، و"زاد المعاد" لابن القيم 1/ 222 - 231، طبع مؤسسة الرسالة.
(٢)حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه وائل بن حجر.
همام: هو ابن يحيى العوذي.
وقد سلف من هذا الطريق برقم (٧٣٦).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٦٠)، والبيهقي ٢/ ٩٨ من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي ٢/ ٩٩ من طريق محمد بن حجر بن عبد الجبار، عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر.
فوصله، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن حجر وعمه سعيد.
وقوله في الحديث: وقعتا ركبتاه، وتقعا كفاه، جائز في العربية، على لغة أكلونى البراغيث، ومنه قوله- صلى الله عليه وسلم -: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار .
".
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِذَا سَجَدَ ) : أَيْ أَرَادَ السُّجُود ( وَإِذَا نَهَضَ ) : أَيْ أَرَادَ النُّهُوض وَهُوَ الْقِيَام وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب لَا نَعْرِف أَحَدًا رَوَاهُ غَيْر شَرِيك , وَذَكَرَ أَنَّ هَمَّامًا رَوَاهُ عَنْ عَاصِم مُرْسَلًا وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ وَائِل بْن حُجْر , وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَمْ يَقُلْ هَذَا عَنْ شَرِيك غَيْر يَزِيد بْن هَارُون , وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيد عَنْ شَرِيك وَلَمْ يُحَدِّث بِهِ عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب غَيْر شَرِيك , وَشَرِيك لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِيمَا يَتَفَرَّد بِهِ , وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا حَدِيث يُعَدّ فِي أَفْرَاد شَرِيك الْقَاضِي , وَإِنَّمَا تَابَعَهُ هَمَّام مُرْسَلًا , هَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ وَغَيْره مِنْ الْحُفَّاظ الْمُتَقَدِّمِينَ رَحِمهمْ اللَّه تَعَالَى.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَشَرِيك هَذَا هُوَ اِبْن عَبْد اللَّه النَّخَعِيُّ الْقَاضِي وَفِيهِ مَقَال.
وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم فِي الْمُتَابَعَة كَذَا قَالَ الْمُنْذِرِيُّ.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة وَضْع الرُّكْبَتَيْنِ قَبْل الْيَدَيْنِ وَرَفْعهمَا عِنْد النُّهُوض قَبْل رَفْع الرُّكْبَتَيْنِ , وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ الْجُمْهُور وَحَكَاهُ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّب عَنْ عَامَّة الْفُقَهَاء , وَحَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالنَّخَعِيِّ وَمُسْلِم بْن يَسَار وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَأَصْحَاب الرَّأْي قَالَ وَبِهِ أَقُول.
( مُحَمَّد بْن جُحَادَة ) بِتَقْدِيمِ الْجِيم الْمَضْمُومَة عَلَى الْحَاء الْمُهْمَلَة ( فَذَكَرَ حَدِيث الصَّلَاة ) : الْمَذْكُور ( فَلَمَّا سَجَدَ وَقَعَتَا رُكْبَتَاهُ ) : الظَّاهِر وَقَعَتْ رُكْبَتَاهُ بِإِفْرَادِ الْفِعْل وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ ( قَبْل أَنْ يَقَعَا كَفَّاهُ ) : الظَّاهِر أَنْ يَقَع كَفَّاهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ , وَالْحَدِيث مُنْقَطِع.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : عَبْد الْجَبَّار بْن وَائِل لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ ( قَالَ هَمَّام ) أَيْ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُور إِلَيْهِ ( أَخْبَرَنَا شَقِيق ) : هُوَ أَبُو لَيْث رَوَى عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب , وَيُقَال : عَاصِم بْن شَتْم وَعَنْهُ هَمَّام بْن يَحْيَى مَجْهُول ( بِمِثْلِ هَذَا ) الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن جُحَادَة ( وَفِي حَدِيث أَحَدهمَا ) : أَيْ مُحَمَّد بْن جُحَادَة وَشَقِيق , ( وَإِذَا نَهَضَ ) : أَيْ قَامَ ( نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاعْتَمَدَ عَلَى فَخِذه ) : أَيْ اِعْتَمَدَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذه يَسْتَعِين بِذَلِكَ عَلَى النُّهُوض.
قَالَ الْحَافِظ الزَّيْن الْعِرَاقِيّ : وَرِوَايَة أَبِي دَاوُدَ , هَذِهِ مُوَافِقَة لِمَا قَبْلهَا لِأَنَّهُ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ تَعَيَّنَ نُهُوضه عَلَى رُكْبَتَيْهِ إِذْ لَمْ يَبْقَ مَا يَعْتَمِد عَلَيْهِ غَيْرهمَا اِنْتَهَى.
قُلْت : قَدْ ثَبَتَ الِاعْتِمَاد عَلَى الْأَرْض حِين النُّهُوض فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ وَقَدْ عَرَفْت أَنَّ طَرِيق مُحَمَّد بْن جُحَادَة مُنْقَطِعَة.
وَأَمَّا طَرِيق هَمَّام عَنْ شَقِيق فَمُرْسَلَة : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَكُلَيْب بْن شِهَاب وَالِد عَاصِم حَدِيثه عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَل فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكهُ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ وَإِذَا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّلَاةِ قَالَ فَلَمَّا سَجَدَ وَقَعَتَا رُكْبَتَاهُ إِلَى الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ كَفَّاهُ قَالَ هَمَّامٌ وَحَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا وَفِي حَدِيثِ أَحَدِهِمَا وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ وَإِذَا نَهَضَ نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاعْتَمَدَ عَلَى فَخِذِهِ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعمد أحدكم في صلاته، فيبرك كما يبرك الجمل»
عن أبي قلابة، قال: جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث، إلى مسجدنا، فقال: والله إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول الله صلى...
عن أبي قلابة، قال: جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث، إلى مسجدنا، فقال: والله إني لأصلي وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول الله صلى الل...
عن مالك بن الحويرث، «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وتر من صلاته، لم ينهض حتى يستوي قاعدا»
أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاوسا، يقول: قلنا لابن عباس: في الإقعاء على القدمين في السجود، فقال: «هي السنة»، قال: قلنا: «إنا لنراه جفاء بالرجل»، فقال...
عن عبيد بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع يقول: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا ل...
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: حين يقول: " سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء - قال مؤمل: ملء السموات وم...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غ...